توحيد

ابى جعفر محمّد بن على بن موسى ابن بابويه ملقب به شيخ صدوق
مترجم و شارح: استاد على اكبر ميرزايى‏

- ۴۳ -


65. باب ذكر مجلس الرضا على بن موسى (عليه السلام) مع أهل الأديان و أصحاب المقالات مثل الجاثليق و رأس الجالوت و رؤساء الصابئين و الهربذ الأكبر و ماكلم به عمران الصابئى فى التوحيد عند المأمون‏

65. درباره يادى از مذاكره امام رضا (عليه السلام) با دانشمندان اديان مختلف و مذاهب مثل جاثليق (دانشمند مسيحى)، رأس جالوت، بزرگان صائب، هربذ بزرگ و آن چه عمران صائبى در مورد توحيد نزد مأمون گفته است.

1 حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الْفَقِيهُ الْقُمِّيُّ ثُمَّ الْإِيلَاقِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ صَدَقَةَ الْقُمِّيُّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْأَنْصَارِيُّ الْكَجِّيُّ قَالَ حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ الْحَسَنَ بْنَ مُحَمَّدٍ النَّوْفَلِيَّ ثُمَّ الْهَاشِمِيَّ يَقُولُ لَمَّا قَدِمَ عَلِيُّ بْنُ مُوسَى الرِّضَا ع إِلَى الْمَأْمُونِ أَمَرَ الْفَضْلَ بْنَ سَهْلٍ أَنْ يَجْمَعَ لَهُ أَصْحَابَ الْمَقَالاتِ مِثْلَ الْجَاثِلِيقِ وَ رَأْسِ الْجَالُوتِ وَ رُؤَسَاءِ الصَّابِئِينَ وَ الْهِرْبِذِ الْأَكْبَرِ وَ أَصْحَابِ زَرْدْهُشْتَ وَ قِسْطَاسِ الرُّومِيِّ وَ الْمُتَكَلِّمِينَ لِيَسْمَعَ كَلَامَهُ وَ كَلَامَهُمْ فَجَمَعَهُمُ الْفَضْلُ بْنُ سَهْلٍ ثُمَّ أَعْلَمَ الْمَأْمُونَ بِاجْتِمَاعِهِمْ فَقَالَ أَدْخِلْهُمْ عَلَيَّ فَفَعَلَ فَرَحَّبَ بِهِمُ الْمَأْمُونُ ثُمَّ قَالَ لَهُمْ إِنِّي إِنَّمَا جَمَعْتُكُمْ لِخَيْرٍ وَ أَحْبَبْتُ أَنْ تُنَاظِرُوا ابْنَ عَمِّي هَذَا الْمَدَنِيَّ الْقَادِمَ عَلَيَّ فَإِذَا كَانَ بُكْرَةً فَاغْدُوا عَلَيَّ وَ لَا يَتَخَلَّفْ مِنْكُمْ أَحَدٌ فَقَالُوا السَّمْعَ وَ الطَّاعَةَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ نَحْنُ مُبْكِرُونَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ قَالَ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّوْفَلِيُّ فَبَيْنَا نَحْنُ فِي حَدِيثٍ لَنَا عِنْدَ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا ع إِذْ دَخَلَ عَلَيْنَا يَاسِرٌ الْخَادِمُ وَ كَانَ يَتَوَلَّى أَمْرَ أَبِي الْحَسَنِ ع فَقَالَ يَا سَيِّدِي إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ فَيَقُولُ فِدَاكَ أَخُوكَ إِنَّهُ اجْتَمَعَ إِلَيَّ أَصْحَابُ الْمَقَالاتِ وَ أَهْلُ الْأَدْيَانِ وَ الْمُتَكَلِّمُونَ مِنْ جَمِيعِ الْمِلَلِ فَرَأْيُكَ فِي الْبُكُورِ عَلَيْنَا إِنْ أَحْبَبْتَ كَلَامَهُمْ وَ إِنْ كَرِهْتَ كَلَامَهُمْ فَلَا تَتَجَشَّمْ وَ إِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ نَصِيرَ إِلَيْكَ خَفَّ ذَلِكَ عَلَيْنَا فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ ع أَبْلِغْهُ السَّلَامَ وَ قُلْ لَهُ قَدْ عَلِمْتُ مَا أَرَدْتَ وَ أَنَا صَائِرٌ إِلَيْكَ بُكْرَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ- قَالَ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّوْفَلِيُّ فَلَمَّا مَضَى يَاسِرٌ الْتَفَتَ إِلَيْنَا ثُمَّ قَالَ لِي يَا نَوْفَلِيُّ أَنْتَ عِرَاقِيٌّ وَ رِقَّةُ الْعِرَاقِيِّ غَيْرُ غَلِيظَةٍ فَمَا عِنْدَكَ فِي جَمْعِ ابْنِ عَمِّكَ عَلَيْنَا أَهْلَ الشِّرْكِ وَ أَصْحَابَ الْمَقَالاتِ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ يُرِيدُ الِامْتِحَانَ وَ يُحِبُّ أَنْ يَعْرِفَ مَا عِنْدَكَ وَ لَقَدْ بَنَى عَلَى أَسَاسٍ غَيْرِ وَثِيقِ الْبُنْيَانِ وَ بِئْسَ وَ اللَّهِ مَا بَنَى فَقَالَ لِي وَ مَا بِنَاؤُهُ فِي هَذَا الْبَابِ قُلْتُ إِنَّ أَصْحَابَ الْبِدَعِ وَ الْكَلَامِ خِلَافُ الْعُلَمَاءِ وَ ذَلِكَ أَنَّ الْعَالِمَ لَا يُنْكِرُ غَيْرَ الْمُنْكَرِ وَ أَصْحَابُ الْمَقَالاتِ وَ الْمُتَكَلِّمُونَ وَ أَهْلُ الشِّرْكِ أَصْحَابُ إِنْكَارٍ وَ مُبَاهَتَةٍ وَ إِنِ احْتَجَجْتَ عَلَيْهِمْ أَنَّ اللَّهَ وَاحِدٌ قَالُوا صَحِّحْ وَحْدَانِيَّتَهُ وَ إِنْ قُلْتَ إِنَّ مُحَمَّداً ص رَسُولُ اللَّهِ قَالُوا أَثْبِتْ رِسَالَتَهُ ثُمَّ يُبَاهِتُونَ الرَّجُلَ وَ هُوَ يُبْطِلُ عَلَيْهِمْ بِحُجَّتِهِ وَ يُغَالِطُونَهُ حَتَّى يَتْرُكَ قَوْلَهُ فَاحْذَرْهُمْ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ فَتَبَسَّمَ ع ثُمَّ قَالَ يَا نَوْفَلِيُّ أَ تَخَافُ أَنْ يَقْطَعُوا عَلَيَّ حُجَّتِي قُلْتُ لَا وَ اللَّهِ مَا خِفْتُ عَلَيْكَ قَطُّ وَ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يُظْفِرَكَ اللَّهُ بِهِمْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَقَالَ لِي يَا نَوْفَلِيُّ أَ تُحِبُّ أَنْ تَعْلَمَ مَتَى يَنْدَمُ الْمَأْمُونُ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ إِذَا سَمِعَ احْتِجَاجِي عَلَى أَهْلِ التَّوْرَاةِ بِتَوْرَاتِهِمْ وَ عَلَى أَهْلِ الْإِنْجِيلِ بِإِنْجِيلِهِمْ وَ عَلَى أَهْلِ الزَّبُورِ بِزَبُورِهِمْ وَ عَلَى الصَّابِئِينَ بِعِبْرَانِيَّتِهِمْ وَ عَلَى الْهَرَابِذَةِ بِفَارِسِيَّتِهِمْ وَ عَلَى أَهْلِ الرُّومِ بِرُومِيَّتِهِمْ وَ عَلَى أَصْحَابِ الْمَقَالاتِ بِلُغَاتِهِمْ فَإِذَا قَطَعْتُ كُلَّ صِنْفٍ وَ دَحَضَتْ حُجَّتُهُ وَ تَرَكَ مَقَالَتَهُ وَ رَجَعَ إِلَى قَوْلِي عَلِمَ الْمَأْمُونُ أَنَّ الْمَوْضِعَ الَّذِي هُوَ بِسَبِيلِهِ لَيْسَ هُوَ بِمُسْتَحَقٍّ لَهُ فَعِنْدَ ذَلِكَ تَكُونُ النَّدَامَةُ مِنْهُ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ فَلَمَّا أَصْبَحْنَا أَتَانَا الْفَضْلُ بْنُ سَهْلٍ فَقَالَ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ ابْنُ عَمِّكَ يَنْتَظِرُكَ وَ قَدِ اجْتَمَعَ الْقَوْمُ فَمَا رَأْيُكَ فِي إِتْيَانِهِ فَقَالَ لَهُ الرِّضَا ع تَقَدَّمْنِي فَإِنِّي صَائِرٌ إِلَى نَاحِيَتِكُمْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ- ثُمَّ تَوَضَّأَ ع وُضُوءَ الصَّلَاةِ وَ شَرِبَ شَرْبَةَ سَوِيقٍ وَ سَقَانَا مِنْهُ ثُمَّ خَرَجَ وَ خَرَجْنَا مَعَهُ حَتَّى دَخَلْنَا عَلَى الْمَأْمُونِ فَإِذَا الْمَجْلِسُ غَاصٌّ بِأَهْلِهِ-

وَ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ فِي جَمَاعَةِ الطَّالِبِيِّينَ وَ الْهَاشِمِيِّينَ وَ الْقُوَّادُ حُضُورٌ فَلَمَّا دَخَلَ الرِّضَا ع قَامَ الْمَأْمُونُ وَ قَامَ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَ قَامَ جَمِيعُ بَنِي هَاشِمٍ فَمَا زَالُوا وُقُوفاً وَ الرِّضَا ع جَالِسٌ مَعَ الْمَأْمُونِ حَتَّى أَمَرَهُمْ بِالْجُلُوسِ فَجَلَسُوا فَلَمْ يَزَلِ الْمَأْمُونُ مُقْبِلًا عَلَيْهِ يُحَدِّثُهُ سَاعَةً ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى جَاثِلِيقَ فَقَالَ يَا جَاثِلِيقُ هَذَا ابْنُ عَمِّي عَلِيُّ بْنُ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ وَ هُوَ مِنْ وُلْدِ فَاطِمَةَ بِنْتِ نَبِيِّنَا وَ ابْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَأُحِبُّ أَنْ تُكَلِّمَهُ وَ تُحَاجَّهُ وَ تُنْصِفَهُ فَقَالَ الْجَاثِلِيقُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ كَيْفَ أُحَاجُّ رَجُلًا يَحْتَجُّ عَلَيَّ بِكِتَابٍ أَنَا مُنْكِرُهُ وَ نَبِيٍّ لَا أُومِنُ بِهِ فَقَالَ لَهُ الرِّضَا ع يَا نَصْرَانِيُّ فَإِنِ احْتَجَجْتُ عَلَيْكَ بِإِنْجِيلِكَ أَ تُقِرُّ بِهِ قَالَ الْجَاثِلِيقُ وَ هَلْ أَقْدِرُ عَلَى دَفْعِ مَا نَطَقَ بِهِ الْإِنْجِيلُ نَعَمْ وَ اللَّهِ أُقِرُّ بِهِ عَلَى رَغْمِ أَنْفِي فَقَالَ لَهُ الرِّضَا ع سَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ وَ افْهَمِ الْجَوَابَ قَالَ الْجَاثِلِيقُ مَا تَقُولُ فِي نُبُوَّةِ عِيسَى ع وَ كِتَابِهِ هَلْ تُنْكِرُ مِنْهُمَا شَيْئاً قَالَ الرِّضَا ع أَنَا مُقِرٌّ بِنُبُوَّةِ عِيسَى وَ كِتَابِهِ وَ مَا بَشَّرَ بِهِ أُمَّتَهُ وَ أَقَرَّ بِهِ الْحَوَارِيُّونَ وَ كَافِرٌ بِنُبُوَّةِ كُلِّ عِيسًى لَمْ يُقِرَّ بِنُبُوَّةِ مُحَمَّدٍ ص وَ بِكِتَابِهِ وَ لَمْ يُبَشِّرْ بِهِ أُمَّتَهُ قَالَ الْجَاثِلِيقُ أَ لَيْسَ إِنَّمَا تُقْطَعُ الْأَحْكَامُ بِشَاهِدَيْ عَدْلٍ قَالَ بَلَى قَالَ فَأَقِمْ شَاهِدَيْنِ مِنْ غَيْرِ أَهْلِ مِلَّتِكَ عَلَى نُبُوَّةِ مُحَمَّدٍ مِمَّنْ لَا تُنْكِرُهُ النَّصْرَانِيَّةُ وَ سَلْنَا مِثْلَ ذَلِكَ مِنْ غَيْرِ أَهْلِ مِلَّتِنَا- قَالَ الرِّضَا ع الآْنَ جِئْتَ بِالنَّصَفَةِ يَا نَصْرَانِيُّ أَ لَا تَقْبَلُ مِنِّي الْعَدْلَ الْمُقَدَّمَ عِنْدَ الْمَسِيحِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ قَالَ الْجَاثِلِيقُ وَ مَنْ هَذَا الْعَدْلُ سَمِّهِ لِي قَالَ مَا تَقُولُ فِي يُوحَنَّا الدَّيْلَمِيِّ قَالَ بَخْ بَخْ ذَكَرْتَ أَحَبَّ النَّاسِ إِلَى الْمَسِيحِ قَالَ فَأَقْسَمْتُ عَلَيْكَ هَلْ نَطَقَ الْإِنْجِيلُ أَنَّ يُوحَنَّا قَالَ إِنَّ الْمَسِيحَ أَخْبَرَنِي بِدِينِ مُحَمَّدٍ الْعَرَبِيِّ وَ بَشَّرَنِي بِهِ أَنَّهُ يَكُونُ مِنْ بَعْدِهِ فَبَشَّرْتُ بِهِ الْحَوَارِيِّينَ فَ‏آمَنُوا بِهِ قَالَ الْجَاثِلِيقُ قَدْ ذَكَرَ ذَلِكَ يُوحَنَّا عَنِ الْمَسِيحِ وَ بَشَّرَ بِنُبُوَّةِ رَجُلٍ وَ بِأَهْلِ بَيْتِهِ وَ وَصِيِّهِ وَ لَمْ يُلَخِّصْ مَتَى يَكُونُ ذَلِكَ وَ لَمْ يُسَمِّ لَنَا الْقَوْمَ فَنَعْرِفَهُمْ قَالَ الرِّضَا ع فَإِنْ جِئْنَاكَ بِمَنْ يَقْرَأُ الْإِنْجِيلَ فَتَلَا عَلَيْكَ ذِكْرَ مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَيْتِهِ وَ أُمَّتِهِ أَ تُؤْمِنُ بِهِ قَالَ سَدِيداً قَالَ الرِّضَا ع لِقِسْطَاسِ الرُّومِيِّ كَيْفَ حِفْظُكَ لِلسِّفْرِ الثَّالِثِ مِنَ الْإِنْجِيلِ قَالَ مَا أَحْفَظَنِي لَهُ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى رَأْسِ الْجَالُوتِ فَقَالَ لَهُ أَ لَسْتَ تَقْرَأُ الْإِنْجِيلَ قَالَ بَلَى لَعَمْرِي قَالَ فَخُذْ عَلَى السِّفْرِ الثَّالِثِ فَإِنْ كَانَ فِيهِ ذِكْرُ مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَيْتِهِ وَ أُمَّتِهِ سَلَامُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ فَاشْهَدُوا لِي وَ إِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ ذِكْرُهُ فَلَا تَشْهَدُوا لِي ثُمَّ قَرَأَ ع السِّفْرَ الثَّالِثَ حَتَّى إِذَا بَلَغَ ذِكْرَ النَّبِيِّ ص وَقَفَ ثُمَّ قَالَ يَا نَصْرَانِيُّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ الْمَسِيحِ وَ أُمِّهِ أَ تَعْلَمُ أَنِّي عَالِمٌ بِالْإِنْجِيلِ قَالَ نَعَمْ ثُمَّ تَلَا عَلَيْنَا ذِكْرَ مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَيْتِهِ وَ أُمَّتِهِ ثُمَّ قَالَ مَا تَقُولُ يَا نَصْرَانِيُّ هَذَا قَوْلُ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ فَإِنْ كَذَّبْتَ مَا يَنْطِقُ بِهِ الْإِنْجِيلُ فَقَدْ كَذَّبْتَ عِيسَى وَ مُوسَى ع وَ مَتَى أَنْكَرْتَ هَذَا الذِّكْرَ وَجَبَ عَلَيْكَ الْقَتْلُ لِأَنَّكَ تَكُونُ قَدْ كَفَرْتَ بِرَبِّكَ وَ نَبِيِّكَ وَ بِكِتَابِكَ قَالَ الْجَاثِلِيقُ لَا أُنْكِرُ مَا قَدْ بَانَ لِي فِي الْإِنْجِيلِ وَ إِنِّي لَمُقِرٌّ بِهِ- قَالَ الرِّضَا ع اشْهَدُوا عَلَى إِقْرَارِهِ ثُمَّ قَالَ يَا جَاثِلِيقُ سَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ قَالَ الْجَاثِلِيقُ أَخْبِرْنِي عَنْ حَوَارِيِّ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ كَمْ كَانَ عِدَّتُهُمْ وَ عَنْ عُلَمَاءِ الْإِنْجِيلِ كَمْ كَانُوا قَالَ الرِّضَا ع عَلَى الْخَبِيرِ سَقَطْتَ أَمَّا الْحَوَارِيُّونَ فَكَانُوا اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا وَ كَانَ أَفْضَلُهُمْ وَ أَعْلَمُهُمْ أَلُوقَا وَ أَمَّا عُلَمَاءُ النَّصَارَى فَكَانُوا ثَلَاثَةَ رِجَالٍ- يُوحَنَّا الْأَكْبَرُ بِأَج وَ يُوحَنَّا بِقَرْقِيسِيَا وَ يُوحَنَّا الدَّيْلَمِيُّ بِزجان وَ عِنْدَهُ كَانَ ذِكْرُ النَّبِيِّ ص وَ ذِكْرُ أَهْلِ بَيْتِهِ وَ أُمَّتِهِ وَ هُوَ الَّذِي بَشَّرَ أُمَّةَ عِيسَى وَ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِهِ ثُمَّ قَالَ ع يَا نَصْرَانِيُّ وَ اللَّهِ إِنَّا لَنُؤْمِنُ بِعِيسَى الَّذِي آمَنَ بِمُحَمَّدٍ ص وَ مَا نَنْقِمُ عَلَى عِيسَاكُمْ شَيْئاً إِلَّا ضَعْفَهُ وَ قِلَّةَ صِيَامِهِ وَ صَلَاتِهِ قَالَ الْجَاثِلِيقُ أَفْسَدْتَ وَ اللَّهِ عِلْمَكَ وَ ضَعَّفْتَ أَمْرَكَ وَ مَا كُنْتُ ظَنَنْتُ إِلَّا أَنَّكَ أَعْلَمُ أَهْلِ الْإِسْلَامِ قَالَ الرِّضَا ع وَ كَيْفَ ذَلِكَ قَالَ الْجَاثِلِيقُ مِنْ قَوْلِكَ إِنَّ عِيسَاكُمْ كَانَ ضَعِيفاً قَلِيلَ الصِّيَامِ قَلِيلَ الصَّلَاةِ وَ مَا أَفْطَرَ عِيسَى يَوْماً قَطُّ وَ لَا نَامَ بِلَيْلٍ قَطُّ وَ مَا زَالَ صَائِمَ الدَّهْرِ قَائِمَ اللَّيْلِ قَالَ الرِّضَا ع فَلِمَنْ كَانَ يَصُومُ وَ يُصَلِّي قَالَ فَخَرِسَ الْجَاثِلِيقُ وَ انْقَطَعَ قَالَ الرِّضَا ع يَا نَصْرَانِيُّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عَنْ مَسْأَلَةٍ قَالَ سَلْ فَإِنْ كَانَ عِنْدِي عِلْمُهَا أَجَبْتُكَ قَالَ الرِّضَا ع مَا أَنْكَرْتَ أَنَّ عِيسَى كَانَ يُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ قَالَ الْجَاثِلِيقُ أَنْكَرْتُ ذَلِكَ مِنْ قِبَلِ أَنَّ مَنْ أَحْيَا الْمَوْتَى وَ أَبْرَأَ الْأَكْمَهَ وَ الْأَبْرَصَ فَهُوَ رَبٌّ مُسْتَحِقٌّ لِأَنْ يُعْبَدَ قَالَ الرِّضَا ع فَإِنَّ الْيَسَعَ قَدْ صَنَعَ مِثْلَ مَا صَنَعَ عِيسَى مَشَى عَلَى الْمَاءِ وَ أَحْيَا الْمَوْتَى وَ أَبْرَأَ الْأَكْمَهَ وَ الْأَبْرَصَ فَلَمْ يَتَّخِذْهُ أُمَّتُهُ رَبّاً وَ لَمْ يَعْبُدْهُ أَحَدٌ مِنْ دُونِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لَقَدْ صَنَعَ حِزْقِيلُ النَّبِيُّ ع مِثْلَ مَا صَنَعَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ع فَأَحْيَا خَمْسَةً وَ ثَلَاثِينَ أَلْفَ رَجُلٍ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِمْ بِسِتِّينَ سَنَةً ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى رَأْسِ الْجَالُوتِ فَقَالَ لَهُ يَا رَأْسَ الْجَالُوتِ أَ تَجِدُ هَؤُلَاءِ فِي شَبَابِ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي التَّوْرَاةِ اخْتَارَهُمْ بُخْتَ‏نَصَّرُ مِنْ سَبْيِ بَنِي إِسْرَائِيلَ حِينَ غَزَا بَيْتَ الْمَقْدِسِ ثُمَّ انْصَرَفَ بِهِمْ إِلَى بَابِلَ فَأَرْسَلَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَيْهِمْ فَأَحْيَاهُمْ- هَذَا فِي التَّوْرَاةِ لَا يَدْفَعُهُ إِلَّا كَافِرٌ مِنْكُمْ قَالَ رَأْسُ الْجَالُوتِ قَدْ سَمِعْنَا بِهِ وَ عَرَفْنَاهُ قَالَ صَدَقْتَ ثُمَّ قَالَ ع يَا يَهُودِيُّ خُذْ عَلَى هَذَا السِّفْرِ مِنَ التَّوْرَاةِ فَتَلَا ع عَلَيْنَا مِنَ التَّوْرَاةِ آيَاتٍ فَأَقْبَلَ الْيَهُودِيُّ يَتَرَجَّحُ لِقِرَاءَتِهِ وَ يَتَعَجَّبُ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّصْرَانِيِّ فَقَالَ يَا نَصْرَانِيُّ أَ فَهَؤُلَاءِ كَانُوا قَبْلَ عِيسَى أَمْ عِيسَى كَانَ قَبْلَهُمْ قَالَ بَلْ كَانُوا قَبْلَهُ قَالَ الرِّضَا ع لَقَدِ اجْتَمَعَتْ قُرَيْشٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ص فَسَأَلُوهُ أَنْ يُحْيِيَ لَهُمْ مَوْتَاهُمْ فَوَجَّهَ مَعَهُمْ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ ع فَقَالَ لَهُ اذْهَبْ إِلَى الْجَبَّانَةِ فَنَادِ بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ الرَّهْطِ الَّذِينَ يَسْأَلُونَ عَنْهُمْ بِأَعْلَى صَوْتِكَ يَا فُلَانُ وَ يَا فُلَانُ وَ يَا فُلَانُ يَقُولُ لَكُمْ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ص قُومُوا بِإِذْنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَقَامُوا يَنْفُضُونَ التُّرَابَ عَنْ رُءُوسِهِمْ فَأَقْبَلَتْ قُرَيْشٌ تَسْأَلُهُمْ عَنْ أُمُورِهِمْ ثُمَّ أَخْبَرُوهُمْ أَنَّ مُحَمَّداً قَدْ بُعِثَ نَبِيّاً وَ قَالُوا وَدِدْنَا أَنَّا أَدْرَكْنَاهُ فَنُؤْمِنُ بِهِ وَ لَقَدْ أَبْرَأَ الْأَكْمَهَ وَ الْأَبْرَصَ وَ الْمَجَانِينَ وَ كَلَّمَهُ الْبَهَائِمُ وَ الطَّيْرُ وَ الْجِنُّ وَ الشَّيَاطِينُ وَ لَمْ نَتَّخِذْهُ رَبّاً مِنْ دُونِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لَمْ نُنْكِرْ لِأَحَدٍ مِنْ هَؤُلَاءِ فَضْلَهُمْ فَمَتَى اتَّخَذْتُمْ عِيسَى رَبّاً جَازَ لَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْيَسَعَ وَ حِزْقِيلَ رَبّاً لِأَنَّهُمَا قَدْ صَنَعَا مِثْلَ مَا صَنَعَ عِيسَى مِنْ إِحْيَاءِ الْمَوْتَى وَ غَيْرِهِ إِنَّ قَوْماً مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ هَرَبُوا مِنْ بِلَادِهِمْ مِنَ الطَّاعُونِ- وَ هُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَأَمَاتَهُمُ اللَّهُ فِي سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ فَعَمَدَ أَهْلُ تِلْكَ الْقَرْيَةِ فَحَظَرُوا عَلَيْهِمْ حَظِيرَةً فَلَمْ يَزَالُوا فِيهَا حَتَّى نَخِرَتْ عِظَامُهُمْ وَ صَارُوا رَمِيماً فَمَرَّ بِهِمْ نَبِيٌّ مِنْ أَنْبِيَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَتَعَجَّبَ مِنْهُمْ وَ مِنْ كَثْرَةِ الْعِظَامِ الْبَالِيَةِ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ أَ تُحِبُّ أَنْ أُحْيِيَهُمْ لَكَ فَتُنْذِرَهُمْ قَالَ نَعَمْ يَا رَبِّ فَأَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَيْهِ أَنْ نَادِهِمْ فَقَالَ أَيَّتُهَا الْعِظَامُ الْبَالِيَةُ قُومِي بِإِذْنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَقَامُوا أَحْيَاءً أَجْمَعُونَ يَنْفُضُونَ التُّرَابَ عَنْ رُءُوسِهِمْ ثُمَّ إِبْرَاهِيمُ ع خَلِيلُ الرَّحْمَنِ حِينَ أَخَذَ الطُّيُورَ وَ قَطَّعَهُنَّ قِطَعاً ثُمَّ وَضَعَ عَلى‏ كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ نَادَاهُنَّ فَأَقْبَلْنَ سَعْياً إِلَيْهِ ثُمَّ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ وَ أَصْحَابُهُ وَ السَّبْعُونَ الَّذِينَ اخْتَارَهُمْ صَارُوا مَعَهُ إِلَى الْجَبَلِ فَقَالُوا لَهُ إِنَّكَ قَدْ رَأَيْتَ اللَّهَ سُبْحَانَهُ فَأَرِنَاهُ كَمَا رَأَيْتَهُ فَقَالَ لَهُمْ إِنِّي لَمْ أَرَهُ فَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً- ... فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ فَاحْتَرَقُوا عَنْ آخِرِهِمْ وَ بَقِيَ مُوسَى وَحِيداً فَقَالَ يَا رَبِّ اخْتَرْتُ سَبْعِينَ رَجُلًا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَجِئْتُ بِهِمْ وَ أَرْجِعُ وَحْدِي فَكَيْفَ يُصَدِّقُنِي قَوْمِي بِمَا أُخْبِرُهُمْ بِهِ فَ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَ إِيَّايَ أَ تُهْلِكُنا بِما فَعَلَ السُّفَهاءُ مِنَّا فَأَحْيَاهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِمْ وَ كُلُّ شَيْ‏ءٍ ذَكَرْتُهُ لَكَ مِنْ هَذَا لَا تَقْدِرُ عَلَى دَفْعِهِ- لِأَنَّ التَّوْرَاةَ وَ الْإِنْجِيلَ وَ الزَّبُورَ وَ الْفُرْقَانَ قَدْ نَطَقَتْ بِهِ فَإِنْ كَانَ كُلُّ مَنْ أَحْيَا الْمَوْتَى وَ أَبْرَأَ الْأَكْمَهَ وَ الْأَبْرَصَ وَ الْمَجَانِينَ يُتَّخَذُ رَبّاً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَاتَّخِذْ هَؤُلَاءِ كُلَّهُمْ أَرْبَاباً مَا تَقُولُ يَا نَصْرَانِيٌّ قَالَ الْجَاثِلِيقُ الْقَوْلُ قَوْلُكَ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ثُمَّ الْتَفَتَ ع إِلَى رَأْسِ الْجَالُوتِ فَقَالَ يَا يَهُودِيُّ أَقْبِلْ عَلَيَّ أَسْأَلْكَ بِالْعَشْرِ الآْيَاتِ الَّتِي أُنْزِلَتْ عَلَى مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ ع هَلْ تَجِدُ فِي التَّوْرَاةِ مَكْتُوباً نَبَأَ مُحَمَّدٍ وَ أُمَّتِهِ إِذَا جَاءَتِ الْأُمَّةُ الْأَخِيرَةُ أَتْبَاعُ رَاكِبِ الْبَعِيرِ يُسَبِّحُونَ الرَّبَّ جِدّاً جِدّاً تَسْبِيحاً جَدِيداً فِي الْكَنَائِسِ الْجُدُدِ فَلْيُفْرِغْ بَنُو إِسْرَائِيلَ إِلَيْهِمْ وَ إِلَى مَلِكِهِمْ لِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُهُمْ فَإِنَّ بِأَيْدِيهِمْ سُيُوفاً يَنْتَقِمُونَ بِهَا مِنَ الْأُمَمِ الْكَافِرَةِ فِي أَقْطَارِ الْأَرْضِ هَكَذَا هُوَ فِي التَّوْرَاةِ مَكْتُوبٌ قَالَ رَأْسُ الْجَالُوتِ نَعَمْ إِنَّا لَنَجِدُهُ كَذَلِكَ ثُمَّ قَالَ لِلْجَاثِلِيقِ يَا نَصْرَانِيُّ كَيْفَ عِلْمُكَ بِكِتَابِ شَعْيَا قَالَ أَعْرِفُهُ حَرْفاً حَرْفاً قَالَ الرِّضَا ع لَهُمَا أَ تَعْرِفَانِ هَذَا مِنْ كَلَامِهِ يَا قَوْمِ إِنِّي رَأَيْتُ صُورَةَ رَاكِبِ الْحِمَارِ لَابِساً جَلَابِيبَ النُّورِ وَ رَأَيْتُ رَاكِبَ الْبَعِيرِ ضَوْؤُهُ مِثْلُ ضَوْءِ الْقَمَرِ فَقَالا قَدْ قَالَ ذَلِكَ شَعْيَا قَالَ الرِّضَا ع يَا نَصْرَانِيُّ هَلْ تَعْرِفُ فِي الْإِنْجِيلِ قَوْلَ عِيسَى إِنِّي‏

ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي وَ رَبِّكُمْ وَ الْفَارِقْلِيطَا جَاءٍ هُوَ الَّذِي يَشْهَدُ لِي بِالْحَقِّ كَمَا شَهِدْتُ لَهُ وَ هُوَ الَّذِي يُفَسِّرُ لَكُمْ كُلَّ شَيْ‏ءٍ وَ هُوَ الَّذِي يُبْدِي فَضَائِحَ الْأُمَمِ وَ هُوَ الَّذِي يَكْسِرُ عَمُودَ الْكُفْرِ فَقَالَ الْجَاثِلِيقُ مَا ذَكَرْتَ شَيْئاً مِمَّا فِي الْإِنْجِيلِ إِلَّا وَ نَحْنُ مُقِرُّونَ بِهِ فَقَالَ أَ تَجِدُ هَذَا فِي الْإِنْجِيلِ ثَابِتاً يَا جَاثِلِيقُ قَالَ نَعَمْ قَالَ الرِّضَا ع يَا جَاثِلِيقُ أَ لَا تُخْبِرُنِي عَنِ الْإِنْجِيلِ الْأَوَّلِ حِينَ افْتَقَدْتُمُوهُ عِنْدَ مَنْ وَجَدْتُمُوهُ وَ مَنْ وَضَعَ لَكُمْ هَذَا الْإِنْجِيلَ قَالَ لَهُ مَا افْتَقَدْنَا الْإِنْجِيلَ إِلَّا يَوْماً وَاحِداً حَتَّى وَجَدْنَا غَضّاً طَرِيّاً فَأَخْرَجَهُ إِلَيْنَا يُوحَنَّا وَ مَتَّى- فَقَالَ لَهُ الرِّضَا ع مَا أَقَلَّ مَعْرِفَتَكَ بِسِرِّ الْإِنْجِيلِ وَ عُلَمَائِهِ فَإِنْ كَانَ كَمَا تَزْعُمُ فَلِمَ اخْتَلَفْتُمْ فِي الْإِنْجِيلِ إِنَّمَا وَقَعَ الِاخْتِلَافُ فِي هَذَا الْإِنْجِيلِ الَّذِي فِي أَيْدِيكُمُ الْيَوْمَ فَلَوْ كَانَ عَلَى الْعَهْدِ الْأَوَّلِ لَمْ تَخْتَلِفُوا فِيهِ وَ لَكِنِّي مُفِيدُكَ عِلْمَ ذَلِكَ اعْلَمْ أَنَّهُ لَمَّا افْتُقِدَ الْإِنْجِيلُ الْأَوَّلُ اجْتَمَعَتِ النَّصَارَى إِلَى عُلَمَائِهِمْ فَقَالُوا لَهُمْ قُتِلَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ع وَ افْتَقَدْنَا الْإِنْجِيلَ وَ أَنْتُمُ الْعُلَمَاءُ فَمَا عِنْدَكُمْ فَقَالَ لَهُمْ أَلُوقَا وَ مرقابوس إِنَّ الْإِنْجِيلَ فِي صُدُورِنَا وَ نَحْنُ نُخْرِجُهُ إِلَيْكُمْ سِفْراً سِفْراً فِي كُلِّ أَحَدٍ فَلَا تَحْزَنُوا عَلَيْهِ وَ لَا تُخْلُوا الْكَنَائِسَ فَإِنَّا سَنَتْلُوهُ عَلَيْكُمْ فِي كُلِّ أَحَدٍ سِفْراً سِفْراً حَتَّى نَجْمَعَهُ لَكُمْ كُلَّهُ فَقَعَدَ أَلُوقَا وَ مرقابوس وَ يُوحَنَّا وَ مَتَّى وَ وَضَعُوا لَهُمْ هَذَا الْإِنْجِيلَ بَعْدَ مَا افْتَقَدْتُمُ الْإِنْجِيلَ الْأَوَّلَ وَ إِنَّمَا كَانَ هَؤُلَاءِ الْأَرْبَعَةُ تَلَامِيذَ التَّلَامِيذِ الْأَوَّلِينَ أَ عَلِمْتَ ذَلِكَ قَالَ الْجَاثِلِيقُ أَمَّا هَذَا فَلَمْ أَعْلَمْهُ وَ قَدْ عَلِمْتُهُ الآْنَ وَ قَدْ بَانَ لِي مِنْ فَضْلِ عِلْمِكَ بِالْإِنْجِيلِ وَ سَمِعْتُ أَشْيَاءَ مِمَّا عَلِمْتُهُ- شَهِدَ قَلْبِي أَنَّهَا حَقٌّ فَاسْتَزَدْتُ كَثِيراً مِنَ الْفَهْمِ فَقَالَ لَهُ الرِّضَا ع فَكَيْفَ شَهَادَةُ هَؤُلَاءِ عِنْدَكَ قَالَ جَائِزَةٌ هَؤُلَاءِ عُلَمَاءُ الْإِنْجِيلِ وَ كُلُّ مَا شَهِدُوا بِهِ فَهُوَ حَقٌّ فَقَالَ الرِّضَا ع لِلْمَأْمُونِ وَ مَنْ حَضَرَهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ وَ مِنْ غَيْرِهِمْ اشْهَدُوا عَلَيْهِ قَالُوا قَدْ شَهِدْنَا ثُمَّ قَالَ لِلْجَاثِلِيقِ بِحَقِّ الِابْنِ وَ أُمِّهِ هَلْ تَعْلَمُ أَنَّ مَتَّى قَالَ إِنَّ الْمَسِيحَ هُوَ ابْنُ دَاوُدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ يَهُودَا بْنِ حضرون وَ قَالَ مرقابوس فِي نِسْبَةِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ إِنَّهُ كَلِمَةُ اللَّهِ أَحَلَّهَا فِي جَسَدِ الآْدَمِيِّ فَصَارَتْ إِنْسَاناً وَ قَالَ أَلُوقَا إِنَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ وَ أُمَّهُ كَانَا إِنْسَانَيْنِ مِنْ لَحْمٍ وَ دَمٍ فَدَخَلَ فِيهِمَا رُوحُ الْقُدُسِ ثُمَّ إِنَّكَ تَقُولُ مِنْ شَهَادَةِ عِيسَى عَلَى نَفْسِهِ حَقّاً أَقُولُ لَكُمْ يَا مَعْشَرَ الْحَوَارِيِّينَ إِنَّهُ لَا يَصْعَدُ إِلَى السَّمَاءِ إِلَّا مَا نَزَلَ مِنْهَا إِلَّا رَاكِبَ الْبَعِيرِ خَاتَمَ الْأَنْبِيَاءِ فَإِنَّهُ يَصْعَدُ إِلَى السَّمَاءِ وَ يَنْزِلُ فَمَا تَقُولُ فِي هَذَا الْقَوْلِ قَالَ الْجَاثَلِيقُ هَذَا قَوْلُ عِيسَى لَا نُنْكِرُهُ قَالَ الرِّضَا ع فَمَا تَقُولُ فِي شَهَادَةِ أَلُوقَا وَ مرقابوس وَ مَتَّى عَلَى عِيسَى وَ مَا نَسَبُوهُ إِلَيْهِ قَالَ الْجَاثِلِيقُ كَذَبُوا عَلَى عِيسَى قَالَ الرِّضَا ع يَا قَوْمِ أَ لَيْسَ قَدْ زَكَّاهُمْ وَ شَهِدَ أَنَّهُمْ عُلَمَاءُ الْإِنْجِيلِ وَ قَوْلَهُمْ حَقٌّ فَقَالَ الْجَاثِلِيقُ يَا عَالِمَ الْمُسْلِمِينَ أُحِبُّ أَنْ تُعْفِيَنِي مِنْ أَمْرِ هَؤُلَاءِ قَالَ الرِّضَا ع فَإِنَّا قَدْ فَعَلْنَا سَلْ يَا نَصْرَانِيُّ عَمَّا بَدَا لَكَ قَالَ الْجَاثِلِيقُ لِيَسْأَلْكَ غَيْرِي فَلَا وَ حَقِّ الْمَسِيحِ مَا ظَنَنْتُ أَنَّ فِي عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ مِثْلَكَ فَالْتَفَتَ الرِّضَا ع إِلَى رَأْسِ الْجَالُوتِ فَقَالَ لَهُ تَسْأَلُنِي أَوْ أَسْأَلُكَ قَالَ بَلْ أَسْأَلُكَ وَ لَسْتُ أَقْبَلُ مِنْكَ حُجَّةً إِلَّا مِنَ التَّوْرَاةِ أَوْ مِنَ الْإِنْجِيلِ أَوْ مِنْ زَبُورِ دَاوُدَ أَوْ مِمَّا فِي صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَ مُوسَى فَقَالَ الرِّضَا ع لَا تَقْبَلْ مِنِّي حُجَّةً إِلَّا بِمَا تَنْطِقُ بِهِ التَّوْرَاةُ عَلَى لِسَانِ مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ وَ الْإِنْجِيلُ عَلَى لِسَانِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَ الزَّبُورُ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ فَقَالَ رَأْسُ الْجَالُوتِ مِنْ أَيْنَ تُثْبِتُ نُبُوَّةَ مُحَمَّدٍ قَالَ الرِّضَا ع شَهِدَ بِنُبُوَّتِهِ ص مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ وَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَ دَاوُدُ خَلِيفَةُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِي الْأَرْضِ فَقَالَ لَهُ أَثْبِتْ قَوْلَ مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ قَالَ الرِّضَا ع هَلْ تَعْلَمُ يَا يَهُودِيُّ أَنَّ مُوسَى أَوْصَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فَقَالَ لَهُمْ إِنَّهُ سَيَأْتِيكُمْ نَبِيٌّ هُوَ مِنْ إِخْوَتِكُمْ فَبِهِ فَصَدِّقُوا- وَ مِنْهُ فَاسْمَعُوا فَهَلْ تَعْلَمُ أَنَّ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِخْوَةً غَيْرَ وُلْدِ إِسْمَاعِيلَ إِنْ كُنْتَ تَعْرِفُ قَرَابَةَ إِسْرَائِيلَ مِنْ إِسْمَاعِيلَ وَ النَّسَبَ الَّذِي بَيْنَهُمَا مِنْ قِبَلِ إِبْرَاهِيمَ ع فَقَالَ رَأْسُ الْجَالُوتِ هَذَا قَوْلُ مُوسَى لَا نَدْفَعُهُ فَقَالَ لَهُ الرِّضَا ع هَلْ جَاءَكُمْ مِنْ إِخْوَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ نَبِيٌّ غَيْرُ مُحَمَّدٍ ص قَالَ لَا قَالَ الرِّضَا ع أَ وَ لَيْسَ قَدْ صَحَّ هَذَا عِنْدَكُمْ قَالَ نَعَمْ وَ لَكِنِّي أُحِبُّ أَنْ تُصَحِّحَهُ لِي مِنَ التَّوْرَاةِ فَقَالَ لَهُ الرِّضَا ع هَلْ تُنْكِرُ أَنَّ التَّوْرَاةَ تَقُولُ لَكُمْ جَاءَ النُّورُ مِنْ جَبَلِ طُورِ سَيْنَاءَ وَ أَضَاءَ لَنَا مِنْ جَبَلِ سَاعِيرَ وَ اسْتَعْلَنَ عَلَيْنَا مِنْ جَبَلِ فَارَانَ قَالَ رَأْسُ الْجَالُوتِ أَعْرِفُ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ وَ مَا أَعْرِفُ تَفْسِيرَهَا قَالَ الرِّضَا ع أَنَا أُخْبِرُكَ بِهِ أَمَّا قَوْلُهُ جَاءَ النُّورُ مِنْ جَبَلِ طُورِ سَيْنَاءَ فَذَلِكَ وَحْيُ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى الَّذِي أَنْزَلَهُ عَلَى مُوسَى ع عَلَى جَبَلِ طُورِ سَيْنَاءَ وَ أَمَّا قَوْلُهُ وَ أَضَاءَ لَنَا مِنْ جَبَلِ سَاعِيرَ فَهُوَ الْجَبَلُ الَّذِي أَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَى عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ع وَ هُوَ عَلَيْهِ وَ أَمَّا قَوْلُهُ وَ اسْتَعْلَنَ عَلَيْنَا مِنْ جَبَلِ فَارَانَ فَذَلِكَ جَبَلٌ مِنْ جِبَالِ مَكَّةَ بَيْنَهُ وَ بَيْنَهَا يَوْمٌ وَ قَالَ شَعْيَا النَّبِيُّ ع فِيمَا تَقُولُ أَنْتَ وَ أَصْحَابُكَ فِي التَّوْرَاةِ رَأَيْتُ رَاكِبَيْنِ أَضَاءَ لَهُمَا الْأَرْضُ أَحَدُهُمَا رَاكِبٌ عَلَى حِمَارٍ وَ الآْخَرُ عَلَى جَمَلٍ فَمَنْ رَاكِبُ الْحِمَارِ وَ مَنْ رَاكِبُ الْجَمَلِ قَالَ رَأْسُ الْجَالُوتِ لَا أَعْرِفُهُمَا فَخَبِّرْنِي بِهِمَا قَالَ ع أَمَّا رَاكِبُ الْحِمَارِ فَعِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَ أَمَّا رَاكِبُ الْجَمَلِ فَمُحَمَّدٌ ص أَ تُنْكِرُ هَذَا مِنَ التَّوْرَاةِ قَالَ لَا مَا أُنْكِرُهُ ثُمَّ قَالَ الرِّضَا ع هَلْ تَعْرِفُ حيقوقَ النَّبِيَّ قَالَ نَعَمْ إِنِّي بِهِ لَعَارِفٌ- قَالَ ع فَإِنَّهُ قَالَ وَ كِتَابُكُمْ يَنْطِقُ بِهِ جَاءَ اللَّهُ بِالْبَيَانِ مِنْ جَبَلِ فَارَانَ وَ امْتَلَأَتِ السَّمَاوَاتُ مِنْ تَسْبِيحِ أَحْمَدَ وَ أُمَّتِهِ يَحْمِلُ خَيْلَهُ فِي الْبَحْرِ كَمَا يَحْمِلُ فِي الْبَرِّ يَأْتِينَا بِكِتَابٍ جَدِيدٍ بَعْدَ خَرَابِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ يَعْنِي بِالْكِتَابِ الْقُرْآنَ أَ تَعْرِفُ هَذَا وَ تُؤْمِنُ بِهِ قَالَ رَأْسُ الْجَالُوتِ قَدْ قَالَ ذَلِكَ حَيْقُوقُ ع وَ لَا نُنْكِرُ قَوْلَهُ قَالَ الرِّضَا ع وَ قَدْ قَالَ دَاوُدُ فِي زَبُورِهِ وَ أَنْتَ تَقْرَأُ اللَّهُمَّ ابْعَثْ مُقِيمَ السُّنَّةِ بَعْدَ الْفَتْرَةِ فَهَلْ تَعْرِفُ نَبِيّاً أَقَامَ السُّنَّةَ بَعْدَ الْفَتْرَةِ غَيْرَ مُحَمَّدٍ ص قَالَ رَأْسُ الْجَالُوتِ هَذَا قَوْلُ دَاوُدَ نَعْرِفُهُ وَ لَا نُنْكِرُهُ وَ لَكِنْ عَنَى بِذَلِكَ عِيسَى وَ أَيَّامُهُ هِيَ الْفَتْرَةُ قَالَ الرِّضَا ع جَهِلْتَ إِنَّ عِيسَى لَمْ يُخَالِفِ السُّنَّةَ وَ قَدْ كَانَ مُوَافِقاً لِسُنَّةِ التَّوْرَاةِ حَتَّى رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَ فِي الْإِنْجِيلِ مَكْتُوبٌ إِنَّ ابْنَ الْبَرَّةِ ذَاهِبٌ وَ الْفَارَقَلِيطَا جَاءٍ مِنْ بَعْدِهِ وَ هُوَ الَّذِي يُخَفِّفُ الآْصَارَ وَ يُفَسِّرُ لَكُمْ كُلَّ شَيْ‏ءٍ وَ يَشْهَدُ لِي كَمَا شَهِدْتُ لَهُ أَنَا جِئْتُكُمْ بِالْأَمْثَالِ وَ هُوَ يَأْتِيكُمْ بِالتَّأْوِيلِ- أَ تُؤْمِنُ بِهَذَا فِي الْإِنْجِيلِ قَالَ نَعَمْ لَا أُنْكِرُهُ فَقَالَ لَهُ الرِّضَا ع يَا رَأْسَ الْجَالُوتِ أَسْأَلُكَ عَنْ نَبِيِّكَ مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ فَقَالَ سَلْ قَالَ مَا الْحُجَّةُ عَلَى أَنَّ مُوسَى ثَبَتَتْ نُبُوَّتُهُ قَالَ الْيَهُودِيُّ إِنَّهُ جَاءَ بِمَا لَمْ يَجِئْ بِهِ أَحَدٌ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ قَبْلَهُ قَالَ لَهُ مِثْلِ مَا ذَا قَالَ مِثْلِ فَلْقِ الْبَحْرِ وَ قَلْبِهِ الْعَصَا حَيَّةً تَسْعَى وَ ضَرْبِهِ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ الْعُيُونُ وَ إِخْرَاجِهِ يَدَهُ بَيْضَاءَ لِلنَّاظِرِينَ وَ عَلَامَاتٍ لَا يَقْدِرُ الْخَلْقُ عَلَى مِثْلِهَا قَالَ لَهُ الرِّضَا ع صَدَقْتَ إِذَا كَانَتْ حُجَّتُهُ عَلَى نُبُوَّتِهِ أَنَّهُ جَاءَ بِمَا لَا يَقْدِرُ الْخَلْقُ عَلَى مِثْلِهِ أَ فَلَيْسَ كُلُّ مَنِ ادَّعَى أَنَّهُ نَبِيٌّ- ثُمَّ جَاءَ بِمَا لَا يَقْدِرُ الْخَلْقُ عَلَى مِثْلِهِ وَجَبَ عَلَيْكُمْ تَصْدِيقُهُ قَالَ لَا لِأَنَّ مُوسَى لَمْ يَكُنْ لَهُ نَظِيرٌ لِمَكَانِهِ مِنْ رَبِّهِ وَ قُرْبِهِ مِنْهُ وَ لَا يَجِبُ عَلَيْنَا الْإِقْرَارُ بِنُبُوَّةِ مَنِ ادَّعَاهَا حَتَّى يَأْتِيَ مِنَ الْأَعْلَامِ بِمِثْلِ مَا جَاءَ بِهِ قَالَ الرِّضَا ع فَكَيْفَ أَقْرَرْتُمْ بِالْأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ كَانُوا قَبْلَ مُوسَى ع وَ لَمْ يَفْلِقُوا الْبَحْرَ وَ لَمْ يَفْجُرُوا مِنَ الْحَجَرِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ عَيْناً وَ لَمْ يُخْرِجُوا أَيْدِيَهُمْ بَيْضَاءَ مِثْلَ إِخْرَاجِ مُوسَى يَدَهُ بَيْضَاءَ وَ لَمْ يَقْلِبُوا الْعَصَا حَيَّةً تَسْعَى قَالَ لَهُ الْيَهُودِيُّ قَدْ خَبَّرْتُكَ أَنَّهُ مَتَى جَاءُوا عَلَى دَعْوَى نُبُوَّتِهِمْ مِنَ الآْيَاتِ بِمَا لَا يَقْدِرُ الْخَلْقُ عَلَى مِثْلِهِ وَ لَوْ جَاءُوا بِمَا لَمْ يَجِئْ بِهِ مُوسَى أَوْ كَانَ عَلَى غَيْرِ مَا جَاءَ بِهِ مُوسَى وَجَبَ تَصْدِيقُهُمْ قَالَ الرِّضَا ع يَا رَأْسَ الْجَالُوتِ فَمَا يَمْنَعُكَ مِنَ الْإِقْرَارِ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَ قَدْ كَانَ يُحْيِي الْمَوْتَى وَ يُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَ الْأَبْرَصَ وَ يَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ ثُمَّ يَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللَّهِ قَالَ رَأْسُ الْجَالُوتِ يُقَالُ إِنَّهُ فَعَلَ ذَلِكَ وَ لَمْ نَشْهَدْهُ قَالَ لَهُ الرِّضَا ع أَ رَأَيْتَ مَا جَاءَ بِهِ مُوسَى مِنَ الآْيَاتِ شَاهَدْتَهُ أَ لَيْسَ إِنَّمَا جَاءَ فِي الْأَخْبَارِ بِهِ مِنْ ثِقَاتِ أَصْحَابِ مُوسَى أَنَّهُ فَعَلَ ذَلِكَ قَالَ بَلَى قَالَ فَكَذَلِكَ أَتَتْكُمُ الْأَخْبَارُ الْمُتَوَاتِرَةُ بِمَا فَعَلَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ فَكَيْفَ صَدَّقْتُمْ بِمُوسَى وَ لَمْ تُصَدِّقُوا بِعِيسَى فَلَمْ يُحِرْ جَوَاباً قَالَ الرِّضَا ع وَ كَذَلِكَ أَمْرُ مُحَمَّدٍ ص وَ مَا جَاءَ بِهِ وَ أَمْرُ كُلِّ نَبِيٍّ بَعَثَهُ اللَّهُ وَ مِنْ آيَاتِهِ أَنَّهُ كَانَ يَتِيماً فَقِيراً رَاعِياً أَجِيراً لَمْ يَتَعَلَّمْ كِتَاباً وَ لَمْ يَخْتَلِفْ إِلَى مُعَلِّمٍ ثُمَّ جَاءَ بِالْقُرْآنِ الَّذِي فِيهِ‏

قِصَصُ الْأَنْبِيَاءِ وَ أَخْبَارُهُمْ حَرْفاً حَرْفاً وَ أَخْبَارُ مَنْ مَضَى وَ مَنْ بَقِيَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ- ثُمَّ كَانَ يُخْبِرُهُمْ بِأَسْرَارِهِمْ وَ مَا يَعْمَلُونَ فِي بُيُوتِهِمْ وَ جَاءَ بِ‏آيَاتٍ كَثِيرَةٍ لَا تُحْصَى قَالَ رَأْسُ الْجَالُوتِ لَمْ يَصِحَّ عِنْدَنَا خَبَرُ عِيسَى وَ لَا خَبَرُ مُحَمَّدٍ وَ لَا يَجُوزُ لَنَا أَنْ نُقِرَّ لَهُمَا بِمَا لَمْ يَصِحَّ قَالَ الرِّضَا ع فَالشَّاهِدُ الَّذِي شَهِدَ لِعِيسَى وَ لِمُحَمَّدٍ ص شَاهِدُ زُورٍ فَلَمْ يُحِرْ جَوَاباً ثُمَّ دَعَا ع بِالْهِرْبِذِ الْأَكْبَرِ فَقَالَ لَهُ الرِّضَا ع أَخْبِرْنِي عَنْ زَرْدْهُشْتَ الَّذِي تَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ مَا حُجَّتُكَ عَلَى نُبُوَّتِهِ قَالَ إِنَّهُ أَتَى بِمَا لَمْ يَأْتِنَا بِهِ أَحَدٌ قَبْلَهُ وَ لَمْ نَشْهَدْهُ وَ لَكِنَّ الْأَخْبَارَ مِنْ أَسْلَافِنَا وَرَدَتْ عَلَيْنَا بِأَنَّهُ أَحَلَّ لَنَا مَا لَمْ يُحِلَّهُ غَيْرُهُ فَاتَّبَعْنَاهُ قَالَ ع أَ فَلَيْسَ إِنَّمَا أَتَتْكُمُ الْأَخْبَارُ فَاتَّبَعْتُمُوهُ قَالَ بَلَى قَالَ فَكَذَلِكَ سَائِرُ الْأُمَمِ السَّالِفَةِ أَتَتْهُمُ الْأَخْبَارُ بِمَا أَتَى بِهِ النَّبِيُّونَ وَ أَتَى بِهِ مُوسَى وَ عِيسَى وَ مُحَمَّدٌ ص فَمَا عُذْرُكُمْ فِي تَرْكِ الْإِقْرَارِ لَهُمْ إِذْ كُنْتُمْ إِنَّمَا أَقْرَرْتُمْ بِزَرْدْهُشْتَ- مِنْ قِبَلِ الْأَخْبَارِ الْمُتَوَاتِرَةِ بِأَنَّهُ جَاءَ بِمَا لَمْ يَجِئْ بِهِ غَيْرُهُ فَانْقَطَعَ الْهِرْبِذُ مَكَانَهُ فَقَالَ الرِّضَا ع يَا قَوْمِ إِنْ كَانَ فِيكُمْ أَحَدٌ يُخَالِفُ الْإِسْلَامَ وَ أَرَادَ أَنْ يَسْأَلَ فَلْيَسْأَلْ غَيْرَ مُحْتَشِمٍ فَقَامَ إِلَيْهِ عِمْرَانُ الصَّابِئُ وَ كَانَ وَاحِداً فِي الْمُتَكَلِّمِينَ فَقَالَ يَا عَالِمَ النَّاسِ لَوْ لَا أَنَّكَ دَعَوْتَ إِلَى مَسْأَلَتِكَ لَمْ أُقْدِمْ عَلَيْكَ بِالْمَسَائِلِ وَ لَقَدْ دَخَلْتُ الْكُوفَةَ وَ الْبَصْرَةَ وَ الشَّامَ وَ الْجَزِيرَةَ وَ لَقِيتُ الْمُتَكَلِّمِينَ فَلَمْ أَقَعْ عَلَى أَحَدٍ يُثْبِتُ لِي وَاحِداً لَيْسَ غَيْرَهُ قَائِماً بِوَحْدَانِيَّتِهِ أَ فَتَأْذَنُ لِي أَنْ أَسْأَلَكَ- قَالَ الرِّضَا ع إِنْ كَانَ فِي الْجَمَاعَةِ عِمْرَانُ الصَّابِئُ فَأَنْتَ هُوَ فَقَالَ أَنَا هُوَ فَقَالَ ع سَلْ يَا عِمْرَانُ وَ عَلَيْكَ بِالنَّصَفَةِ وَ إِيَّاكَ وَ الْخَطَلَ وَ الْجَوْرَ قَالَ وَ اللَّهِ يَا سَيِّدِي مَا أُرِيدُ إِلَّا أَنْ تُثْبِتَ لِي شَيْئاً أَتَعَلَّقُ بِهِ فَلَا أَجُوزَهُ قَالَ ع سَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ فَازْدَحَمَ عَلَيْهِ النَّاسُ وَ انْضَمَّ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ فَقَالَ عِمْرَانُ الصَّابِئُ أَخْبِرْنِي عَنِ الْكَائِنِ الْأَوَّلِ وَ عَمَّا خَلَقَ قَالَ ع سَأَلْتَ فَافْهَمْ أَمَّا الْوَاحِدُ فَلَمْ يَزَلْ وَاحِداً كَائِناً لَا شَيْ‏ءَ مَعَهُ بِلَا حُدُودٍ وَ لَا أَعْرَاضٍ وَ لَا يَزَالُ كَذَلِكَ ثُمَّ خَلَقَ خَلْقاً مُبْتَدَعاً مُخْتَلِفاً بِأَعْرَاضٍ وَ حُدُودٍ مُخْتَلِفَةٍ لَا فِي شَيْ‏ءٍ أَقَامَهُ وَ لَا فِي شَيْ‏ءٍ حَدَّهُ وَ لَا عَلَى شَيْ‏ءٍ حَذَاهُ وَ لَا مَثَّلَهُ لَهُ فَجَعَلَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ الْخَلْقِ صَفْوَةً وَ غَيْرَ صَفْوَةٍ وَ اخْتِلَافاً وَ ائْتِلَافاً وَ أَلْوَاناً وَ ذَوْقاً وَ طَعْماً لَا لِحَاجَةٍ كَانَتْ مِنْهُ إِلَى ذَلِكَ وَ لَا لِفَضْلِ مَنْزِلَةٍ لَمْ يَبْلُغْهَا إِلَّا بِهِ وَ لَا رَأَى لِنَفْسِهِ فِيمَا خَلَقَ زِيَادَةً وَ لَا نُقْصَاناً تَعْقِلُ هَذَا يَا عِمْرَانُ قَالَ نَعَمْ وَ اللَّهِ يَا سَيِّدِي قَالَ ع وَ اعْلَمْ يَا عِمْرَانُ أَنَّهُ لَوْ كَانَ خَلَقَ مَا خَلَقَ لِحَاجَةٍ لَمْ يَخْلُقْ إِلَّا مَنْ يَسْتَعِينُ بِهِ عَلَى حَاجَتِهِ وَ لَكَانَ يَنْبَغِي أَنْ يَخْلُقَ أَضْعَافَ مَا خَلَقَ لِأَنَّ الْأَعْوَانَ كُلَّمَا كَثُرُوا كَانَ صَاحِبُهُمْ أَقْوَى وَ الْحَاجَةُ يَا عِمْرَانُ لَا يَسَعُهَا لِأَنَّهُ لَمْ يُحْدِثْ مِنَ الْخَلْقِ شَيْئاً إِلَّا حَدَثَتْ فِيهِ حَاجَةٌ أُخْرَى وَ لِذَلِكَ أَقُولُ لَمْ يَخْلُقِ الْخَلْقَ لِحَاجَةٍ وَ لَكِنْ نَقَلَ بِالْخَلْقِ الْحَوَائِجَ بَعْضَهُمْ إِلَى بَعْضٍ وَ فَضَّلَ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ بِلَا حَاجَةٍ مِنْهُ إِلَى مَنْ فَضَّلَ وَ لَا نَقِمَةٍ مِنْهُ عَلَى مَنْ أَذَلَّ فَلِهَذَا خَلَقَ قَالَ عِمْرَانُ يَا سَيِّدِي هَلْ كَانَ الْكَائِنُ مَعْلُوماً فِي نَفْسِهِ عِنْدَ نَفْسِهِ قَالَ الرِّضَا ع إِنَّمَا تَكُونُ الْمَعْلَمَةُ بِالشَّيْ‏ءِ لِنَفْيِ خِلَافِهِ وَ لِيَكُونَ الشَّيْ‏ءُ نَفْسُهُ بِمَا نُفِيَ عَنْهُ مَوْجُوداً وَ لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ شَيْ‏ءٌ يُخَالِفُهُ فَتَدْعُوهُ الْحَاجَةُ إِلَى نَفْيِ ذَلِكَ الشَّيْ‏ءِ عَنْ نَفْسِهِ بِتَحْدِيدِ عِلْمٍ مِنْهَا أَ فَهِمْتَ يَا عِمْرَانُ قَالَ نَعَمْ وَ اللَّهِ يَا سَيِّدِي فَأَخْبِرْنِي بِأَيِّ شَيْ‏ءٍ عَلِمَ مَا عَلِمَ أَ بِضَمِيرٍ أَمْ بِغَيْرِ ذَلِكَ قَالَ الرِّضَا ع أَ رَأَيْتَ إِذَا عَلِمَ بِضَمِيرٍ هَلْ تَجِدُ بُدّاً مِنْ أَنْ تَجْعَلَ لِذَلِكَ الضَّمِيرِ حَدّاً يَنْتَهِي إِلَيْهِ الْمَعْرِفَةُ قَالَ عِمْرَانُ لَا بُدَّ مِنْ ذَلِكَ قَالَ الرِّضَا ع فَمَا ذَلِكَ الضَّمِيرُ فَانْقَطَعَ وَ لَمْ يُحِرْ جَوَاباً قَالَ الرِّضَا ع لَا بَأْسَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنِ الضَّمِيرِ نَفْسِهِ تَعْرِفُهُ بِضَمِيرٍ آخَرَ فَقَالَ الرِّضَا ع أَفْسَدْتَ عَلَيْكَ قَوْلَكَ وَ دَعْوَاكَ يَا عِمْرَانُ أَ لَيْسَ يَنْبَغِي أَنْ تَعْلَمَ أَنَّ الْوَاحِدَ لَيْسَ يُوصَفُ بِضَمِيرٍ وَ لَيْسَ يُقَالُ لَهُ أَكْثَرُ مِنْ فِعْلٍ وَ عَمَلٍ وَ صُنْعٍ وَ لَيْسَ يُتَوَهَّمُ مِنْهُ مَذَاهِبُ وَ تَجْزِئَةٌ كَمَذَاهِبِ الْمَخْلُوقِينَ وَ تَجْزِئَتِهِمْ فَاعْقِلْ ذَلِكَ وَ ابْنِ عَلَيْهِ مَا عَلِمْتَ صَوَاباً-

قَالَ عِمْرَانُ يَا سَيِّدِي أَ لَا تُخْبِرُنِي عَنْ حُدُودِ خَلْقِهِ كَيْفَ هِيَ وَ مَا مَعَانِيهَا وَ عَلَى كَمْ نَوْعٍ يَتَكَوَّنُ قَالَ ع قَدْ سَأَلْتَ فَافْهَمْ إِنَّ حُدُودَ خَلْقِهِ عَلَى سِتَّةِ أَنْوَاعٍ مَلْمُوسٍ وَ مَوْزُونٍ وَ مَنْظُورٍ إِلَيْهِ وَ مَا لَا وَزْنَ لَهُ وَ هُوَ الرُّوحُ وَ مِنْهَا مَنْظُورٌ إِلَيْهِ وَ لَيْسَ لَهُ وَزْنٌ وَ لَا لَمْسٌ وَ لَا حِسُّ وَ لَا لَوْنٌ وَ لَا ذَوْقٌ وَ التَّقْدِيرُ وَ الْأَعْرَاضُ وَ الصُّوَرُ وَ الْعَرْضُ وَ الطُّولُ وَ مِنْهَا الْعَمَلُ وَ الْحَرَكَاتُ الَّتِي تَصْنَعُ الْأَشْيَاءَ وَ تُعْلِمُهَا وَ تُغَيِّرُهَا مِنْ حَالٍ إِلَى حَالٍ وَ تَزِيدُهَا وَ تَنْقُصُهَا وَ أَمَّا الْأَعْمَالُ وَ الْحَرَكَاتُ فَإِنَّهَا تَنْطَلِقُ لِأَنَّهَا لَا وَقْتَ لَهَا أَكْثَرَ مِنْ قَدْرِ مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ فَإِذَا فَرَغَ مِنَ الشَّيْ‏ءِ انْطَلَقَ بِالْحَرَكَةِ وَ بَقِيَ الْأَثَرُ وَ يَجْرِي مَجْرَى الْكَلَامِ الَّذِي يَذْهَبُ وَ يَبْقَى أَثَرُهُ قَالَ لَهُ عِمْرَانُ يَا سَيِّدِي أَ لَا تُخْبِرُنِي عَنِ الْخَالِقِ إِذَا كَانَ وَاحِداً لَا شَيْ‏ءَ غَيْرُهُ وَ لَا شَيْ‏ءَ مَعَهُ أَ لَيْسَ قَدْ تَغَيَّرَ بِخَلْقِهِ الْخَلْقَ قَالَ الرِّضَا ع لَمْ يَتَغَيَّرْ عَزَّ وَ جَلَّ بِخَلْقِ الْخَلْقِ وَ لَكِنَّ الْخَلْقَ يَتَغَيَّرُ بِتَغْيِيرِهِ قَالَ عِمْرَانُ فَبِأَيِّ شَيْ‏ءٍ عَرَفْنَاهُ قَالَ ع بِغَيْرِهِ قَالَ فَأَيُّ شَيْ‏ءٍ غَيْرُهُ قَالَ الرِّضَا ع مَشِيَّتُهُ وَ اسْمُهُ وَ صِفَتُهُ وَ مَا أَشْبَهَ ذَلِكَ وَ كُلُّ ذَلِكَ مُحْدَثٌ مَخْلُوقٌ مُدَبَّرٌ قَالَ عِمْرَانُ يَا سَيِّدِي فَأَيُّ شَيْ‏ءٍ هُوَ قَالَ ع هُوَ نُورٌ بِمَعْنَى أَنَّهُ‏

هَادٍ لِخَلْقِهِ مِنْ أَهْلِ السَّمَاءِ وَ أَهْلِ الْأَرْضِ وَ لَيْسَ لَكَ عَلَى أَكْثَرَ مِنْ تَوْحِيدِي إِيَّاهُ قَالَ عِمْرَانُ يَا سَيِّدِي أَ لَيْسَ قَدْ كَانَ سَاكِتاً قَبْلَ الْخَلْقِ لَا يَنْطِقُ ثُمَّ نَطَقَ قَالَ الرِّضَا ع لَا يَكُونُ السُّكُوتُ إِلَّا عَنْ نُطْقٍ قَبْلَهُ وَ الْمَثَلُ فِي ذَلِكَ أَنَّهُ لَا يُقَالُ لِلسِّرَاجِ هُوَ سَاكِتٌ لَا يَنْطِقُ وَ لَا يُقَالُ إِنَّ السِّرَاجَ لَيُضِيئُ فِيمَا يُرِيدُ أَنْ يَفْعَلَ بِنَا لِأَنَّ الضَّوْءَ مِنَ السِّرَاجِ لَيْسَ بِفِعْلٍ مِنْهُ وَ لَا كَوْنٍ وَ إِنَّمَا هُوَ لَيْسَ شَيْ‏ءٌ غَيْرَهُ فَلَمَّا اسْتَضَاءَ لَنَا قُلْنَا قَدْ أَضَاءَ لَنَا حَتَّى اسْتَضَأْنَا بِهِ فَبِهَذَا تَسْتَبْصِرُ أَمْرَكَ قَالَ عِمْرَانُ يَا سَيِّدِي فَإِنَّ الَّذِي كَانَ عِنْدِي أَنَّ الْكَائِنَ قَدْ تَغَيَّرَ فِي فِعْلِهِ عَنْ حَالِهِ بِخَلْقِهِ الْخَلْقَ قَالَ الرِّضَا ع أَحَلْتَ يَا عِمْرَانُ فِي قَوْلِكَ إِنَّ الْكَائِنَ يَتَغَيَّرُ فِي وَجْهٍ مِنَ الْوُجُوهِ حَتَّى يُصِيبَ الذَّاتَ مِنْهُ مَا يُغَيِّرُهُ يَا عِمْرَانُ هَلْ تَجِدُ النَّارَ يُغَيِّرُهَا تَغَيُّرُ نَفْسِهَا أَوْ هَلْ تَجِدُ الْحَرَارَةَ تُحْرِقُ نَفْسَهَا أَوْ هَلْ رَأَيْتَ بَصِيراً قَطُّ رَأَى بَصَرَهُ قَالَ عِمْرَانُ لَمْ أَرَ هَذَا أَ لَا تُخْبِرُنِي يَا سَيِّدِي أَ هُوَ فِي الْخَلْقِ أَمِ الْخَلْقُ فِيهِ قَالَ الرِّضَا ع جَلَّ يَا عِمْرَانُ عَنْ ذَلِكَ لَيْسَ هُوَ فِي الْخَلْقِ وَ لَا الْخَلْقُ فِيهِ تَعَالَى عَنْ ذَلِكَ وَ سَأُعَلِّمُكَ مَا تَعْرِفُهُ بِهِ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ أَخْبِرْنِي عَنِ الْمِرْآةِ أَنْتَ فِيهَا أَمْ هِيَ فِيكَ-

فَإِنْ كَانَ لَيْسَ وَاحِدٌ مِنْكُمَا فِي صَاحِبِهِ فَبِأَيِّ شَيْ‏ءٍ اسْتَدْلَلْتَ بِهَا عَلَى نَفْسِكَ قَالَ عِمْرَانُ بِضَوْءٍ بَيْنِي وَ بَيْنَهَا فَقَالَ الرِّضَا ع هَلْ تَرَى مِنْ ذَلِكَ الضَّوْءِ فِي الْمِرْآةِ أَكْثَرَ مِمَّا تَرَاهُ فِي عَيْنِكَ قَالَ نَعَمْ قَالَ الرِّضَا ع فَأَرِنَاهُ فَلَمْ يُحِرْ جَوَاباً قَالَ الرِّضَا ع فَلَا أَرَى النُّورَ إِلَّا وَ قَدْ دَلَّكَ وَ دَلَّ الْمِرْآةَ عَلَى أَنْفُسِكُمَا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونَ فِي وَاحِدٍ مِنْكُمَا وَ لِهَذَا أَمْثَالٌ كَثِيرَةٌ غَيْرُ هَذَا لَا يَجِدُ الْجَاهِلُ فِيهَا مَقَالًا- وَ لِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلى‏ ثُمَّ الْتَفَتَ ع إِلَى الْمَأْمُونِ فَقَالَ الصَّلَاةُ قَدْ حَضَرَتْ فَقَالَ عِمْرَانُ يَا سَيِّدِي لَا تَقْطَعْ عَلَيَّ مَسْأَلَتِي فَقَدْ رَقَّ قَلْبِي قَالَ الرِّضَا ع نُصَلِّي وَ نَعُودُ فَنَهَضَ وَ نَهَضَ الْمَأْمُونُ فَصَلَّى الرِّضَا ع دَاخِلًا وَ صَلَّى النَّاسُ خَارِجاً خَلْفَ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ ثُمَّ خَرَجَا فَعَادَ الرِّضَا ع إِلَى مَجْلِسِهِ وَ دَعَا بِعِمْرَانَ فَقَالَ سَلْ يَا عِمْرَانُ قَالَ يَا سَيِّدِي أَ لَا تُخْبِرُنِي عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ هَلْ يُوَحَّدُ بِحَقِيقَةٍ أَوْ يُوَحَّدُ بِوَصْفٍ قَالَ الرِّضَا ع إِنَّ اللَّهَ الْمُبْدِئَ الْوَاحِدَ الْكَائِنَ الْأَوَّلَ لَمْ يَزَلْ وَاحِداً لَا شَيْ‏ءَ مَعَهُ فَرْداً لَا ثَانِيَ مَعَهُ لَا مَعْلُوماً وَ لَا مَجْهُولًا وَ لَا مُحْكَماً وَ لَا مُتَشَابِهاً وَ لَا مَذْكُوراً وَ لَا مَنْسِيّاً وَ لَا شَيْئاً يَقَعُ عَلَيْهِ اسْمُ شَيْ‏ءٍ مِنَ الْأَشْيَاءِ غَيْرَهُ وَ لَا مِنْ وَقْتٍ كَانَ وَ لَا إِلَى وَقْتٍ يَكُونُ وَ لَا بِشَيْ‏ءٍ قَامَ وَ لَا إِلَى شَيْ‏ءٍ يَقُومُ وَ لَا إِلَى شَيْ‏ءٍ اسْتَنَدَ وَ لَا فِي شَيْ‏ءٍ اسْتَكَنَّ وَ ذَلِكَ كُلُّهُ قَبْلَ الْخَلْقِ إِذْ لَا شَيْ‏ءَ غَيْرُهُ وَ مَا أُوقِعَتْ عَلَيْهِ مِنَ الْكُلِّ فَهِيَ صِفَاتٌ مُحْدَثَةٌ وَ تَرْجَمَةٌ يَفْهَمُ بِهَا مَنْ فَهِمَ وَ اعْلَمْ أَنَّ الْإِبْدَاعَ وَ الْمَشِيَّةَ وَ الْإِرَادَةَ مَعْنَاهَا وَاحِدٌ وَ أَسْمَاءَهَا ثَلَاثَةٌ وَ كَانَ أَوَّلُ إِبْدَاعِهِ وَ إِرَادَتِهِ وَ مَشِيَّتِهِ الْحُرُوفَ الَّتِي جَعَلَهَا أَصْلًا لِكُلِّ شَيْ‏ءٍ وَ دَلِيلًا عَلَى كُلِّ مُدْرَكٍ وَ فَاصِلًا لِكُلِّ مُشْكِلٍ وَ تِلْكَ الْحُرُوفُ تَفْرِيقُ كُلِّ شَيْ‏ءٍ مِنِ اسْمِ حَقٍّ وَ بَاطِلٍ أَوْ فِعْلٍ أَوْ مَفْعُولٍ أَوْ مَعْنًى أَوْ غَيْرِ مَعْنًى وَ عَلَيْهَا اجْتَمَعَتِ الْأُمُورُ كُلُّهَا وَ لَمْ يَجْعَلْ لِلْحُرُوفِ فِي إِبْدَاعِهِ لَهَا مَعْنًى غَيْرَ أَنْفُسِهَا يَتَنَاهَى وَ لَا وُجُودَ لِأَنَّهَا مُبْدَعَةٌ بِالْإِبْدَاعِ وَ النُّورُ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ أَوَّلُ فِعْلِ اللَّهِ الَّذِي هُوَ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ الْحُرُوفُ هِيَ الْمَفْعُولُ بِذَلِكَ الْفِعْلِ وَ هِيَ الْحُرُوفُ الَّتِي عَلَيْهَا الْكَلَامُ وَ الْعِبَارَاتُ كُلُّهَا مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَّمَهَا خَلْقَهُ وَ هِيَ ثَلَاثَةٌ وَ ثَلَاثُونَ حَرْفاً فَمِنْهَا ثَمَانِيَةٌ وَ عِشْرُونَ حَرْفاً تَدُلُّ عَلَى اللُّغَاتِ الْعَرَبِيَّةِ وَ مِنَ الثَّمَانِيَةِ وَ الْعِشْرِينَ اثْنَانِ وَ عِشْرُونَ حَرْفاً تَدُلُّ عَلَى اللُّغَاتِ السُّرْيَانِيَّةِ وَ الْعِبْرَانِيَّةِ وَ مِنْهَا خَمْسَةُ أَحْرُفٍ مُتَحَرِّفَةٍ فِي سَائِرِ اللُّغَاتِ مِنَ الْعَجَمِ لِأَقَالِيمِ اللُّغَاتِ كُلِّهَا وَ هِيَ خَمْسَةُ أَحْرُفٍ تَحَرَّفَتْ مِنَ الثَّمَانِيَةِ وَ الْعِشْرِينَ الْحَرْفَ مِنَ اللُّغَاتِ فَصَارَتِ الْحُرُوفُ ثَلَاثَةً وَ ثَلَاثِينَ حَرْفاً فَأَمَّا الْخَمْسَةُ الْمُخْتَلِفَةُ فَبِحُجَجٍ لَا يَجُوزُ ذِكْرُهَا أَكْثَرَ مِمَّا ذَكَرْنَاهُ ثُمَّ جَعَلَ الْحُرُوفَ بَعْدَ إِحْصَائِهَا وَ إِحْكَامِ عِدَّتِهَا فِعْلًا مِنْهُ كَقَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ- كُنْ فَيَكُونُ وَ كُنْ مِنْهُ صُنْعٌ وَ مَا يَكُونُ بِهِ الْمَصْنُوعُ فَالْخَلْقُ الْأَوَّلُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ الْإِبْدَاعُ لَا وَزْنَ لَهُ وَ لَا حَرَكَةَ وَ لَا سَمْعَ وَ لَا لَوْنَ وَ لَا حِسَّ وَ الْخَلْقُ الثَّانِي الْحُرُوفُ لَا وَزْنَ لَهَا وَ لَا لَوْنَ وَ هِيَ مَسْمُوعَةٌ

مَوْصُوفَةٌ غَيْرُ مَنْظُورٍ إِلَيْهَا وَ الْخَلْقُ الثَّالِثُ مَا كَانَ مِنَ الْأَنْوَاعِ كُلِّهَا مَحْسُوساً مَلْمُوساً ذَا ذَوْقِ مَنْظُوراً إِلَيْهِ وَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى سَابِقٌ لِلْإِبْدَاعِ لِأَنَّهُ لَيْسَ قَبْلَهُ عَزَّ وَ جَلَّ شَيْ‏ءٌ وَ لَا كَانَ مَعَهُ شَيْ‏ءٌ وَ الْإِبْدَاعُ سَابِقٌ لِلْحُرُوفِ وَ الْحُرُوفُ لَا تَدُلُّ عَلَى غَيْرِ أَنْفُسِهَا قَالَ الْمَأْمُونُ وَ كَيْفَ لَا تَدُلُّ عَلَى غَيْرِ أَنْفُسِهَا- قَالَ الرِّضَا ع لِأَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى لَا يَجْمَعُ مِنْهَا شَيْئاً لِغَيْرِ مَعْنًى أَبَداً فَإِذَا أَلَّفَ مِنْهَا أَحْرُفاً أَرْبَعَةً أَوْ خَمْسَةً أَوْ سِتَّةً أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ أَوْ أَقَلَّ لَمْ يُؤَلِّفْهَا لِغَيْرِ مَعْنًى وَ لَمْ يَكُ إِلَّا لِمَعْنًى مُحْدَثٍ لَمْ يَكُنْ قَبْلَ ذَلِكَ شَيْئاً قَالَ عِمْرَانُ فَكَيْفَ لَنَا بِمَعْرِفَةِ ذَلِكَ قَالَ الرِّضَا ع أَمَّا الْمَعْرِفَةُ فَوَجْهُ ذَلِكَ وَ بَابُهُ أَنَّكَ تَذْكُرُ الْحُرُوفَ إِذَا لَمْ تُرِدْ بِهَا غَيْرَ أَنْفُسِهَا ذَكَرْتَهَا فَرْداً فَقُلْتَ أ ب ت ث ج ح خ حَتَّى تَأْتِيَ عَلَى آخِرِهَا فَلَمْ تَجِدْ لَهَا مَعْنًى غَيْرَ أَنْفُسِهَا فَإِذَا أَلَّفْتَهَا وَ جَمَعْتَ مِنْهَا أَحْرُفاً وَ جَعَلْتَهَا اسْماً وَ صِفَةً لِمَعْنَى مَا طَلَبْتَ وَ وَجْهِ مَا عَنَيْتَ كَانَتْ دَلِيلَةً عَلَى مَعَانِيهَا دَاعِيَةً إِلَى الْمَوْصُوفِ بِهَا أَ فَهِمْتَهُ قَالَ نَعَمْ قَالَ الرِّضَا ع وَ اعْلَمْ أَنَّهُ لَا يَكُونُ صِفَةٌ لِغَيْرِ مَوْصُوفٍ وَ لَا اسْمٌ لِغَيْرِ مَعْنًى وَ لَا حَدٌّ لِغَيْرِ مَحْدُودٍ وَ الصِّفَاتُ وَ الْأَسْمَاءُ كُلُّهَا تَدُلُّ عَلَى الْكَمَالِ وَ الْوُجُودِ وَ لَا تَدُلُّ عَلَى الْإِحَاطَةِ كَمَا تَدُلُّ عَلَى الْحُدُودِ الَّتِي هِيَ التَّرْبِيعُ وَ التَّثْلِيثُ وَ التَّسْدِيسُ لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ تَقَدَّسَ تُدْرَكُ مَعْرِفَتُهُ بِالصِّفَاتِ وَ الْأَسْمَاءِ وَ لَا تُدْرَكُ بِالتَّحْدِيدِ بِالطُّولِ وَ الْعَرْضِ وَ الْقِلَّةِ وَ الْكَثْرَةِ وَ اللَّوْنِ وَ الْوَزْنِ وَ مَا أَشْبَهَ ذَلِكَ وَ لَيْسَ يَحُلُّ بِاللَّهِ جَلَّ وَ تَقَدَّسَ شَيْ‏ءٌ مِنْ ذَلِكَ حَتَّى يَعْرِفَهُ خَلْقُهُ بِمَعْرِفَتِهِمْ أَنْفُسَهُمْ بِالضَّرُورَةِ الَّتِي ذَكَرْنَا وَ لَكِنْ يُدَلُّ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بِصِفَاتِهِ وَ يُدْرَكُ بِأَسْمَائِهِ وَ يُسْتَدَلُّ عَلَيْهِ بِخَلْقِهِ حَتَّى لَا يَحْتَاجَ فِي ذَلِكَ الطَّالِبُ الْمُرْتَادُ إِلَى رُؤْيَةِ عَيْنٍ وَ لَا اسْتِمَاعِ أُذُنٍ وَ لَا لَمْسِ كَفٍّ وَ لَا إِحَاطَةٍ بِقَلْبٍ فَلَوْ كَانَتْ صِفَاتُهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ لَا تَدُلُّ عَلَيْهِ وَ أَسْمَاؤُهُ لَا تَدْعُو إِلَيْهِ وَ الْمَعْلَمَةُ مِنَ الْخَلْقِ لَا تُدْرِكُهُ لِمَعْنَاهُ كَانَتِ الْعِبَادَةُ مِنَ الْخَلْقِ لِأَسْمَائِهِ وَ صِفَاتِهِ دُونَ مَعْنَاهُ فَلَوْ لَا

أَنَّ ذَلِكَ كَذَلِكَ لَكَانَ الْمَعْبُودُ الْمُوَحَّدُ غَيْرَ اللَّهِ تَعَالَى لِأَنَّ صِفَاتِهِ وَ أَسْمَاءَهُ غَيْرُهُ أَ فَهِمْتَ قَالَ نَعَمْ يَا سَيِّدِي زِدْنِي قَالَ الرِّضَا ع إِيَّاكَ وَ قَوْلَ الْجُهَّالِ أَهْلِ الْعَمَى وَ الضَّلَالِ الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ تَقَدَّسَ مَوْجُودٌ فِي الآْخِرَةِ لِلْحِسَابِ وَ الثَّوَابِ وَ الْعِقَابِ وَ لَيْسَ بِمَوْجُودٍ فِي الدُّنْيَا لِلطَّاعَةِ وَ الرَّجَاءِ وَ لَوْ كَانَ فِي الْوُجُودِ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ نَقْصٌ وَ اهْتِضَامٌ لَمْ يُوجَدْ فِي الآْخِرَةِ أَبَداً وَ لَكِنَّ الْقَوْمَ تَاهُوا وَ عَمُوا وَ صَمُّوا عَنِ الْحَقِّ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ مَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى‏ فَهُوَ فِي الآْخِرَةِ أَعْمى‏ وَ أَضَلُّ سَبِيلًا يَعْنِي أَعْمَى عَنِ الْحَقَائِقِ الْمَوْجُودَةِ وَ قَدْ عَلِمَ ذَوُو الْأَلْبَابِ أَنَّ الِاسْتِدْلَالَ عَلَى مَا هُنَاكَ لَا يَكُونُ إِلَّا بِمَا هَاهُنَا وَ مَنْ أَخَذَ عِلْمَ ذَلِكَ بِرَأْيِهِ وَ طَلَبَ وُجُودَهُ وَ إِدْرَاكَهُ عَنْ نَفْسِهِ دُونَ غَيْرِهَا لَمْ يَزْدَدْ مِنْ عِلْمِ ذَلِكَ إِلَّا بُعْداً لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ جَعَلَ عِلْمَ ذَلِكَ خَاصَّةً عِنْدَ قَوْمٍ يَعْقِلُونَ وَ يَعْلَمُونَ وَ يَفْهَمُونَ قَالَ عِمْرَانُ يَا سَيِّدِي أَ لَا تُخْبِرُنِي عَنِ الْإِبْدَاعِ خَلْقٌ هُوَ أَمْ غَيْرُ خَلْقٍ قَالَ الرِّضَا ع بَلْ خَلْقٌ سَاكِنٌ لَا يُدْرَكُ بِالسُّكُونِ وَ إِنَّمَا صَارَ خَلْقاً لِأَنَّهُ شَيْ‏ءٌ مُحْدَثٌ وَ اللَّهُ الَّذِي أَحْدَثَهُ فَصَارَ خَلْقاً لَهُ وَ إِنَّمَا هُوَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ خَلْقُهُ لَا ثَالِثَ بَيْنَهُمَا وَ لَا ثَالِثَ غَيْرُهُمَا فَمَا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَمْ يَعْدُ أَنْ يَكُونَ خَلْقَهُ وَ قَدْ يَكُونُ الْخَلْقُ سَاكِناً وَ مُتَحَرِّكاً وَ مُخْتَلِفاً وَ مُؤْتَلِفاً وَ مَعْلُوماً وَ مُتَشَابِهاً وَ كُلُّ مَا وَقَعَ عَلَيْهِ حَدٌّ فَهُوَ خَلْقُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ اعْلَمْ أَنَّ كُلَّ مَا أَوْجَدَتْكَ الْحَوَاسُّ فَهُوَ مَعْنًى مُدْرَكٌ لِلْحَوَاسِّ وَ كُلُّ حَاسَّةٍ تَدُلُّ عَلَى مَا جَعَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهَا فِي إِدْرَاكِهَا وَ الْفَهْمُ مِنَ الْقَلْبِ بِجَمِيعِ ذَلِكَ كُلِّهِ وَ اعْلَمْ أَنَّ الْوَاحِدَ الَّذِي هُوَ قَائِمٌ بِغَيْرِ تَقْدِيرٍ وَ لَا تَحْدِيدٍ خَلَقَ خَلْقاً مُقَدَّراً بِتَحْدِيدٍ وَ تَقْدِيرٍ وَ كَانَ الَّذِي خَلَقَ خَلْقَيْنِ اثْنَيْنِ التَّقْدِيرُ وَ الْمُقَدَّرُ فَلَيْسَ فِي كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا لَوْنٌ وَ لَا ذَوْقٌ وَ لَا وَزْنٌ فَجَعَلَ أَحَدَهُمَا يُدْرَكُ بِالآْخَرِ وَ جَعَلَهُمَا مُدْرَكَيْنِ بِأَنْفُسِهِمَا وَ لَمْ يَخْلُقْ شَيْئاً فَرْداً قَائِماً بِنَفْسِهِ دُونَ غَيْرِهِ لِلَّذِي أَرَادَ مِنَ الدَّلَالَةِ عَلَى نَفْسِهِ وَ إِثْبَاتِ وُجُودِهِ وَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى فَرْدٌ وَاحِدٌ لَا ثَانِيَ مَعَهُ يُقِيمُهُ وَ لَا يَعْضُدُهُ وَ لَا يُمْسِكُهُ وَ الْخَلْقُ يُمْسِكُ بَعْضُهُ بَعْضاً بِإِذْنِ اللَّهِ وَ مَشِيَّتِهِ وَ إِنَّمَا اخْتَلَفَ النَّاسُ فِي هَذَا الْبَابِ حَتَّى تَاهُوا وَ تَحَيَّرُوا وَ طَلَبُوا الْخَلَاصَ مِنَ الظُّلْمَةِ بِالظُّلْمَةِ فِي وَصْفِهِمُ اللَّهَ بِصِفَةِ أَنْفُسِهِمْ فَازْدَادُوا مِنَ الْحَقِّ بُعْداً وَ لَوْ وَصَفُوا اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ بِصِفَاتِهِ وَ وَصَفُوا الْمَخْلُوقِينَ بِصِفَاتِهِمْ لَقَالُوا بِالْفَهْمِ وَ الْيَقِينِ وَ لَمَا اخْتَلَفُوا فَلَمَّا طَلَبُوا مِنْ ذَلِكَ مَا تَحَيَّرُوا فِيهِ ارْتَبَكُوا- وَ اللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى‏ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ قَالَ عِمْرَانُ يَا سَيِّدِي أَشْهَدُ أَنَّهُ كَمَا وَصَفْتَ وَ لَكِنْ بَقِيَتْ لِي مَسْأَلَةٌ قَالَ سَلْ عَمَّا أَرَدْتَ قَالَ أَسْأَلُكَ عَنِ الْحَكِيمِ فِي أَيِّ شَيْ‏ءٍ هُوَ وَ هَلْ يُحِيطُ بِهِ شَيْ‏ءٌ وَ هَلْ يَتَحَوَّلُ مِنْ شَيْ‏ءٍ إِلَى شَيْ‏ءٍ أَوْ بِهِ حَاجَةٌ إِلَى شَيْ‏ءٍ قَالَ الرِّضَا ع أُخْبِرُكَ يَا عِمْرَانُ فَاعْقِلْ مَا سَأَلْتَ عَنْهُ فَإِنَّهُ مِنْ أَغْمَضِ مَا يَرِدُ عَلَى الْمَخْلُوقِينَ فِي مَسَائِلِهِمْ وَ لَيْسَ يَفْهَمُهُ الْمُتَفَاوِتُ عَقْلُهُ الْعَازِبُ عِلْمُهُ وَ لَا يَعْجِزُ عَنْ فَهِمِهِ أُولُو الْعَقْلِ الْمُنْصِفُونَ- أَمَّا أَوَّلُ ذَلِكَ فَلَوْ كَانَ خَلَقَ مَا خَلَقَ لِحَاجَةٍ مِنْهُ لَجَازَ لِقَائِلٍ أَنْ يَقُولَ يَتَحَوَّلُ إِلَى مَا خَلَقَ لِحَاجَتِهِ إِلَى ذَلِكَ وَ لَكِنَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَمْ يَخْلُقْ شَيْئاً لِحَاجَتِهِ وَ لَمْ يَزَلْ‏

ثَابِتاً لَا فِي شَيْ‏ءٍ وَ لَا عَلَى شَيْ‏ءٍ إِلَّا أَنَّ الْخَلْقَ يُمْسِكُ بَعْضُهُ بَعْضاً وَ يَدْخُلُ بَعْضُهُ فِي بَعْضٍ وَ يَخْرُجُ مِنْهُ وَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ تَقَدَّسَ بِقُدْرَتِهِ يُمْسِكُ ذَلِكَ كُلَّهُ وَ لَيْسَ يَدْخُلُ فِي شَيْ‏ءٍ وَ لَا يَخْرُجُ مِنْهُ وَ لَا يَؤُدُهُ حِفْظُهُ وَ لَا يَعْجِزُ عَنْ إِمْسَاكِهِ وَ لَا يَعْرِفُ أَحَدٌ مِنَ الْخَلْقِ كَيْفَ ذَلِكَ إِلَّا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ مَنْ أَطْلَعَهُ عَلَيْهِ مِنْ رُسُلِهِ وَ أَهْلِ سِرِّهِ وَ الْمُسْتَحْفِظِينَ لِأَمْرِهِ وَ خُزَّانِهِ الْقَائِمِينَ بِشَرِيعَتِهِ وَ إِنَّمَا أَمْرُهُ كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِذَا شَاءَ شَيْئاً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ بِمَشِيَّتِهِ وَ إِرَادَتِهِ وَ لَيْسَ شَيْ‏ءٌ مِنْ خَلْقِهِ أَقْرَبَ إِلَيْهِ مِنْ شَيْ‏ءٍ وَ لَا شَيْ‏ءٌ مِنْهُ هُوَ أَبْعَدَ مِنْهُ مِنْ شَيْ‏ءٍ أَ فَهِمْتَ يَا عِمْرَانُ قَالَ نَعَمْ يَا سَيِّدِي قَدْ فَهِمْتُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى مَا وَصَفْتَهُ وَ وَحَّدْتَهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ الْمَبْعُوثُ بِالْهُدَى وَ دِينِ الْحَقِّ ثُمَّ خَرَّ سَاجِداً نَحْوَ الْقِبْلَةِ وَ أَسْلَمَ قَالَ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّوْفَلِيُّ فَلَمَّا نَظَرَ الْمُتَكَلِّمُونَ إِلَى كَلَامِ عِمْرَانَ الصَّابِئِ وَ كَانَ جَدِلًا لَمْ يَقْطَعْهُ عَنْ حُجَّتِهِ أَحَدٌ قَطُّ لَمْ يَدْنُ مِنَ الرِّضَا ع أَحَدٌ مِنْهُمْ وَ لَمْ يَسْأَلُوهُ عَنْ شَيْ‏ءٍ وَ أَمْسَيْنَا فَنَهَضَ الْمَأْمُونُ وَ الرِّضَا ع فَدَخَلَا وَ انْصَرَفَ النَّاسُ- وَ كُنْتُ مَعَ جَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِنَا إِذْ بَعَثَ إِلَيَّ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ فَأَتَيْتُهُ فَقَالَ لِي يَا نَوْفَلِيُّ أَ مَا رَأَيْتَ مَا جَاءَ بِهِ صَدِيقُكَ لَا وَ اللَّهِ مَا ظَنَنْتُ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ مُوسَى خَاضَ فِي شَيْ‏ءٍ مِنْ هَذَا قَطُّ وَ لَا عَرَفْنَاهُ بِهِ أَنَّهُ كَانَ يَتَكَلَّمُ بِالْمَدِينَةِ أَوْ يَجْتَمِعُ إِلَيْهِ أَصْحَابُ الْكَلَامِ قُلْتُ قَدْ كَانَ الْحَاجُّ يَأْتُونَهُ فَيَسْأَلُونَهُ عَنْ أَشْيَاءَ مِنْ حَلَالِهِمْ وَ حَرَامِهِمْ فَيُجِيبُهُمْ وَ كَلَّمَهُ مَنْ يَأْتِيهِ لِحَاجَةٍ فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْهِ أَنْ يَحْسُدَهُ هَذَا الرَّجُلُ فَيَسُمَّهُ أَوْ يَفْعَلَ بِهِ بَلِيَّةً فَأَشِرْ عَلَيْهِ بِالْإِمْسَاكِ عَنْ هَذِهِ الْأَشْيَاءِ قُلْتُ‏

إِذاً لَا يَقْبَلُ مِنِّي وَ مَا أَرَادَ الرَّجُلُ إِلَّا امْتِحَانَهُ لِيَعْلَمَ هَلْ عِنْدَهُ شَيْ‏ءٌ مِنْ عُلُومِ آبَائِهِ ع فَقَالَ لِي قُلْ لَهُ إِنَّ عَمَّكَ قَدْ كَرِهَ هَذَا الْبَابَ وَ أَحَبَّ أَنْ تُمْسِكَ عَنْ هَذِهِ الْأَشْيَاءِ لِخِصَالٍ شَتَّى فَلَمَّا انْقَلَبْتُ إِلَى مَنْزِلِ الرِّضَا ع أَخْبَرْتُهُ بِمَا كَانَ مِنْ عَمِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ فَتَبَسَّمَ ثُمَّ قَالَ حَفِظَ اللَّهُ عَمِّي مَا أَعْرَفَنِي بِهِ لِمَ كَرِهَ ذَلِكَ يَا غُلَامُ صِرْ إِلَى عِمْرَانَ الصَّابِئِ فَأْتِنِي بِهِ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ أَنَا أَعْرِفُ مَوْضِعَهُ هُوَ عِنْدَ بَعْضِ إِخْوَانِنَا مِنَ الشِّيعَةِ قَالَ ع فَلَا بَأْسَ قَرِّبُوا إِلَيْهِ دَابَّةً فَصِرْتُ إِلَى عِمْرَانَ فَأَتَيْتُهُ بِهِ فَرَحَّبَ بِهِ وَ دَعَا بِكِسْوَةٍ فَخَلَعَهَا عَلَيْهِ وَ حَمَلَهُ وَ دَعَا بِعَشَرَةِ آلَافِ دِرْهَمٍ فَوَصَلَهُ بِهَا فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ حَكَيْتَ فِعْلَ جَدِّكَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع فَقَالَ هَكَذَا نُحِبُّ ثُمَّ دَعَا ع بِالْعَشَاءِ فَأَجْلَسَنِي عَنْ يَمِينِهِ وَ أَجْلَسَ عِمْرَانَ عَنْ يَسَارِهِ حَتَّى إِذَا فَرَغْنَا قَالَ لِعِمْرَانَ انْصَرِفْ مُصَاحِباً وَ بَكِّرْ عَلَيْنَا نُطْعِمْكَ طَعَامَ الْمَدِينَةِ فَكَانَ عِمْرَانُ بَعْدَ ذَلِكَ يَجْتَمِعُ عَلَيْهِ الْمُتَكَلِّمُونَ مِنْ أَصْحَابِ الْمَقَالاتِ فَيُبْطِلُ أَمْرَهُمْ حَتَّى اجْتَنَبُوهُ وَ وَصَلَهُ الْمَأْمُونُ بِعَشَرَةِ آلَافِ دِرْهَمٍ وَ أَعْطَاهُ الْفَضْلُ مَالًا وَ حَمَلَهُ وَ وَلَّاهُ الرِّضَا ع صَدَقَاتِ بَلْخٍ فَأَصَابَ الرَّغَائِبَ

ترجمه :

1. حسن بن محمد نوفلى مى‏گويد: زمانى كه امام رضا (عليه السلام) به نزد مأمون آمدند، مأمون به فضل بن سهل دستور داد تا به ياران اديان مثل جاثليق، رأس الجالوت، بزرگان صائب، هربذ بزرگ اصحاب زرتشت، پزشك رومى و ديگر متكلمان را به دور هم جمع كرد تا هم سخن امام رضا (عليه السلام) و هم سخن اصحاب اديان را بشنوند. فضل بن سهل، آن گروه را جمع كرد و مأمون را آگاه ساخت. مأمون گفت: آنها را به نزد من بياور، سهل نيز چنين كرد. مأمون بعد از خوش آمد گويى به آنها گفت: من شما را براى كار خيرى دعوت كرده‏ام و مى‏خواهم با پسر عموى من كه از مدينه به نزد من آمده است، مناظره كنيد. بنابراين فردا صبح به نزد من بيايد و هيچ كدام از شما از وعده خود تخلف نكنيد. آنها نيز در جواب گفتند: اى امير مؤمنان! گوش مى‏دهيم و اطاعت مى‏كنيم و اگر خدا بخواهد، ما صبح زود مى‏آييم.

حسن بن محمد نوفلى مى‏گويد: نزد امام رضا (عليه السلام) بوديم كه ايشان به ما حديث مى‏فرمود كه ناگهان، ياسر خادم آمد و او كارهاى آن حضرت را به عهده داشت. او گفت: اى سرور من! امير مؤمنان سلام شما را مى‏رساند و مى‏گويد: برادرت فدايت شود، نزد من گروهى داراى مذهب، اهل دين‏هاى (مختلف) و متكلمين از تمام ملت‏ها جمع شده‏اند، اگر شنيدن سخن آنها را دوست دارى صبح زود به نزد ما بيا و اگر دوست ندارى، خود را به زحمت مينداز و اگر دوست دارى كه ما به نزد شما بياييم، كار سنگين و مشكلى براى ما نيست.

امام رضا (عليه السلام) فرمودند: به مأمون سلام برسان و بگو: منظور تو را فهميدم، فردا صبح به نزد تو مى‏آيم.

حسن بن محمد نوفلى مى‏گويد: زمانى كه ياسر خادم رفت، آن حضرت به من فرمود: اى نوفلى! تو اهل عراق هستى و عراقى‏ها اهل ذوق هستند. به نطر تو هدف مأمون از جمع آورى اهل شرك و سخن چيست؟ عرض كردم: فداى شما شوم! او مى‏خواهد شما را امتحان كند و دوست دارد كه بداند شما از نظر علمى در چه جايگاهى هستيد، اما او نگرش خود را بر پايه غير مطمئنى استوار كرده و به خدا قسم آن چه بنا نهاده است، بد است. آن حضرت به من فرمود: بناى او در اين مورد بر چه اساسى است؟ عرض كردم: اصحاب كلام و بدعت با علماء اختلاف دارند، زيرا عالم فقط چير منكر را انكار مى‏كند، ولى اصحاب سخن‏هاى كلامى و متكلمان و مشركان، اشخاص انكار كننده و سرگردان هستند. اگر به آنها بگويى كه خداوند يگاه است، مى‏گويند: يگانگى او را ثابت كن و اگر بگويى كه محمد (صلى الله عليه و آله و سلم) فرستاده خدا است، مى‏گويند: پيامبرى او را به اثبات برسان و اين گونه شخص را سرگردان مى‏كنند و آن شخص با حجتى كه دارد به بطلان كشيده مى‏شود و با او مغالطه مى‏كنند، تا آن كه از حرف خودش دست بكشد. فداى شما گردم! از آنها دورى كن! امام رضا (عليه السلام) خنديدند و سپس فرمودند: اى نوفلى! آيا مى‏ترسى كه آنها حجت مرا از بين ببرند. عرض كردم: نه به خدا قسم! من فقط بر جان شما مى‏ترسم و اميدوارم اگر خدا بخواهد، شما بر آنها پيروز شويد. آن حضرت به من فرمود: اى نوفلى! آيا دوست دارى كه بدانى مأمون چه هنگام پشيمان خواهد شد؟ عرض كردم: بله. فرمودند: زمانى كه استدلالات مرا بر اهل تورات با تورات، بر اهل انجيل با انجيل، با اهل زبور با زبور، بر سائبين به زبان عبرى، با هرابذه به فارسى، بر اهل روم با روميان و بر مذاهب ديگر با زبان خودشان بشنود. زمانى كه (نظريه) و حجت آنها را باطل ساختم، سخن خود را رها كرده و سخن مرا مى‏پذيرد. مأمون مى‏داند كه حركت در مسير آنها شايسته نمى‏باشد. در اين هنگام، پشيمان خواهد شد و هيچ قدرتى به جز به وسيله خداوند آگاه و بزرگ وجود ندارد. زمانى كه صبح شد، فضل بن سهل آمد و به امام عرض كرد: فداى شما شوم! پسر عمويت، در انتظار شما است و مردم هم جمع شده‏اند. در آمدن، نظر شما چيست؟ امام رضا (عليه السلام) به مأمون فرمود: شما برويد، اگر خدا بخواهد، به سوى شما مى‏آيم. سپس آن حضرت وضو گرفتند و مقدارى شربت خرما نوشيدند و به ما نيز دادند تا بنوشيم و از خانه بيرون آمدند و ما نيز به همراه ايشان خارج شديم و به نزد مأمون رفتيم. مجلس، پر از جمعيت بود و محمد بن جعفر در ميان فرزندان ابوطالب و بنى‏هاشم نشسته بود و نگهبانان هم حضور داشتند. زمانى كه امام رضا (عليه السلام) وارد شد، مأمون ايستاد و محمد بن جعفر و تمام بنى‏هاشم هم از جا بلند شدند و ايستاده بودند تا زمانى كه امام (عليه السلام) به همراه مأمون نشستند و سپس مأمون دستور داد همه بنشينند و آنها نيز نشستند و مدتى مأمون با آن حضرت سخن گفت.

مأمون رو به جاثليق كرد و گفت: اى جاثليق! (دانشمند مسيحى) اين پسر عموى من، على فرزند موسى فرزند جعفر است و از فرزندان فاطمه كه دختر پيامبر ما مى‏باشد، است و فرزند على بن ابى طالب است. مى‏خواهم كه با او سخن گفته و مناظره كنى و عدالت را رعايت كنى. جاثليق گفت: اى امير مؤمنان! چگونه مى‏توانم با كسى مناظره كنم كه با من با كتابى استدلال مى‏كند كه آن را قبول ندارم و به پيامبرى استدلال مى‏كند كه به او ايمان ندارم. امام رضا (عليه السلام) فرمودند: اى شخص مسيحى! اگر با انجيل به تو استدلال كنم، به آن اعتراف خواهى كرد؟ جاثليق جواب داد: آيا مى‏توانم چيزى را كه انجيل مى‏گويد: رد كنم؟ به خدا قسم اگر چه بر خلاف ميل من باشد، مى‏پذيرد. اما (عليه السلام) فرمودند: هر چه مى‏خواهى بپرس تا پاسخ آن را دريافت كنى. جاثليق عرض كرد: نظر شما درباره پيامبرى عيسى و كتاب ايشان چيست؟ آيا چيزى از آن را انكار مى‏كنى؟ امام رضا (عليه السلام) فرمودند: من به پيامبرى عيسى و كتاب او و به آن چه او، امتش را به آن بشارت داده است و حواريون اعتراف كرده‏اند، اقرار مى‏كنم و به نبوت هر عيسايى كه اقرار به پيامبرى حضرت محمد (صلى الله عليه و آله و سلم) و كتاب او نكرده و امت او را بشارت نداده است، كافر هستم. جاثليق عرضه داشت: آيا نبايد ادعاى هر كسى به وسيله دو شاهد عادل به اثبات برسد؟ آن حضرت فرمودند: بله.

جاثليق عرض كرد: پس شما دو شاهد خود را از غير مسلمانان كه مسيحت نيز او را قبول داشته باشند، براى نبوت محمد (صلى الله عليه و آله و سلم) بياور و از ما نيز شاهدى از غير مسيحيان بخواهد. آن حضرت فرمودند: اى مسيحى! الان سخن از انصاف زدى. آيا مرا به عنوان شاهد عادل نزد حضرت عيسى قبول دارى؟ جاثليق عرض كرد: اين شخص عادلى كه شما مى‏گويى كسيت؟ او را نام ببريد. آن حضرت فرمودند: نظر شما درباره يوحناى ديلمى چيست؟ او در جواب گفت: به به، از كسى ياد كردى كه دوست داشتنى‏ترين فرد نزد حضرت عيسى بود. امام رضا (عليه السلام) فرمودند: تو را قسم مى‏دهم كه آيا در انجيل اين سخن از يوحنا نقل شده است كه گفت: عيسى به من از دين محمد عربى خبر داده و به من بشارت آمدن ايشان را داده است و من نيز اين خبر را به حواريون بشارت دادم و آنان نيز ايمان آوردند؟ جاثليق گفت: درست است، يوحنا اين سخن را از مسيح آورده است و به پيامبرى مردى و خاندان و جانشين او مژده داده است. اما ديگر مشخص نكرده كه چه هنگام مى‏آيد و نام محمد و خاندانش را بگويد، ايمان مى‏آورى؟ او در جواب گفت: حرف محكمى است و قابل انكار نمى‏باشد. امام رضا (عليه السلام) به قسطاس رومى فرمودند: آيا بخش سوم انجيل را حفظ هستى؟ او گفت: آن قسمت را حفظ نيستم. سپس آن حضرت متوجه رأس الجالوت شدند و فرمودند: آيا انجيل خوانده‏اى؟ او جواب داد: به جانم قسم كه خوانده‏ام. امام رضا (عليه السلام) فرمودند: بخش سوم آن را بگير كه اگر در آن ياد محمد و خاندان امتش باشد پس نزد من شهادت بدهيد و اگر نباشد نزد من شهادت ندهيد. سپس آن حضرت بخش سوم آن را خواندند تا اين كه به نام پيامبر رسيدند و توقف كردند. سپس فرمودند: اى مرد مسيح تو را به حق عيسى و مادرش قسم مى‏دهم و مى‏پرسم آيا تو اعتقاد دارى كه من به انجيل آگاه هستم؟ او جواب داد: بله. سپس آن حضرت براى ما ياد محمد و خاندان و امتش كردند و فرمودند: اى مرد مسيح! چه مى‏گويى؟ آيا اين سخن عيسى فرزند مريم است؟ اگر آن را دروغ بدانى به تمام آن چه انجيل از عيسى و موسى ياد كرده است همگى را تكذيب كرده‏اى و هنگامى كه اين را انكار كنى قتل بر تو واجب است، زيرا نسبت به پروردگار، پيامبر و كتاب خود كافر شده‏اى. جاثليق گفت: من آن چه در انجيل براى من روشن شده است انكار نمى‏كنم و نسبت به آن اعتراف مى‏كنم.

امام رضا (عليه السلام) فرمودند: نسبت به اعتراف خود شهادت بده. سپس آن حضرت فرمودند: اى جاثليق! هر چه مى‏خواهى بپرس. جاثليق عرض كرد: به من از ياران عيسى خبر بده كه تعدادشان چند نفر بود و از دانشمندان انجيل كه چند نفر بودند؟ امام رضا (عليه السلام) فرمودند: به شخص آگاهى برخورد كرده‏اى. اما ياران عيسى دوازده مرد بودند كه برترين و آگاه ترينشان لوقا نام داشت و اما دانشمندان مسيحى سه مرد بودند: يوحناى بزرگ در منطقه اج، يوحنا در منطقه قرقيسياء و يوحناى ديلمى در منطقه زجان.

و ياد پيامبر، خاندان و امتش در نزد او بود و كسى است كه امت عيسى و بنى اسرائيل را به آن پيامبر مژده داد.

امام رضا (عليه السلام) فرمودند: اى شخص مسيحى! از تو در مورد مسئه‏اى سؤال دارم؟ او جواب داد: اگر جواب آن را بدانم، جواب خواهم داد. آن حضرت فرمودند: آيا تو انكار مى‏كنى كه عيسى مردگان را به اذن خداوند زنده مى‏كرد؟ جاثليق گفت: بله، انكار مى‏كنم به اين كه از طرف كسى باشد، زيرا او مرده‏ها را زنده و جذام و پيسى را درمان مى‏كند و او پروردگارى است كه مستحق پرستش مى‏باشد. امام رضا (عليه السلام) فرمودند: يسع نيز همان كار عيسى را انجام مى‏داد، بر روى آب راه مى‏رفت، مرده را زنده و جذام و پيسى را درمان مى‏كرد.

اما امتش او را پروردگار نگرفتند و هيچ كدام او را به عنوان خدايى نپرستيدند و حزقيل پيامبر هم مثل كار عيسى انجام مى‏داد به طورى كه سه هزار و پانصد مرد را شصت سال بعد از مرگشان زنده كرد. سپس امام رضا (عليه السلام) متوجه رأس الجالوت شدند و فرمودند: اى رأس الجالوت! آيا اين حوادث را در تورات در بين جوانان بنى اسرائيل پيدا كرده‏اى؟ كه بخت النصر آنان را جزء اسيران بنى اسرائيل به هنگام جنگ بيت المقدس انتخاب كرد و به بابل برد و خداوند حزقيل را به سوى آنان فرستاد و آنها را زنده كرد و اين در تورات آمده است و جز افراد كافر از ميان شما، كسى آن را انكار نمى‏كند. رأس الجالوت گفت: اين را شنيده‏ام و خوب مى‏شناسم و شما راست گفتيد: سپس امام رضا (عليه السلام) فرمودند: اى مرد يهودى! اين بخش از تورات را بگير و آن حضرت آياتى را از تورات خواندند به طورى كه آن مرد يهودى از خواندن تورات توسط امام رضا (عليه السلام) شگفت زده شد و خوشحال گشت و به مرد مسيحى گفت: اى مرد مسيحى! ايشان قبل يا بعد از عيسى بوده‏اند؟ او جواب داد: قبل از عيسى بوده‏اند. سپس امام رضا (عليه السلام) فرمودند: مردان قريش به دور رسول خدا (صلى الله عليه و آله و سلم) جمع شدند و از آن حضرت خواستند كه مردگانش را زنده كند. رسول خدا، امير مؤمنان را به همراه آن گروه فرستاد و فرمود: اى على! به منطقه جبابه برو و با صداى بلند نام افرادى كه اهل قريش زنده بودن آنها را مى‏خواهند، صدا بزن و بگو: اى فلانى و فلانى و فلانى...! محمد، به شما مى‏گويد: به اذن و اجازه پروردگار برخيزيد. آنها از خاك برخاستند و خاك را از سر و روى خود ريختند. اهل قريش از مردگان زنده شده خود، سؤالاتى پرسيدند و آنها در جواب از بعثت محمد به عنوان رسول خدا خبر دادند و گفتند: دوست داشتيم كه زنده بوديم و به ايشان ايمان مى‏آورديم و آن حضرت، مبتلايان به بيمارى جذام و پيسى و ديوانه را نيز شفا مى‏داد و حيوانات، پردندگان، جنيان و شياطين با او سخن مى‏گفتند، اما ما ايشان را به عنوان خداوند به جاى پروردگار انتخاب نكرديم و البته عظمت اين رسول گرامى را نيز انكار ننموديم. پس اينك كه شما عيسى را پروردگار خود مى‏دانيد، جايز است كه يسع و حزقيل را هم خدا بدانيد، زيرا آنها نيز مانند عيسى، مرده را زنده مى‏كردند و ديگر اين كه گروهى از بنى اسرائيل به خاطر طاعون از شهر خود فرار كردند و تعدادشان هزار نفر بود كه از مرگ فرار كردند. اما خداوند آنها را در يك شهر از دنيا برد. مردمانى كه در آن منطقه زندگى مى‏كردند، دور آنها ديوارى كشيدند و در آن جا قرار دادند تا استخوان‏هايشان پوسيد و به خاكستر تبديل شد. روزى يكى از پيامبران بنى اسرائيل بر آنها گذشت به طورى كه از آنها و استخوان‏هاى پوسيده‏شان شگفت زده شدند. خداوند به آن حضرت وحى فرستاد: آيا مى‏خواهى كه آنها را براى تو زنده كنم؟ تا به آنها نصيحت كنى؟ آن حضرت عرض كرد: اى پروردگار! مى‏خواهم. خداوند به ايشان وحى فرستاد كه آنها را صدا بزن. آن حضرت نيز فرمودند: اى استخوان‏هاى پوسيده به اذن خداوند بزخيزيد. آنها همگى زنده شده و برخاستند به طورى كه از سر و روى خود خاك‏ها را دور كردند. و ديگر اين كه ابراهيم، دوست خداوند بود و چند پرنده را گرفته و آنها را قطعه قطعه كردند و بالاى هر قله‏اى يك قطعه از آن را گذاشتند و سپس به طرف خود خواندند و آنها به سرعت به سوى ايشان آمدند. و ديگر اين كه حضرت موسى عرض كردند: شما پروردگار خود را ديده‏اى، پس به ما نشان بده تا او را ببينيم. در نهايت صاعقه‏اى آمد و همه آتش گرفتند. تنها حضرت موسى ماند. سپس ايشان عرض كردند: پروردگارا! من هفتاد نفر از بنى اسرائيل را انتخاب كردم و به سوى تو آمدم. اما الان بايد تنها برگردم. چگونه قوم بنى اسرائيل سخن مرا مى‏پذيرند؟ اى كاش مرا نيز همراه آنها از دنيا مى‏بردى.

پروردگارا! آيا ما را به خاطر كار افراد نادان نابود مى‏كنى؟ خداوند دوباره بعد از مرگ، آنها را زنده ساخت و تمام اين داستان‏ها را نمى‏توانى انكار كنى، زيرا در تورات، انجيل، زبور و قرآن آمده است. پس اگر قرار باشد هر كسى كه مردگان را زنده مى‏كند، بيماران جذامى، پيسى و ديوانگى را شفا مى‏دهد، خدا باشد، پس تمام پيامبرانى كه نام بردند بايد خدا باشند؟ اى مرد مسيحى! درباره اين سخن چه مى‏گويى؟ او در جواب عرض كرد: حرف، همان حرف شما است و خدايى جز خداى يگانه وجود ندارد. سپس آن حضرت به رأس الجالوت فرمودند: اى مرد يهودى! به من نگاه كن. از تو درباره ده آيه‏اى مى‏پرسم كه بر حضرت موسى نازل شد كه آيا خبرى از آمدن پيامبر اسلام و امت او داده است يا خير؟ در تورات آمده است: زمانى كه امت آخر زمان بيايند كه پيروان شتر سوار هستند، و پروردگار خود را در معبدهاى جديد به صورت نو، فراوان تسبيح مى‏كنند، بنى اسرائيل بايد به سوى آنها و پادشاهشان برود تا دلهايشان آرام گردد، زيرا در دستشان شمشيرهايى است كه به وسيله آن از امت‏هاى كافر در سر تا سر زمين انتقام مى‏كشد. آيا در تورات چنين جمله‏اى آمده است؟

رأس الجالوت عرض كرد: آرى، آن را پيدا كرده‏ام. سپس آن حضرت به جاثليق فرمودند: اى مرد مسيحى! تا چه اندازه به كتاب اشياء آگاهى دارى؟ او عرض كرد: كلمه به كلمه آن را مى‏دانم. امام رضا (عليه السلام) به آن دو (رأس الجالوت و جاثليق) فرمودند: آيا اين كلام را خوانده‏اى: اى قوم من! صورت كسى را ديدم كه بر الاغى سوار است و لباس‏هايى از نور پوشيده است و شتر سوارى را ديدم كه نورش مانند نور ماه بود. آنها در جواب گفتند: درست است، اين سخن را اشعياء گفته است. امام رضا (عليه السلام) فرمودند: آيا مى‏دانى كه عيسى در انجيل فرموده است: به سوى پروردگار من، شما و فارقليطا (كه همان حضرت محمد (صلى الله عليه و آله و سلم) است.) برويد و او همان كسى است كه به حقانيت من شهادت مى‏دهد، همان طورى كه من به ايشان شهادت دادم و او همان كسى است كه همه چيز را براى شما توضيح مى‏دهد و زشتى‏هاى هر قومى را آشكار مى‏سازد و تير كفر را مى‏شكند. جاثليق عرض كرد: هر چه از انجيل خوانديد، ما آن را خوانده‏ايم. امام (عليه السلام) فرمودند: آيا آن چه گفتم، در انجيل آمده است؟ در جواب عرض كرد: آرى. امام رضا (عليه السلام) فرمودند: اى جاثليق! به من بگو شما اولين انجيل را گم كرديد، دوباره نزد چه كسى پيدا كرديد؟ و اين انجيل را چه كسى براى شما آورده است؟ او عرض كرد: ما فقط يك روز انجيل را گم كرديم و تازه پيدا كرديم، اما يوحنا و متى آن را براى ما آوردند. آن حضرت فرمودند: تا چه اندازه آگاهى شما نسبت به انجيل و دانشمندان آن اندك است. اگر جريان آن گونه باشد كه شما خيال مى‏كنيد، پس چرا درباره انجيل اختلاف داريد؟ به طورى كه درباره انجيلى كه الان نزد شما اختلاف داريد. پس اگر اين انجيل بر اساس همان انجيل اول بود، ديگر در مورد آن اختلاف نمى‏كرديد. اما من جريان آن را براى شما توضيح مى‏دهم. زمانى كه اولين انجيل گم شد، مردم مسيحى به نزد دانشمندان خود رفتند و به آنها گفتند: حضرت عيسى كشته شده و ما نيز انجيل را گم كرديم و شما دانشمندان ما هستيد. آيا چيزى از انجيل نزد شما وجود دارد؟ لوقا و مرقس گفتند: انجيل در سينه ما وجود دارد و هر روز يكشنبه آن را براى شما به صورت قسمت قسمت بيان مى‏كنيم. هيچ غصه‏اى نداشته باشيد و كليساها را خالى مكنيد و ما هر يكشنبه بخش‏هايى از انجيل را مى‏گوييم تا تمام شود. سپس لوقا، مرقس، يوحنا و متى به دور هم جمع شدند و بعد از گم شدن انجيل (واقعى) اين انجيل را ساختند و به مسيحيان تحويل دادند. (البته اين چهار نفر جزء حواريون نبودند بلكه) شاگردان آنها به حساب مى‏آمدند. آيا شما اين موضوع را مى‏دانستيد؟ جاثليق عرض كرد: اين موضوع را نمى‏دانستيم و اينك فهميديم و معلوم شد كه نسبت به انجيل دانا هستيد و از شما مسائلى را شنيدم كه قلبم به من شهادت مى‏دهند كه آنها بر حق هستند و در مجموع مسائل زيادى را ياد گرفتم. امام رضا (عليه السلام) فرمودند: (اى جاثليق) اگر اين گروهى كه حضور دارند، شهادت بدهند، چه مى‏گويى؟ جواب داد: اين گروه نسبت به انجيل آگاهى دارند و به هر چيزى شهادت بدهند، حق خواهد بود. امام رضا (عليه السلام) به مأمون و ساير خاندان او و افراد ديگرى كه حاضر بودند، فرمودند: شما بر سخنان جاثليق و رأس الجالوت شهادت دهيد. آنها نيز گفتند: ما شهادت مى‏دهيم. سپس آن حضرت به جاثليق فرمودند: شما را به حق پسر (عيسى) و مادر (مريم) قسم مى‏دهم كه آيا آگاهى دارى كه متى گفت: مسيح فرزند داوود، پسر ابراهيم، پسر اسحاق، پسر يعقوب، پسر يهود، پسر حضرون است و مرقس در مورد سلسله نسب عيسى مى‏گويد: او كلمه خدا مى‏باشد و از درجه انسانى خارج شده و به شكل انسان در آمدند. و لوقا مى‏گويد: مسيح و مادرش، دو انسان از گوشت و خون بودند كه روح القدس در آن دو داخل شد و علاوه بر اين سخنان از حضرت عيسى هم نقل مى‏كنند كه فرموده است: اى حواريون! بر حق به شما مى‏گويم: كسى به آسمان بالا نمى‏رود مگر اين كه از آن جا فرود آمده باشد و ديگر الاغ سوار كه خاتم پيامبران است و از آسمان به زمين مى‏آيد. امام رضا (عليه السلام) (به جاثليق) فرمودند: در اين مورد چه مى‏گويى؟ جاثليق عرض كرد: اين از سخنان عيسى است و نمى‏توانيم آن را انكار كنيم. امام رضا (عليه السلام) فرمودند: درباره شهادت لوقا، مرقس و متى پيرامون عيسى و سلسله نسب ايشان بيان كردند، چه نظرى دارى؟ جواب داد: آنها بر عيسى دروغ بستند. جاثليق جواب داد: آنها بر عيسى دروغ گفتند. آن حضرت (به حاضرين جلسه) فرمودند: اى حاضرين! مگر خود اين جاثليق نگفت كه آنها دانشمندان انجيل هستند و سخنانشان بر حق است. جاثليق عرض كرد: اى مرد داناى مسلمانان! مى‏خواهم مرا درباره اين افراد معاف بدارى. امام رضا (عليه السلام) هم فرمودند: تو را نسبت به آنها معاف مى‏دانيم. حال اى مردم مسيحى! هر چه مى‏خواهى سؤال كن. جاثليق عرض كرد: اجازه دهيد كه ديگران از شما بپرسند. به مسيح قسم مى‏خورم كه خيال نمى‏كردم در ميان دانشمندان مسلمان، شخصى مثل شما باشد. امام رضا (عليه السلام) رو به رأس الجالوت كردند و فرمودند: آيا تو از من مى‏پرسى يا من سؤال كنم؟ او جواب داد: من از شما مى‏پرسم. البته من حجتى از شما قبول نمى‏كنم مگر اين كه از تورات، انجيل، زبور، يا صحف ابراهيم و موسى باشد. امام رضا (عليه السلام) نيز فرمودند: اگر به غير از اين كتاب‏ها، دليلى آوردم، از من قبول مكن. يعنى به آن چه در تورات بر زبان حضرت موسى، در انجيل، بر زبان حضرت عيسى و در زبور، بر زبان حضرت داود آمده است.

رأس الجالوت عرض كرد: شما چگونه پيامبرى محمد را ثابت مى‏كنيد؟ امام رضا (عليه السلام) فرمودند: موسى، عيسى و داود خليفه خداوند بر روى زمين نسبت به آمدن و پيامبرى ايشان شهادت داده‏اند. رأس الجالوت عرض كرد: حال سخن موسى را درباره ايشان اثبات كن. امام رضا (عليه السلام) فرمودند: اى مرد يهودى! آيا اطلاع دارى كه موسى به بنى اسرائيل سفارش كرد و فرمود: پيامبرى براى شما مى‏آيد كه جز برادران شما محسوب مى‏شود. پس به او معتقد شده و سخنان او را گوش دهيد و آيا اطلاع دارى بنى اسرائيل برادرش غير از فرزند اسماعيل داشتند، التبه به شرط آن كه خويشاوندى اسرائيل را به اسماعيل كه از طرف ابراهيم مى‏باشد را بشناسى. رأس الجالوت عرض كرد: اين سخنان از موسى است و آن را انكار نمى‏كنم. امام رضا (عليه السلام) فرمودند: آيا غير از محمد، از برادران بنى اسرائيل براى شما آمده؟ عرض كرد: خير. امام رضا (عليه السلام) فرمودند: آيا به نظر شما اين موضوع صحيح است؟ عرض كرد: بله، اما مى‏خواهم آن را از تورات براى من ثابت فرماييد. آن حضرت فرمودند: آيا انكار مى‏كنى كه در تورات آمده است: نور از كوه طور در سينا تابيد و كوه ساعير را براى ما روشن ساخت و از كوه فاران بر ما تسلط پيدا كرد. رأس الجالوت عرض كرد: اين سخنان را مى‏دانم، اما نسبت به تفسيرشان آگاهى ندارم. امام رضا (عليه السلام) فرمودند: من شما را از تفسير آن آگاه مى‏كنم. اين كه در تورات آمده است: نورى از كوه طور بر سينا تابيد، منظور وحى خداوند بر حضرت موسى در كوه طور سينا مى‏باشد و اما اين كه آمده است: كوه ساعير را براى ما روشن ساخت، منظور همان كوهى است كه وقتى حضرت عيسى در بالاى آن بود، وحى بر ايشان نازل شد و اما اين كه آمده است: از كوه فاران بر ما تسلط دارد، منظور كوهى از كوه‏هاى مكه است كه از آن جا تا مكه يك روز راه است و در توراتى كه شما و همراهانت به آن اعتقاد دارند از قول اشعياء رسول آمده است: دو سواره‏اى ديدم كه زمين را نورانى ساخته بودند و به طورى كه يكى بر پشت الاغى و ديگرى بر شترى نر سوار بودند. آيا آن كسى كه بر الاغ و آن شخصى كه بر شتر نر سوار بود را مى‏شناسى؟

رأس الجالوت عرض كرد: آن دو را نمى‏شناسم، ولى مى‏خواهم آنها را معرفى كنيد. فرمودند: كسى كه بر الاغ سوار بود، حضرت عيسى و كسى كه بر شتر نر سوار بود، حضرت محمد (صلى الله عليه و آله و سلم) مى‏باشد. آيا اين را از تورات انكار مى‏كنى؟ رأس الجالوت در جواب عرض كرد: آن را انكار نمى‏كنم. سپس امام رضا (عليه السلام) فرمودند: آيا حيقوق (يكى از پيامبران) را مى‏شناسى؟ عرض كرد: بله، او را مى‏شناسم. امام رضا (عليه السلام) فرمودند: كتاب شما (تورات) از او نقل كرده است: خداوند بيان خود از كوه فاران را آورد و آسمان را از تسبيح خداوند توسط احمد و امتش پر نمود. ياران او به گونه‏اى هستند كه هم در خشكى و هم در دريا حركت مى‏كنند و پس از نابودى بيت المقدس، كتاب جديدى براى ما آورد. آيا اين سخنان را شنيده و تأييد مى‏كنى؟ رأس الجالوت جواب داد: آرى، حيقوق پيامبر آن را فرمود و ما نمى‏توانيم انكار كنيم. امام رضا (عليه السلام) فرمود: داوود در كتاب زبور فرموده است: پروردگارا! بعد از دوران فترت (ميان زمان عيسى و پيامبر اسلام) بر پا كننده سنت خود را بفرست. آيا شما بعد از محمد، پيامبر ديگرى را كه بعد از دوران فترت آمده باشد، مى‏شناسى؟ رأس الجالوت عرض كرد: آرى، اين كلام داوود در زبور است، اما منظور از ايشان، عيسى مى‏باشد، زيرا زمان او فترت بود. حضرت امام رضا (عليه السلام) فرمودند: (معلوم شد كه) آگاه نيستى، زيرا عيسى با سنت مخالفت نكرد (تا بخواهد بر پا كننده آن باشد) و موافق سنت تورات بود تا اين كه خداوند او را به سوى آسمان بالا برد و در انجيل آمده است: حقيقتا پسر نيكوكار رفته و پس از او فارقليطا آمد و او كسى است كه زنجيرها را باز مى‏كند و همه چيز را براى شما تفسير مى‏كند و بر من شهادت مى‏دهد همان طورى كه من به او شهادت مى‏دهم. من براى شما مثال‏ها و تفسير آنها را مى‏آوردم. آيا به وجود اين سخنان در انجيل اعتقاد دارى؟ جواب داد: من، آن را انكار نمى‏كنم. امام رضا (عليه السلام) فرمودند: اى رأس الجالوت! آيا از تو درباره پيامبرت حضرت موسى سؤال كنم؟ عرض كرد: بله، سؤال كنيد.

آن حضرت فرمودند: آن حجت و نشانه‏اى كه پيامبرى موسى را ثابت مى‏كند، چيست؟ آن مرد يهودى عرض كرد: او چيزهايى آورد كه پيامبران قبل از ايشان مثل آن را نياورند. امام رضا (عليه السلام) فرمودند: مثلا چه چيزهايى را آورد؟ جواب داد: مثلا دريا را شكافت و عصا را به مارى تبديل كرد كه راه مى‏رود و آن را به سنگ زد كه از چشمه‏ها به وجود آمد و دست خود را از گريبان خارج كرد كه نزد بينندگان سفيد بيرون آمد و نشانه‏هاى ديگرى كه مخلوقات قدرت آوردن مثل آن را ندارند. امام رضا (عليه السلام) فرمودند: راست گفتى، آيا اگر حجت ايشان بر پيامبرى اين بود كه چيزهايى آورد كه ديگران از آوردن مثل آن ناتوان نبودند و هر كسى كه ادعاى پيامبرى كند و چيزهايى بياورد كه ديگران نتوانند مثل آن را بياورند، بر شما لازم است كه پيامبرى او را بپذيرد؟ او جواب داد: خير، زيرا موسى به دليل جايگاه و نزديكى‏اى كه به خداوند داشت، همتايى نداشت. پس بر ما لازم نيست كه هر كسى ادعاى پيامبرى كند، به او ايمان بياوريم، مگر اين كه نشانه‏هايى مثل موسى بياورد. امام رضا (عليه السلام) فرمودند: پس چگونه به پيامبران قبل از حضرت موسى ايمان دارى، در حالى كه نه دريايى شكافتند، نه از سنگ چشمه‏هايى بيرون آوردند، نه مانند موسى دست سفيد و نورانى را از پيراهن خود خارج ساختند و نه عصايى را به مار تبديل كردند؟ مرد يهودى گفت: به شما عرض كردم كه وقتى كسى براى ادعاى پيامبرى خود نشانه‏هايى آورد كه ديگران نمى‏توانستند مثل آنها را بياورند، اگر چه چيزهايى آوردند كه موسى نياورده است و يا چيزهايى بود كه با آن چه موسى آورد، متفاوت بود (در هر حال) بر ما لازم است كه آن را قبول كنيم. امام رضا (عليه السلام) فرمودند: چرا نسبت به حضرت عيسى به عنوان پيامبرى ايمان ندارى؟ در حالى كه ايشان نيز مردگان را زنده مى‏كرد، بيماران جذام و پيسى را شفا مى‏داد و از گِل، پرنده‏اى مى‏ساخت و در آن مى‏دميد و به اذن خداوند تبديل به پرنده مى‏شد. رأس الجالوت عرض كرد: اين معجزات براى ما گفته شده است اما خودمان نديده‏ايم. آن حضرت فرمودند: بنابراين آن معجزات خبر داده‏اند كه آن حضرت معجزاتى داشته است؟ آن مرد يهودى جواب داد: بله، همان است كه شما مى‏فرماييد. آن حضرت فرمودند: آن چه كه درباره معجزات حضرت موسى آمده است همان خبرها نيز در مورد حضرت عيسى آمده است، پس چگونه نسبت به موسى قبول داريد اما از عيسى قبول نمى‏كنيد؟ در اين جا بود كه رأس الجالوت سرگردان شد. امام رضا (عليه السلام) فرمودند: جريان حضرت محمد (صلى الله عليه و آله و سلم) و هر پيامبرى كه خداوند او را انتخاب كرده است، نيز چنين هستند. از نشانه‏هاى آن حضرت اين بود كه كودكى يتيم، نيازمندى، چوپان و كارگر بود كه بدون اين كه كتابى خوانده باشد و نزد معلمى برود، قرآنى آورد كه داستان پيامبران و اخبار آنها را و كسانى كه تا روز قيامت مى‏آيند را آورده است و رازهايشان و آن چه در خانه‏هاى خود انجام مى‏دادند را گزارش مى‏داد و آيات فراوان و غير قابل شمارش بود. رأس الجالوت عرض كرد: از نظر ما (يهوديان) اخبار مربوط به عيسى و محمد صحيح نيست و نمى‏توانيم به چيزهايى اقرار كنيم كه براى ما ثابت شده است. امام رضا (عليه السلام) فرمودند: پس كسانى كه به عيسى و محمد شهادت داده‏اند، شاهدان ناحقى بوده‏اند؟ آن مرد يهودى در پاسخ سرگردان شد. سپس امام رضا (عليه السلام) نام هربذ را برد و فرمود: مرا از زرتشت چيزى آورد كه كسى قبل از ايشان براى ما نياورد بودند و ما نديده بوديم و از گذشتگان به ما خبر رسيده كه او چيزهايى را براى ما جايز دانست كه كسى آن را جايز ندانسته بود. به همين دليل از ايشان پيروى مى‏كنيم. امام رضا (عليه السلام) فرمودند: آيا به خاطر اين كه اخبارى از گذشتگان به تو رسيده است، از زرتشت پيروى مى‏كنى؟ جواب داد: بله. آن حضرت فرمودند: (اگر اين گونه ايمان آورده‏اى) از ديگر امت‏هاى گذشته نيز خبرهايى از پيامبران آمده است، مثل اخبارى كه درباره موسى، عيسى و محمد (صلى الله عليه و آله و سلم) آمده است. پس دليل شما بر اين كه اين پيامبران را انكار مى‏كنيد، چيست؟ با اين كه دليل شما به ايمان آوردن به زرتشت اين است كه چيزهايى آورده كه ديگران نياورده‏اند. با اين سخنان، جايگاه هربذ (به كلى) از بين رفت. (در ميان جمع شرمنده شد.) امام رضا (عليه السلام) فرمودند: اى مردم! اگر كسى در ميان شما وجود دارد كه با اسلام مخالفت دارد و مى‏خواهد سؤالى بپرسد، بدون ترس سؤال خود را مطرح كند؟ در اين ميان عمران صائبى كه يكى از متكلمان دانشمند علم كلام بود برخاست و به امام عرض كرد: اى دانشمند در ميان مردم! اگر شما ما را به پرسيدن سؤال دعوت نمى‏كردى، هرگز براى سؤال پيش قدم نمى‏شدم. من (براى اثبات يگانگى خداوند) به كوفه، بصره، شام و جزيره (منطقه حجاز) رفتم و با دانشمندان علم كلام مذاكره نمودم. اما كسى نتوانست براى من اثبات كند كه خداوند يگانه است. آيا شما اجازه مى‏فرماييد كه اين سؤال را از شما بپرسم؟ امام رضا (عليه السلام) فرمودند: اگر در اين ميان كسى عمران صائبى باشد، تو او هستى. او در جواب عرض كرد: بله. سپس آن حضرت فرمودند: اى عمران! سؤال خود را بپرس ولى عادلانه سؤال كن و از سخنان بيهوده و ستم دورى كن. عمران صائبى عرض كرد: اى سرور من! به خدا قسم فقط مى‏خواهم براى من چيزى ثابت بفرمايى كه به او وابسته بوده و نمى‏توانم از آن عبور كنم. آن حضرت فرمودند: هر چه مى‏خواهى از من سؤال كن. در اين جا بود كه مردم به دور او جمع شدند و بعضى ديگر نيز خود را دور ديگرى قرار دادند. عمران صائبى عرض كرد: از به وجود آورنده اول آن چه آفريده است، مرا مطلع كن. امام رضا (عليه السلام) فرمودند: حال كه سؤال كردى، پس خوب جواب را بفهم. او هميشه يگانه بوده و چيزى به همراه او نبود، بدون اين كه اندازه و چيزى بر او عارض شود و هميشه اين چنين خواهد بود. سپس مخلوقاتى كه داراى عرض و اندازه‏هاى متفاوتى بود آفريد، نه در چيزى قرار داد و نه محدود ساخت و نه در برابر چيزى قرار گرفت و نه براى آن نمونه‏اى به وجود آورد. سپس آفريده‏اى انتخاب شده و انتخاب نشده، گوناگون، به هم جمع شده، رنگارنگ، با ذوق و مزه قرار داد، و اين گونه نبود كه خداوند به آنها نياز داشته باشد و يا به دليل اين كه فقط با به وجود آوردن مخلوقات به برترى مى‏رسيد، آنها را آفريده است و براى خود در آن چه آفريده است، زيادى و كمى نديده است. اى عمران! آيا اين سخنان را خوب درك كردى؟ جواب داد: اى سرور من! به خدا قسم خوب فهميدم. سپس امام رضا (عليه السلام) فرمودند: اى عمران! خوب بفهم كه اگر خداوند آن چه را كه آفريده است، فقط براى نياز مى‏آفريد، فقط مخلوقاتى را به وجود مى‏آورد كه به آنها نياز داشت و همان نوع را چندين برابر مى‏آفريد. زيرا ياران هر اندازه بيشتر باشند، صاحبشان قوى‏تر خواهد بود. اى عمران! نيازمندى (به چيزى) به هيچ وقت آن نياز را در بر نمى‏گيرد، زيرا اگر كسى آفريده‏اى را به وجود مى‏آورد، نياز ديگرى را در او مى‏آفريند و به همين دليل مى‏گوييم: خداوند، مخلوقات را براى نياز نيافريده است و نياز هر فردى را به فرد ديگر به خودشان واگذار نمود و بعضى را بر بعضى ديگر برترى داد، بدون اين كه خودش به كسى كه او را برترى داده و يا به خاطر انتقام از كسى كه ذليل ساخته است، نيازمند باشد به همين دليل آنها را آفريد. عمران صائبى عرض كرد: اى سرور من! آيا آن وجود (خداوند) در وجود خودش هم معلوم است؟ امام رضا (عليه السلام) فرمودند: آگاهى نسبت به چيزى، براى اين است كه مخالف آن را منتفى بداند و خود نسبت به آن چه نفى كرده است، موجود باشد و در واقع چيزى نبود كه مخالف او باشد، تا نياز به منتفى دانستن آن چيز از خودش، به وسيله مشخص كردن آگاهى به آن چيز باشد. اى عمران! آيا خوب فهميدى. او جواب داد: اى سرور من! به خدا قسم فهميدم. به من بفرماييد كه خداوند به چه چيزى آن چه را مى‏دانست، مى‏دانست؟ آيا به وسيله ضمير و بينش خود بوده است يا خير؟ امام رضا (عليه السلام) فرمودند: مگر نمى‏دانى كه اگر دانش خداوند به ضمير باشد، بايد براى آن ضمير اندازه‏اى باشد كه به وسيله آن اندازه آن ضمير شناخته شود؟ عمران عرض كرد: بايد اين چنين باشد. امام رضا (عليه السلام) فرمودند: آن ضمير چيست؟ عمران صائبى سكوت كرد و در پاسخ سرگردان شد. امام رضا (عليه السلام) فرمودند: اشكال ندارد (كه در جواب مانده‏اى) اگر از تو درباره خود ضمير سؤال كردم، تو آن را به ضمير ديگرى مى‏شناسى؟ و در ادامه فرمودند: اى عمران! (اگر چنين اعتقادى دارد) سخن و ادعاى خود را باطل كرده‏اى. آيا سزاوار نيست كسى كه يگانه است، به ضمير توصيف نمى‏شود و به او بيشتر از اين كه كار، عمل و ساخت او مى‏باشد، نمى‏توان چيز ديگرى گفت و از آن كار، خيال روش‏ها و تجزيه آن مثل روش و تجزيه كنندگان به وجود نمى‏آيد و اين را خوب بفهم كه هر چه را دوست دارى، طبق آن عمل كن. عمران صائبى عرض كرد: اى سرور من! آيا از اندازه مخلوقات خداوند به من خبر مى‏دهيد كه چگونه مى‏باشد و معانى آن چيست؟ و به چند نوع به وجود آمده‏اند. امام رضا (عليه السلام) فرمودند: حال كه سؤال كردى، خوب بفهم، كه اندازه آفريده‏هاى او بر شش نوع است: لمس شده، وزن شدنى، ديدنى، غير وزن شدنى كه همان روح است. بعضى ديدنى است، اما مثل تقديرها، عرض‏ها و صورت‏ها داراى وزن، لمس، حس، رنگ و ذوق نيست، بعضى نيز كار و حركت مى‏باشند كه كارها به وسيله آن شناخته شوند، زيرا وقت بيشتر از مقدراى كه نياز دارند، براى آنها وجود ندارد. زمانى كه از كار رها شد، حركت مى‏كند و اثر باقى مى‏ماند و در هر چيزى كه از بين رفته و اثر آن باقى مى‏ماند، همين موضوع خواهد بود. عمران صائبى عرض كرد: اى سرور من! آيا به من از آفريننده خبر مى‏دهى، كه او يگانه‏اى است كه چيزى غير از او نيست و با او چيزى وجود ندارد. آيا او با آفريدن آفريده‏ها تغيير نمى‏كند؟ امام رضا (عليه السلام) فرمودند: خداوند با آفريدن مخلوقات تغيير نمى‏كنند، اما مخلوقات با تغييراتشان توسط خداوند، متحول مى‏شوند. عمران صائبى عرض كرد: پس به چه چيزى مى‏توانيم خداوند را بشناسيم؟ امام فرمودند: خدا را به غير او مى‏توان شناخت. عرض كرد: منظور از غير او چيست؟ آن حضرت فرمودند: (منظور از غير او يعنى) خواست، نام، صفت و شباهت‏هاى او و تمام آن‏ها ايجاد شده، آفريده شده و تدبير يافته هستند. عمران صائبى عرض كرد: اى سرور من! پس خود او (خداوند) چه چيزى است؟ آن حضرت فرمودند: او نور است يعنى هدايت كننده مخلوقات خود در آسمان و زمين مى‏باشد و تنها وظيفه من نسبت به او، براى تو يگانه دانستن او مى‏باشد.

عمران صائبى عرض كرد: اى سرور من! آيا خداوند قبل از آفريدن ساكت بود و حرف نمى‏زد و سپس سخن گفت: امام رضا (عليه السلام) فرمودند: سكوت زمانى معنا دارد كه قبل از آن سخن باشد و مثل اين كه به چراغ گفته نمى‏شود: او ساكت است و سخن نمى‏گويد و گفته نمى‏شود: چراغ، در آن چه انجام مى‏دهد براى ما نورانى مى‏كند، زيرا روشنايى از چراغ نه كار او و نه وجود است، بلكه چراغ وقتى به ما نور مى‏دهد، چيزى جز نور نيست و مى‏گوييم: چراغ به ما نور داد تا جايى كه به وسيله او نور گرفتيم و با اين مثلا كار تو روشن شد. عمران صائبى عرض كرد: اى سرور من! به نظر من، با آفرينش مخلوقات، وجود خداوند در كارى كه انجام مى‏دهد از حالى به حالى ديگر تغيير مى‏كند. امام فرمودند: اى عمران! اين كه گفتى وجود خداوند تغيير مى‏كند تا جايى كه ذات او نيز دچار تحول مى‏شود، موضوع غير ممكنى است. اى عمران! آيا آتش در نوع تغيير دادن اشياء تغيير مى‏كند؟ و يا حرارت خود را مى‏سوزاند؟ آيا شخص بينايى را ديده‏اى كه بينايى خود را ديده باشد؟ عمران عرض كرد: اين را نديده‏ام. اى سرور من! به من خبر مى‏دهيد كه آيا او در مخلوقات يا مخلوقات در او است؟ امام فرمودند: اى عمران! خداوند بالاتر از آن است، (يعنى) نه او در مخلوقات و نه مخلوقات در او مى‏باشد و خداوند از اين سخنان برتر است. من چيزى به شما ياد مى‏دهم كه خداوند را به آن بشناسى و نيرو و قدرتى به جز خداوند وجود ندارد. از آينه به من خبر بده كه آيا تو در آينه هستى يا آينه در تو است؟ و اگر هيچ كدام در هم نيستيد، پس چگونه به وسيله آينه خود را مى‏بينى؟ عمران عرض كرد: به وسيله نورى كه ميان من و آينه وجود دارد فرمودند: آيا نورى كه در آينه وجود دارد بيشتر از آن چه در چشمانت است، مى‏بينى؟ عرض كرد: بله. آن حضرت فرمودند: من نور را فقط اين مى‏دانم كه مثل آينه شما را نسبت به خودتان راهنمايى مى‏كند، بدون اين كه هر كدام از شما در ديگرى باشد. البته مثال‏هاى زيادى غير از اين وجود دارد كه انسان نادان سختى در اين موضوع پيدا نمى‏كند و خداوند داراى مثال برترى است. سپس امام رضا (عليه السلام) رو به مأمون كرده و فرمودند: وقت نماز رسيده است. عمران صائبى عرض كرد: اى سرور من! سؤالات مرا قطع مفرماييد، كه (با پاسخ‏هاى شما) قلب من نرم شده است. امام رضا (عليه السلام) فرمودند: نماز مى‏خوانيم و بر مى‏گرديم. پس آن حضرت برخاستند و مأمون نيز بلند شد. آن حضرت به داخل (اتاق) رفته و نماز خواندند و در بيرون همگى پشت سر محمد بن جعفر نماز خواندند و سپس برگشتند. امام رضا (عليه السلام) (بعد از نماز) به مجلس برگشتند و عمران را صدا زدند و فرمودند: اى عمران! سؤال خود را بپرس، عمران صائبى عرض كرد: اى سرور من! آيا به من از خداوند خبر مى‏دهى كه آيا او به ذات يا به صفت يگانه است؟ امام رضا (عليه السلام) فرمودند: خداوند به وجود آورنده يگانه‏اى است كه از اول بوده است و هيچ وقت كسى با او نبوده است، يگانه‏اى كه دومى ندارد. نه شناخته شده نه ناشناخته، نه محكم و نه متشابه، نه ياد شده و نه فراموش شده و نه چيزى است كه نام چيزى از چيزها بر او گذاشته شود. نه از زمانى تا زمانى وجود دارد، نه به سوى چيزى استحكام دارد و نه به چيزى تكيه زده است و نه در چيزى كه بر او قطع مى‏شود، صفات ايجاد شده هستند كه هر كس مى‏خواهد، مى‏فهميد. پس بفهم كه به وجود آوردن، خواست و اراده همگى يك معنا دارند، و فقط نام‏هايشان متفاوت است و اولين اختراع، اراده و خواست او حروفى است كه براى هر چيزى و راهنمايى براى هر درك شده‏اى و جدا كننده‏اى براى هر مشكلى قرار داده است و آن حروف جدا كننده هر نام حق و باطل يا انجام يا انجام شده يا معنا يا غير معنا مى‏باشد كه تمام امور به دور او جمع شده‏اند و براى حروف در به وجود آمدنشان معنايى به غير خودشان و وجودشان ختم مى‏گردد، زيرا آنها با اختراع به وجود آمده‏اند و نور در اين جايگاه اولى كار خداوندى است كه نور آسمان‏ها و زمين مى‏باشد و حروف همان چيزى هستند كه به وسيله اين كار، انجام شده‏اند و آن حروف همان سخن خداوند است و تمام آنها از سوى خداوند است كه به مخلوقات خود ياد داده است و آن سى و سه حروف مى‏باشد كه بيست و هشت حرف آن عربى هستند كه از ميان آنها بيست و دو حرف به زبان سريانى و عبرى دلالت مى‏كند و پنج حرف در ديگر زبان‏هاى غير عربى وارد شده است و آن پنج حرف از زبان ديگر گرفته شده‏اند كه در مجموع سى و سه حرف مى‏باشند. اما اين پنج حرف مورد اختلاف، به علت‏هايى جايز نيست كه بيشتر از آن چه درباره آنها گفتيم، گفته شود. سپس بعد از شمردن آن حروف و محكم كردن عددشان، كار را از آنها به وجود آورد مثل سخن خداوند كه فرموده است: باش، پس موجود شد. و منظور از (باش) ساختن و آن چيزى است كه به وسيله او شناخته مى‏شود. پس اولين آفريده خداوند، به وجود آوردن (و اختراع) است كه داراى وزن، حركت، شنيدنى، رنگ و حس نيست. آفريده دوم، حروف هستند كه وزن و رنگ ندارند، اما شنيدنى، قابل توصيف و غير قابل نگاه كردن هستند و آفريده سوم، تمام انواع مى‏باشند كه حس شدنى، قابل لمس، چشيدنى و قابل نگاه كردن به آن هستند و خداوند بر اختراع آنها مقدم شده است، زيرا قبل از خداوند و همراه او چيزى وجود نداشت و اختراع حروف بر غير خودشان دلالت نمى‏كند؟ فرمودند: به خاطر اين كه خداوند چيزى را از ميان حروف براى غير معنا جمع نمى‏كند. زمانى كه از ميان آنها چهار، پنج، شش، كمتر يا بيشتر را براى معناى ديگرى جمع نكرده بود، فراهم كند، فقط بر معناى حدثى دلالت مى‏كند كه قبل از آن چيزى نبوده است. عمران صائبى عرض كرد: ما چگونه مى‏توانيم آن را بشناسيم. امام فرمودند: راه شناخت اين است: زمانى كه حروف را به زبان مى‏آورى، اگر معناى جز همان حروف را در نظر نداشته باشى، آنها را به تنها مى‏گويى: ا، ب، ت، ث، ج، ح، خ تا اين به آخر حروف برسى. پس در اين حروف، معنايى جز خودشان وجود ندارد. اما زمانى كه آنها را به يكديگر ارتباط دهى و چند حرف را كنار يكديگر جمع كنى و يك اسم و صفت براى آنها به جهت معنايى قرار دهى، اين حروف بر آن معناى دلالت مى‏كنند و به چيزى دعوت مى‏كنند كه به همان چيز توصيف شده‏اند. آيا اين را فهميدى؟ جواب داد: بله. امام رضا (عليه السلام) فرمودند: و خوب بدان كه هيچ صفتى براى غير موصوف خود و هيچ اسمى براى غير معناى خود و اندازه مثل مربع، مثلث و شش گوشه دلالت مى‏كنند و بر احاطه دلالت ندارند، زيرا شناخت خداوند با صفات و اسامى آنها فهميده مى‏شود و با اندازه‏گيرى به وسيله طول، عرض، كمى، زيادى، رنگ، وزن و مانند آن به دست نمى‏آيد و مانند اين موضوعات، چيزى بر خداوند جارى نمى‏شود، تا مخلوقاتش او را بر اساس ضرورتى كه بيان كرديم بشناسانند، اما با صفات به خداوند راهنمايى مى‏شود و با اسامى درك مى‏گردد و با مخلوقاتش بر او دلالت مى‏شود، تا جايى كه جستجوگر شكاك نيازى به ديدن با چشم، شنيدن با گوش، لمس كردن با دست و تسلط با دل نداشته باشد. اگر صفات الهى راهنماى او نباشند و نام‏هايش به سوى او دعوت نكنند و نشانه‏هاى آفرينش او را به معنا معرفى نسازد، به طور يقين عبادت بندگان براى اسامى و صفات او و نه براى ذاتش خواهد بود و در غير اين صورت، خداى يگانه غير از اين خدا خواهد بود، زيرا نام و صفات الهى غير از او هستند. آيا فهميدى؟ عرض كردن اى سرور من! زيادتر بفرماييد. امام فرمودند: از سخن نادانان و كوردلان و گمراهان كه خيال مى‏كنند خداوند در آخرت براى حساب، عذاب و پاداش وجود دارد، اما در دنيا براى اطاعت و اميدوارى وجود ندارد، دورى كن و اگر در خداوند نقصى وجود داشته باشد، در آخرت خداوندى وجود نداشت، اما از سخن حق چون نمى‏دانستند، گمراه شده و نابينا و كر شدند و اين همان سخن خداوند است كه فرموده است: كسى كه در اين دنيا نابينا باشد، در آخرت نابيناتر و گمراه‏تر خواهد بود.(270) يعنى از حقيقت‏هايى كه وجود دارد، نابينا مى‏شود و خردمندان مى‏دانند كه دليل بر آن چه وجود دارد، فقط به آن چه در اين جا هست، مى‏باشد و كسى آگاهى يافتن به آن را از نظر خودش و فهم آن را از خود نه غير خودش پيدا كند، فقط از آن چيز دور خواهد شد، زيرا خداوند علم آن را نزد گروهى قرار داده است كه تفكر مى‏كنند و مى‏فهمند. عمران صائبى عرض كرد: اى سرور من! به من بفرماييد كه آيا اختراع، (خودش) به وجود آمده يا خير؟ آن حضرت فرمودند: اختراع، خود آفريده ساكنى است كه با سكون شناخته نمى‏شود و از آن جهت كه چيزى است كه به وجود آمده، آفريده شده است و خداوند آن را ايجاد كرده و آفريده است خداوند و آفريده‏اش وجود داشتند و چيز سومى در ميان آنها نبود و آن چه خداوند آفريده است، فقط مخلوق او مى‏باشد و مخلوقات الهى ساكن، در حركت، گوناگون، شبيه به هم معلوم و متشابه هستند و آن چه بر او حدى واقع شود، آفريده خداوند است و بفهم هر چيزى كه حواس آن را درك مى‏كند، براى حواس قابل درك است و هر حسى بر آن چه خداوند براى درك او قرار داده است، دلالت مى‏كند و فهم قلبى به تمام آنها دلالت خواهد كرد و بفهم (خداى) يكتايى كه بدون تقدير و اندازه استوار است، مخلوقاتى را به تقدير و اندازه آفريده است و آن چه را آفريده، دو چيز بود، يكى اندازه (تقدير) و ديگرى اندازه‏گيرى شده (مقدر). پس در هيچ كدام از آن دو رنگ، ذوق و وزن نمى‏باشد و يكى از آن دو را قابل درك براى ديگرى قرار داد. و خداوند چيز تنهايى را نيافريد كه متكى به خودش باشد و خودش بر خود و اثبات وجودش دلالت كند و خداوند (خودش) يگانه‏اى است كه دومى همراه او نيست تا او را استوار نمايد و كسى او را يارى كند و نگه دارد و بعضى از مخلوقات الهى به اذن پروردگار عهده دار نگه دارى از بعضى ديگر هستند و مردم در اين زمينه آن چنان اختلاف كردند كه گمراه شده، سرگردان گشته و براى رهايى از تاريكى پيرامون توصيف الهى با صفات خودشان در تاريكى افتادند و از حق دور شدند و اگر خداوند را با صفات خودش و مخلوقات را با صفات خودشان توصيف مى‏كردند، به فهم و يقين مى‏رسيدند و اختلاف نمى‏كردند، و از آن حالت سرگردان و دگرگون گشتند و خداوند هر كس را بخواهد به راه راست هدايت مى‏كند.

عمران صائبى عرض كرد: اى سرور من! شهادت مى‏دهم كه خداوند آن گونه است كه شما توصيف كرديد اما يك سؤال ديگر براى من باقى مانده است. آن حضرت فرمودند: هر چه مى‏خواهى بپرس. او پرسيد: از شما درباره حكيم سؤال دارم كه او در چه چيزى است و آيا چيزى به او تسلط دارد و آيا از چيزى به چيزى تبديل مى‏شود و آيا به چيزى نياز پيدا مى‏كند؟ امام فرمودند: اى عمران! به تو مى‏گويم كه درباره آن چه سؤال كردى، فكر كن، زيرا اين سؤال مشكل‏ترين سؤالى است كه بر مخلوقات وارد مى‏شود و كسى كه عقل او پريشان و عملش اندك است، آن را درك نمى‏كند، اما خردمندان عدالت پيشه، قدرت درك آن را دارند. اما نسبت به اولين سؤال (مى‏گويم:) اگر خداوند آن چه را آفريده است، به خاطر نيازش به آن چيز بود، صحيح بود كه گفته شود: خداوند به دليل نيازى كه به مخلوقات داشت، آنها را آفريده است، اما خداوند هيچ چيز را براى نياز خود نيافريده است. او هميشه ثابت مى‏باشد به طورى كه نه در چيزى و نه بر چيزى قرار ندارد، مگر اين كه مخلوقات در ميان يكديگر قرار گرفته، بعضى داخل بعضى ديگر يا خارج گشته‏اند و خداوند با قدرت خود همه را حفظ كرده است. او در چيزى در نيامده و از چيزى هم خارج نشده است. حفظ مخلوقات براى او دشوار نيست و از نگهدارى آن ناتوان نمى‏باشد و فقط پيامبران، رازداران، نگهبانان امر الهى، خزانه داران، كسانى كه دين او را بر عهده گرفتند، مخلوقات ديگرى از آن آگاهى ندارند. دستور الهى به اندزه يك چشم به هم زدن و يا كم‏تر انجام مى‏شود و زمانى كه بخواهد وجود چيزى را اراده كند فقط مى‏گويد: موجود شو و آن چيز نيز به اراده خداوند به وجود مى‏آيد و هيچ چيزى از مخلوقات به چيز ديگر به او نزديك‏تر نيست و هيچ چيزى نسبت به چيز ديگر از او دورتر نمى‏باشد. اى عمران! آيا خوب فهميدى؟ عرض كرد: بله، اى سرور من! شهادت مى‏دهم كه خداوند آن گونه است كه شما او را توصيف كردى و يگانه قرار دادى و شهادت مى‏دهم كه محمد بنده‏اى است كه براى هدايت و دين بر حق فرستاده شده است و سپس به طرف قبله سجده كرد و اسلام آورد.

حسن بن محمد نوفلى مى‏گويد: زمانى كه دانشمندان علم كلام سخنان عمران صائبى را شنيدند كه بسيار اهل مجادله بود و كسى نتوانسته بود دلائل او را باطل كند (اما با اين حال چگونه اسلام آورد.) به امام رضا (عليه السلام) نزديك نشدند و سؤالى نپرسيدند و ما روز را به شب رسانيدم. مردم پراكنده شدند و امام رضا (عليه السلام) و مأمون داخل شدند. من با گروهى از يارانم بودم كه ناگهان محمد بن جعفر شخصى را به نزد من فرستاد و گفت: اى نوفلى! آيا ديدى كه دوست تو، چه دلائلى آورد، به خدا قسم گمان نمى‏كردم على بن موسى در اين زمينه آگاهى داشته باشد و اين كه در مدينه پيرامون اين موضوعات بحث‏هايى كرده باشد و يا بزرگان علم كلام به نزد ايشان آمده باشند. گفتم: حاجيان (زيادى) به نزد آن حضرت مى‏آمدند و سؤالات حلال و حرام خود را از ايشان مى‏پرسيدند و ايشان جواب مى‏دادند و هر كس براى نيازى مى‏آمد، ايشان پاسخ او را مى‏دادند. محمد بن جعفر گفت: اى ابا محمد! من مى‏ترسم كه اين مرد (مأمون) نسبت به ايشان حسادت بورزد و به ايشان سم بخوراند و يا بلاى ديگر انجام دهد، پس به ايشان بگو كه از اين چيزها دست بكشد، گفتم: ايشان از من قبول نمى‏كنند و اين مرد (مأمون) خواست كه ايشان را امتحان كند تا بداند كه آيا از دانش پدرانش نزد او هست. محمد بن جعفر به من گفت: به ايشان بگو كه عموى تو از اين موضوع نگران است و دوست دارد كه به خاطر علت‏هايى از اين چيزها دست بكشى. زمانى كه به منزل امام رضا (عليه السلام) رفتم، آن چه عموى ايشان گفته بود به عرضشان رساندم. آن حضرت لبخندى زدند و فرمودند: خداوند عموى مرا حفظ كند، مرا از اين موضوع مطلع نساخته بود كه چرا نگران است؟ اى جوان! به نزد عمران صائبى برو و او را به نزد من بياور. عرض كردم: فداى شما شوم. مكان او را مى‏دانم كه نزد بعضى از برادران شيعه ما مى‏باشد. آن فرمودند: اشكالى ندارد، با حيوانى او را بياوريد. به نزد عمران صائبى رفتم و او را به نزد امام آوردم، آن حضرت به او خوش آمد گفتند و لباسى خواستند و بر او پوشاندند و ده هزار درهم را طلب كردند و به او بخشيدند. به ايشان عرض كردم: فداى شما شوم! مانند كار جد خود امير مؤمنان على (عليه السلام) انجام داديد. ايشان فرمودند: ما اين گونه دوست داريم كه انجام دهيم. سپس او را شب (براى شام) دعوت كردند. من سمت راست و عمران سمت چپ ايشان نشسته بوديم تا زمانى كه (غذا خوردن) تمام شد. آن حضرت به عمران فرمودند: به خانه خود برو و فردا صبح به نزد ما بيا تا غذاى مدينه به تو بدهيم. عمران صائبى بعد از اين جريان، دانشمندان علم كلام را به دور خود جمع مى‏كرد و دليل آنها را باطل مى‏كرد و به جايى رسيد كه از او دورى مى‏كردند (قدرت رويارويى با او را نداشتند.) مأمون (نيز) ده هزار درهم به او داد. فضل (وزير مأمون) ثروتى را به نزد او فرستاد و امام رضا (عليه السلام) او را مسؤول صدقات (خمس و زكات) در منطقه بلخ نمودند كه در همان جا از دنيا رفت.