صحيفه کامله سجاديه

ترجمه و شرح: ميرزا ابوالحسن شعرانى

- ۱۶ -


43 وَ كَانَ مِنْ دُعَائِهِ عَلَيْهِ السَّلامُ إِذَا نَظَرَ إِلَى الْهِلالِ:

(1) أَيُّهَا الْخَلْقُ الْمُطِيعُ، الدَّائِبُ السَّرِيعُ، الْمُتَرَدِّدُ فِى مَنَازِلِ التَّقْدِيرِ، الْمُتَصَرِّفُ فِى فَلَكِ التَّدْبِيرِ.
(2) آمَنْتُ بِمَنْ نَوَّرَ بِكَ الظُّلَمَ، وَ أَوْضَحَ بِكَ الْبُهَمَ، وَ جَعَلَكَ آيَةً مِنْ آيَاتِ مُلْكِهِ، وَ عَلامَةً مِنْ عَلامَاتِ
سُلْطَانِهِ، وَ امْتَهَنَكَ بِالزِّيَادَةِ وَ النُّقْصَانِ، وَ الطُّلُوعِ وَ الْأُفُولِ، وَ الْإِنَارَةِ وَ الْكُسُوفِ، فِى كُلِّ ذَلِكَ أَنْتَ لَهُ مُطِيعٌ، وَ إِلَى إِرَادَتِهِ سَرِيعٌ
(3) سُبْحَانَهُ مَا أَعْجَبَ مَا دَبَّرَ فِى أَمْرِكَ وَ أَلْطَفَ مَا صَنَعَ فِى شَأْنِكَ جَعَلَكَ مِفْتَاحَ شَهْرٍ حَادِثٍ لِأَمْرٍ حَادِثٍ
(4) فَأَسْأَلُ اللَّهَ رَبِّى وَ رَبَّكَ، وَ خَالِقِى وَ خَالِقَكَ، وَ مُقَدِّرِى وَ مُقَدِّرَكَ، وَ مُصَوِّرِى وَ مُصَوِّرَكَ: أَنْ يُصَلِّىَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ، وَ أَنْ يَجْعَلَكَ هِلالَ بَرَكَةٍ لا تَمْحَقُهَا الْأَيَّامُ، وَ طَهَارَةٍ لا تُدَنِّسُهَا الاْثَامُ
(5) هِلالَ أَمْنٍ مِنَ الاْفَاتِ، وَ سَلامَةٍ مِنَ السَّيِّئَاتِ، هِلالَ سَعْدٍ لا نَحْسَ فِيهِ، وَ يُمْنٍ لا نَكَدَ مَعَهُ، وَ يُسْرٍ لا يُمَازِجُهُ عُسْرٌ، وَ خَيْرٍ لا يَشُوبُهُ شَرٌّ، هِلالَ أَمْنٍ وَ إِيمَانٍ وَ نِعْمَةٍ وَ إِحْسَانٍ وَ سَلامَةٍ وَ إِسْلامٍ.
(6) اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ، وَ اجْعَلْنَا مِنْ أَرْضَى مَنْ طَلَعَ عَلَيْهِ، وَ أَزْكَى مَنْ نَظَرَ إِلَيْهِ، وَ أَسْعَدَ مَنْ تَعَبَّدَ لَكَ فِيهِ، وَ وَفِّقْنَا فِيهِ لِلتَّوْبَةِ، وَ اعْصِمْنَا فِيهِ مِنَ الْحَوْبَةِ، وَ احْفَظْنَا فِيهِ مِنْ مُبَاشَرَةِ مَعْصِيَتِكَ
(7) وَ أَوْزِعْنَا فِيهِ شُكْرَ نِعْمَتِكَ، وَ أَلْبِسْنَا فِيهِ جُنَنَ الْعَافِيَةِ، وَ أَتْمِمْ عَلَيْنَا بِاسْتِكْمَالِ طَاعَتِكَ فِيهِ الْمِنَّةَ، إِنَّكَ الْمَنَّانُ الْحَمِيدُ، وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ.

ترجمه دعاى چهل و سوم: دعاى آن حضرت (عليه السلام) چون جانب ماه نو مى نگريست (105)

1. (خطاب آن حضرت به ماه اى آفريده فرمانبر،(106) و رونده سبك سير،(107) به اندازه منزلها مى نوردى،(108) و به چاره گرى در چرخ مى گردى.(109)
2. ايمان آوردم به كسى كه تاريكيها را به تو روشن كرد، و نهان ها را به فروغ تو آشكار ساخت، و تو را يكى از نشانه هاى پادشاهى و علائم ملك خود گردانيد و تو را به فزايش و كاهش (110) و طلوع و غروب و فروزندگى و گرفتگى رام ساخت، در همه حالات فرمانبردار او بودى و به سوى اراده او شتافتى.
3. پاك است خداوند! در كار تو شگفت تدبيرى كرده و لطيف هنرى به كارى برده است. تو را كليد ماه نو ساخته و براى كارى تازه پرداخته.
4. پس مى خواهم از خداوند كه پروردگار من و توست، و آفريننده من و تو و اندازه گير كار من و تو، و نگارنده من و تو كه درود بر محمد و خاندان او فرستد.
5. و تو را ماهى خجسته گرداند كه با گذشتن روزها خجستگى آن پايدار ماند، و ماه پاكى كه گناه آن را پليد نكند. از آسيبها ايمن، و از معاصى بر گزند گذرد. ماه نوى با شكون باشد بى هيچ نحوست. و فرخنده بى هيچ شومى و ماه آسانى كه سختى با آن آميخته نگردد و خيرى كه بشر آلوده نشود. ماه نوى كه امن و ايمان در بر دارد و به نعمت و احسان و تندرستى و اسلام ممتاز باشد.
6. خدايا درود بر محمد و آل او فرست، و ما را از جمله پسنديده ترين كسانى قرار ده كه ماه بر آنها طلوع كرد، و از پاكترين مردمى كه سوى آن نگريستند، و نيكبخت ترين بندگانى كه در اين ماه عبادت تو كردند.
7. و ما را توفيق توبه ده و از گناه دور دار و از معصيت حفظ كن و به شكر نعمت توفيق ده و در دل ما انداز كه شكر نعمت گذاريم و ما را به سپر عافيت بپوشان و در اين ماه به طاعت و عبادت كامل نعمت خود را بر ما تمام كن، تويى بخشنده نعمت، مستحق سپاس بسيار و صلى الله على محمد و آله الطيبين الطاهرين.

44 وَ كَانَ مِنْ دُعَائِهِ عَلَيْهِ السَّلامُ إِذَا دَخَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ:

(1) الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى هَدَانَا لِحَمْدِهِ، وَ جَعَلَنَا مِنْ أَهْلِهِ لِنَكُونَ لِإِحْسَانِهِ مِنَ الشَّاكِرِينَ، وَ لِيَجْزِيَنَا عَلَى ذَلِكَ جَزَاءَ الْمُحْسِنِينَ
(2) وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى حَبَانَا بِدِينِهِ، وَ اخْتَصَّنَا بِمِلَّتِهِ، وَ سَبَّلَنَا فِى سُبُلِ إِحْسَانِهِ لِنَسْلُكَهَا بِمَنِّهِ إِلَى رِضْوَانِهِ، حَمْدا يَتَقَبَّلُهُ مِنَّا، وَ يَرْضَى بِهِ عَنَّا
(3) وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى جَعَلَ مِنْ تِلْكَ السُّبُلِ شَهْرَهُ شَهْرَ رَمَضَانَ، شَهْرَ الصِّيَامِ، وَ شَهْرَ الْإِسْلامِ، وَ شَهْرَ الطَّهُورِ، وَ شَهْرَ التَّمْحِيصِ، وَ شَهْرَ الْقِيَامِ الَّذِى أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ، هُدًى لِلنَّاسِ، وَ بَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَ الْفُرْقَانِ
(4) فَأَبَانَ فَضِيلَتَهُ عَلَى سَائِرِ الشُّهُورِ بِمَا جَعَلَ لَهُ مِنَ الْحُرُمَاتِ الْمَوْفُورَةِ، وَ الْفَضَائِلِ الْمَشْهُورَةِ، فَحَرَّمَ فِيهِ مَا أَحَلَّ فِى غَيْرِهِ إِعْظَاما، وَ حَجَرَ فِيهِ الْمَطَاعِمَ وَ الْمَشَارِبَ إِكْرَاما، وَ جَعَلَ لَهُ وَقْتا بَيِّنا لا يُجِيزُ - جَلَّ وَ عَزَّ - أَنْ يُقَدَّمَ قَبْلَهُ، وَ لا يَقْبَلُ أَنْ يُؤَخَّرَ عَنْهُ.
(5) ثُمَّ فَضَّلَ لَيْلَةً وَاحِدَةً مِنْ لَيَالِيهِ عَلَى لَيَالِى أَلْفِ شَهْرٍ، وَ سَمَّاهَا لَيْلَةَ الْقَدْرِ، تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَ الرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلامٌ، دَائِمُ الْبَرَكَةِ إِلَى طُلُوعِ الْفَجْرِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ بِمَا أَحْكَمَ مِنْ قَضَائِهِ.
(6) اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ، وَ أَلْهِمْنَا مَعْرِفَةَ فَضْلِهِ وَ إِجْلالَ حُرْمَتِهِ، وَ التَّحَفُّظَ مِمَّا حَظَرْتَ فِيهِ، وَ أَعِنَّا عَلَى صِيَامِهِ بِكَفِّ الْجَوَارِحِ عَنْ مَعَاصِيكَ، وَ اسْتِعْمَالِهَا فِيهِ بِمَا يُرْضِيكَ حَتَّى لا نُصْغِىَ بِأَسْمَاعِنَا إِلَى لَغْوٍ، وَ لا نُسْرِعَ بِأَبْصَارِنَا إِلَى لَهْوٍ
(7) وَ حَتَّى لا نَبْسُطَ أَيْدِيَنَا إِلَى مَحْظُورٍ، وَ لا نَخْطُوَ بِأَقْدَامِنَا إِلَى مَحْجُورٍ، وَ حَتَّى لا تَعِىَ بُطُونُنَا إِلا مَا أَحْلَلْتَ، وَ لا تَنْطِقَ أَلْسِنَتُنَا إِلا بِمَا مَثَّلْتَ، وَ لا نَتَكَلَّفَ إِلا مَا يُدْنِى مِنْ ثَوَابِكَ، وَ لا نَتَعَاطَى إِلا الَّذِى يَقِى مِنْ عِقَابِكَ، ثُمَّ خَلِّصْ ذَلِكَ كُلَّهُ مِنْ رِئَاءِ الْمُرَائِينَ، وَ سُمْعَةِ الْمُسْمِعِينَ، لا نَشْرَكُ فِيهِ أَحَدا دُونَكَ، وَ لا نَبْتَغِى فِيهِ مُرَادا سِوَاكَ.
(8) اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ، وَ قِفْنَا فِيهِ عَلَى مَوَاقِيتِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ بِحُدُودِهَا الَّتِى حَدَّدْتَ، وَ فُرُوضِهَا الَّتِى فَرَضْتَ، وَ وَظَائِفِهَا الَّتِى وَظَّفْتَ، وَ أَوْقَاتِهَا الَّتِى وَقَّتَّ
(9) وَ أَنْزِلْنَا فِيهَا مَنْزِلَةَ الْمُصِيبِينَ لِمَنَازِلِهَا، الْحَافِظِينَ لِأَرْكَانِهَا، الْمُؤَدِّينَ لَهَا فِى أَوْقَاتِهَا عَلَى مَا سَنَّهُ عَبْدُكَ وَ رَسُولُكَ - صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ وَ آلِهِ - فِى رُكُوعِهَا وَ سُجُودِهَا وَ جَمِيعِ فَوَاضِلِهَا عَلَى أَتَمِّ الطَّهُورِ وَ أَسْبَغِهِ، وَ أَبْيَنِ الْخُشُوعِ وَ أَبْلَغِهِ.
(10) وَ وَفِّقْنَا فِيهِ لِأَنْ نَصِلَ أَرْحَامَنَا بِالْبِرِّ وَ الصِّلَةِ، وَ أَنْ نَتَعَاهَدَ جِيرَانَنَا بِالْإِفْضَالِ وَ الْعَطِيَّةِ، وَ أَنْ نُخَلِّصَ أَمْوَالَنَا مِنَ التَّبِعَاتِ، وَ أَنْ نُطَهِّرَهَا بِإِخْرَاجِ الزَّكَوَاتِ، وَ أَنْ نُرَاجِعَ مَنْ هَاجَرَنَا، وَ أَنْ نُنْصِفَ مَنْ ظَلَمَنَا، وَ أَنْ نُسَالِمَ مَنْ عَادَانَا حَاشَى مَنْ عُودِىَ فِيكَ وَ لَكَ، فَإِنَّهُ الْعَدُوُّ الَّذِى لا نُوَالِيهِ، وَ الْحِزْبُ الَّذِى لا نُصَافِيهِ.
(11) وَ أَنْ نَتَقَرَّبَ إِلَيْكَ فِيهِ مِنَ الْأَعْمَالِ الزَّاكِيَةِ بِمَا تُطَهِّرُنَا بِهِ مِنَ الذُّنُوبِ، وَ تَعْصِمُنَا فِيهِ مِمَّا نَسْتَأْنِفُ
مِنَ الْعُيُوبِ، حَتَّى لا يُورِدَ عَلَيْكَ أَحَدٌ مِنْ مَلائِكَتِكَ إِلا دُونَ مَا نُورِدُ مِنْ أَبْوَابِ الطَّاعَةِ لَكَ، وَ أَنْوَاعِ الْقُرْبَةِ إِلَيْكَ.
(12) اللَّهُمَّ إِنِّى أَسْأَلُكَ بِحَقِّ هَذَا الشَّهْرِ، وَ بِحَقِّ مَنْ تَعَبَّدَ لَكَ فِيهِ مِنِ ابْتِدَائِهِ إِلَى وَقْتِ فَنَائِهِ: مِنْ مَلَكٍ قَرَّبْتَهُ، أَوْ نَبِيٍّ أَرْسَلْتَهُ، أَوْ عَبْدٍ صَالِحٍ اخْتَصَصْتَهُ، أَنْ تُصَلِّىَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ، وَ أَهِّلْنَا فِيهِ لِمَا وَعَدْتَ أَوْلِيَاءَكَ مِنْ كَرَامَتِكَ، وَ أَوْجِبْ لَنَا فِيهِ مَا أَوْجَبْتَ لِأَهْلِ الْمُبَالَغَةِ فِى طَاعَتِكَ، وَ اجْعَلْنَا فِى نَظْمِ مَنِ اسْتَحَقَّ الرَّفِيعَ الْأَعْلَى بِرَحْمَتِكَ.
(13) اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ، وَ جَنِّبْنَا الْإِلْحَادَ فِى تَوْحِيدِكَ، وَ الْتَّقْصِيرَ فِى تَمْجِيدِكَ، وَ الشَّكَّ فِى دِينِكَ، وَ الْعَمَى عَنْ سَبِيلِكَ، وَ الْإِغْفَالَ لِحُرْمَتِكَ، وَ الانْخِدَاعَ لِعَدُوِّكَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ
(14) اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ، وَ إِذَا كَانَ لَكَ فِى كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ لَيَالِى شَهْرِنَا هَذَا رِقَابٌ يُعْتِقُهَا عَفْوُكَ، أَوْ يَهَبُهَا صَفْحُكَ فَاجْعَلْ رِقَابَنَا مِنْ تِلْكَ الرِّقَابِ، وَ اجْعَلْنَا لِشَهْرِنَا مِنْ خَيْرِ أَهْلٍ وَ أَصْحَابٍ.
(15) اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ، وَ امْحَقْ ذُنُوبَنَا مَعَ امِّحَاقِ هِلالِهِ، وَ اسْلَخْ عَنَّا تَبِعَاتِنَا مَعَ انْسِلاخِ أَيَّامِهِ حَتَّى يَنْقَضِىَ عَنَّا وَ قَدْ صَفَّيْتَنَا فِيهِ مِنَ الْخَطِيئَاتِ، وَ أَخْلَصْتَنَا فِيهِ مِنَ السَّيِّئَاتِ.
(16) اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ، وَ إِنْ مِلْنَا فِيهِ فَعَدِّلْنَا، وَ إِنْ زُغْنَا فِيهِ فَقَوِّمْنَا، وَ إِنِ اشْتَمَلَ عَلَيْنَا عَدُوُّكَ الشَّيْطَانُ فَاسْتَنْقِذْنَا مِنْهُ.
(17) اللَّهُمَّ اشْحَنْهُ بِعِبَادَتِنَا إِيَّاكَ، وَ زَيِّنْ أَوْقَاتَهُ بِطَاعَتِنَا لَكَ، وَ أَعِنَّا فِى نَهَارِهِ عَلَى صِيَامِهِ، وَ فِى لَيْلِهِ عَلَى الصَّلاةِ وَ التَّضَرُّعِ إِلَيْكَ، وَ الْخُشُوعِ لَكَ، وَ الذِّلَّةِ بَيْنَ يَدَيْكَ حَتَّى لا يَشْهَدَ نَهَارُهُ عَلَيْنَا بِغَفْلَةٍ، وَ لا لَيْلُهُ بِتَفْرِيطٍ.
(18) اللَّهُمَّ وَ اجْعَلْنَا فِى سَائِرِ الشُّهُورِ وَ الْأَيَّامِ كَذَلِكَ مَا عَمَّرْتَنَا، وَ اجْعَلْنَا مِنْ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ، وَ الَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَ قُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ، أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ، وَ مِنَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِى الْخَيْرَاتِ وَ هُمْ لَهَا سَابِقُونَ.
(19) اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ، فِى كُلِّ وَقْتٍ وَ كُلِّ أَوَانٍ وَ عَلَى كُلِّ حَالٍ عَدَدَ مَا صَلَّيْتَ عَلَى مَنْ صَلَّيْتَ عَلَيْهِ، وَ أَضْعَافَ ذَلِكَ كُلِّهِ بِالْأَضْعَافِ الَّتِى لا يُحْصِيهَا غَيْرُكَ، إِنَّكَ فَعَّالٌ لِمَا تُرِيدُ.

ترجمه دعاى چهل و چهارم: دعاى آن حضرت (عليه السلام) چون ماه رمضان فرا مى رسيد

1. حمد خداوند را كه حمد خود را به ما آموخت و ما را شايسته آن گردانيد تا شكر احسان او بگذاريم و پاداش نيكوكاران به ما بدهد.
2. سپاس خداى را كه دين پسنديده خويش را به ما آموخت، و شريعت خود را مخصوص ما گردانيد و به فضل خود همه راه هاى نيكوكارى را براى ما هموار ساخت تا سوى خشنودى او شتابيم، سپاسى كه از ما بپذيرد و خشنود گردد.
3. سپاس خداى را كه ماه خود، ماه رمضان را يكى از اين راه ها قرار داد. ماه روز، ماه اطاعت، ماه پاكى، ماه آزمايش، ماه شب زنده دارى است. در اين ماه قرآن راهنماى مردم فرود آمد، با دليل هاى روشن كه ميان حق و باطل جدا كند.
4. و چون خداى حرمت اين ماه بسيار داشت و فضائل آن را آشكار ساخت، برترى آن را بر ديگر ماه ها ظاهر نمود و آن را بزرگ داشت، آن چه در آن ماه ها حلال است در اين ماه حرام فرمود و خوردن و آشاميدن را به احترام او منع كرد، وقت آن را معين و معلوم قرار داد كه اگر كسى وظيفه ما را بيشتر انجام دهد خداوند عز و جل آن را اجازت نفرمايد و اگر باز پس اندازد نپذيرد.
5. آنگاه يك شب از شب هاى آن را بر شب هاى هزار ماه فضلت نهاد و آن را شب قدر ناميد. فرشتگان و روح در اين شب به دستور پروردگار با همه چيز فرود مى آيند. درود و سلام به فرخندگى بر هر يك از بندگان كه بخواهد تا سپيده دم، اين حكم محكم اوست.
6. خدايا درود بر محمد و آل او فرست، و به ما الهام كن تا فضل او را بشناسيم و حرمت او را نگهداريم و از آنچه بر ما حرام كرده پرهيز كنيم و ما را بر روزه آن يارى ده تا دست به معصيت نيالاييم و ما را به هر كار كه تو را خشنود سازد بر گمار تا به سخنان بيهوده گوش فرا ندهيم و چشم سوى آنچه به كار نيايد نگشاييم.
7. و دست به حرام فرا نبريم، گام سوى كار ناشايست برنداريم در شكمهاى ما جز حلال نگنجد، و زبان ما به غير دستور و رضاى تو نگردد، جز در كارى كه به ثواب نزديك باشد نكوشيم، با آنچه ما را از عقاب تو نگه دارد دست فرا بريم، و باز اين اعمال ما را از خودنمايى رياكاران و شهرت جويى جاه طلبان پاك گردان، تا غير تو را در عمل خود شريك نسازيم، و مرادى غير تو نداشته باشيم.
8. خدايا درود بر محمد و آل او فرست، و ما را در اين ماه بر اوقات نمازهاى پنجگانه واقف گردان، با شرايطى كه مقرر فرمودى، و واجبات و آدابى كه در نماز قرار دادى و اوقاتى كه لازم شمردى.
9. و ما را توفيق ده كه منزلت هر كدام را درست بشناسيم و اركان آن را حفظ كنيم و هر يك را در وقت خود به دستور بنده و رسول تو، صلواتك عليه و آله، در ركوع و سجود و همه آداب و زيادات به جا آريم، به طهارتى هر چه تمامتر و كامل تر و خشوعى هر چه آشكارتر و بليغ ‌تر.
10. و ما را توفيق ده تا به نيكى و بخشش صله رحم كنيم و به احسان و عطا همسايگان را بنوازيم و اموال خود را از حقوق مردم پاك سازيم و به بيرون كردن زكات طاهر كنيم و با هر كس از ما بريده است آشتى كنيم و از هر كس ‍ به ما ستم كرده از مقتضاى انصاف در نگذريم و با دشمن دوست گرديم مگر دشمنى كه در راه تو و براى رضاى تو با او دشمنيم كه با او دوست نشويم و با او دل پاك نداريم.
11. آن قدر از اعمال پاك پيش تو آريم كه ما را از گناه پاك كنى و بعد از آن از عيوب باز دارى، چنان كه فرشتگان كمتر از ما طاعت آرند و موجبات قرب گذارند.
12. خدايا به حق اين ماه و به حق هر كه در اين ماه از آغاز تا انجام اطاعت تو كرد، از فرشته مقرب يا پيغمبر مرسل يا بنده صالح و برگزيده تو، درود بر محمد و خاندان او فرست و ما را شايسته آن كرامات گردان كه دوستان را نويد دادى و برخوردار كن از آن چه براى عابدان كوشنده در عبادت مقرر داشتى و در صف آنان قرارمان ده كه به رحمت تو سزاوار رتبه ارجمند گشتند.
13. خدايا درود بر محمد و آل او فرست، و ما را از حيرت و شك در توحيد خود دور دار و از تقصير در ستايش و سرگشتگى در دين، و گمراهى و بى مبالاتى در تعظيم خود حفظ كن تا فريب دشمن تو شيطان رجيم را نخوريم.
14. خدايا درود بر محمد و آل او فرست، و چون در هر شب از شبهاى اين ماه بندگانى به عفو تو آزاد ميشوند و آمرزيده مى گردند، ما را از آن بندگان گردان، و بهترين اصحاب اينماه قرار ده.
15. خدايا درود بر محمد و آل او فرست، و چون ماه به محاق (111) رسد و ناپديد گردد گناهان ما را هم ناپديد گردان و چون روزهاى آن به سلخ آيد، ما را از معاصى بيرون آور، چنان كه ماه بگذرد و تو ما را از گناهان پاك گردانيده و از خطاها خلاص كرده باشى.
16. خدايا درود بر محمد و آل او فرست، و اگر ما در اين ماه منحرف شديم تو ما را مستقيم گردان، و اگر به خطا افتاديم ما را به راه صواب دار،(112) و اگر دشمن تو شيطان نزد ما فزار آيد ما را رهايى ده.
17. خدايا! اين ماه را از عبادت ما سرشار كن، و اوقات آن را به طاعت ما آراسته گردان، و روزهاى ما را به روزه يارى كن، و شب به نماز و زارى و لابه و نياز و خوارى پيش تو، اعانت فرما چنان كه روز گواه بر غفلت ما نباشد، و هيچ شب شاهد تقصير ما نگردد.
18. خدايا! ما را در ساير ماهها و روزها تا عمر داريم بدين كارها موفق دار و ما را از بندگان شايسته خود گردان كه بهشت برين را به ميراث مى برند و جاودان در آن باشند، و از آنها كه هر چه دارند در راه خدا مى دهند و دلهاشان ترسان است كه سوى خدا باز مى گردند و از آنها كه در نيكى مى شتابند و بدان پيشى مى گيرند.
19. خدايا! درود بر محمد و آل او فرست، در هر هنگام و هر وقت، و به هر حال، به هر اندازه كه بر ديگران فرستادى، و چندين برابر آن چندان كه غير تو احصا نتواند كرد. انك فعال لما تريد.

45 وَ كَانَ مِنْ دُعَائِهِ عَلَيْهِ السَّلامُ فِى وَدَاعِ شَهْرِ رَمَضَانَ:

(1) اللَّهُمَّ يَا مَنْ لا يَرْغَبُ فِى الْجَزَاءِ
(2) وَ يَا مَنْ لا يَنْدَمُ عَلَى الْعَطَاءِ
(3) وَ يَا مَنْ لا يُكَافِئُ عَبْدَهُ عَلَى السَّوَاءِ.
(4) مِنَّتُكَ ابْتِدَاءٌ، وَ عَفْوُكَ تَفَضُّلٌ، وَ عُقُوبَتُكَ عَدْلٌ، وَ قَضَاؤُكَ خِيَرَةٌ
(5) إِنْ أَعْطَيْتَ لَمْ تَشُبْ عَطَاءَكَ بِمَنٍّ، وَ إِنْ مَنَعْتَ لَمْ يَكُنْ مَنْعُكَ تَعَدِّيا.
(6) تَشْكُرُ مَنْ شَكَرَكَ وَ أَنْتَ أَلْهَمْتَهُ شُكْرَكَ.
(7) وَ تُكَافِئُ مَنْ حَمِدَكَ وَ أَنْتَ عَلَّمْتَهُ حَمْدَكَ.
(8) تَسْتُرُ عَلَى مَنْ لَوْ شِئْتَ فَضَحْتَهُ، وَ تَجُودُ عَلَى مَنْ لَوْ شِئْتَ مَنَعْتَهُ، وَ كِلاهُمَا أَهْلٌ مِنْكَ لِلْفَضِيحَةِ وَ الْمَنْعِ غَيْرَ أَنَّكَ بَنَيْتَ أَفْعَالَكَ عَلَى التَّفَضُّلِ، وَ أَجْرَيْتَ قُدْرَتَكَ عَلَى التَّجَاوُزِ.
(9) وَ تَلَقَّيْتَ مَنْ عَصَاكَ بِالْحِلْمِ، وَ أَمْهَلْتَ مَنْ قَصَدَ لِنَفْسِهِ بِالظُّلْمِ، تَسْتَنْظِرُهُمْ بِأَنَاتِكَ إِلَى الْإِنَابَةِ، وَ تَتْرُكُ مُعَاجَلَتَهُمْ إِلَى التَّوْبَةِ لِكَيْلا يَهْلِكَ عَلَيْكَ هَالِكُهُمْ، وَ لا يَشْقَى بِنِعْمَتِكَ شَقِيُّهُمْ إِلا عَنْ طُولِ الْإِعْذَارِ إِلَيْهِ، وَ بَعْدَ تَرَادُفِ الْحُجَّةِ عَلَيْهِ، كَرَما مِنْ عَفْوِكَ يَا كَرِيمُ، وَ عَائِدَةً مِنْ عَطْفِكَ يَا حَلِيمُ.
(10) أَنْتَ الَّذِى فَتَحْتَ لِعِبَادِكَ بَابا إِلَى عَفْوِكَ، وَ سَمَّيْتَهُ التَّوْبَةَ، وَ جَعَلْتَ عَلَى ذَلِكَ الْبَابِ دَلِيلا مِنْ وَحْيِكَ لِئَلا يَضِلُّوا عَنْهُ، فَقُلْتَ - تَبَارَكَ اسْمُكَ -: تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَ يُدْخِلَكُمْ جَنَاتٍ تَجْرِى مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ.
(11) يَوْمَ لا يُخْزِى اللَّهُ النَّبِيَّ وَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ، نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَ بِأَيْمَانِهِمْ، يَقُولُونَ: رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا، وَ اغْفِرْ لَنَا، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. فَمَا عُذْرُ مَنْ أَغْفَلَ دُخُولَ ذَلِكَ الْمَنْزِلِ بَعْدَ فَتْحِ الْبَابِ وَ إِقَامَةِ الدَّلِيلِ؟
(12) وَ أَنْتَ الَّذِى زِدْتَ فِى السَّوْمِ عَلَى نَفْسِكَ لِعِبَادِكَ، تُرِيدُ رِبْحَهُمْ فِى مُتَاجَرَتِهِمْ لَكَ، وَ فَوْزَهُمْ بِالْوِفَادَةِ عَلَيْكَ، وَ الزِّيَادَةِ مِنْكَ، فَقُلْتَ - تَبَارَكَ اسْمُكَ وَ تَعَالَيْتَ -: مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا، وَ مَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى إِلا مِثْلَهَا.
(13) وَ قُلْتَ: مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِى كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ، وَ اللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ، وَ قُلْتَ: مَنْ ذَا الَّذِى يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضا حَسَنا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافا كَثِيرَةً. وَ مَا أَنْزَلْتَ مِنْ نَظَائِرِهِنَّ فِى الْقُرْآنِ مِنْ تَضَاعِيفِ الْحَسَنَاتِ.
(14) وَ أَنْتَ الَّذِى دَلَلْتَهُمْ بِقَوْلِكَ مِنْ غَيْبِكَ وَ تَرْغِيبِكَ الَّذِى فِيهِ حَظُّهُمْ عَلَى مَا لَوْ سَتَرْتَهُ عَنْهُمْ لَمْ تُدْرِكْهُ
أَبْصَارُهُمْ، وَ لَمْ تَعِهِ أَسْمَاعُهُمْ، وَ لَمْ تَلْحَقْهُ أَوْهَامُهُمْ، فَقُلْتَ: اذْكُرُونِى أَذْكُرْكُمْ، وَ اشْكُرُوا لِى وَ لا تَكْفُرُونِ، وَ قُلْتَ: لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ، وَ لَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِى لَشَدِيدٌ.
(15) وَ قُلْتَ: ادْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ، إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِى سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ، فَسَمَّيْتَ دُعَاءَكَ عِبَادَةً، وَ تَرْكَهُ اسْتِكْبَارا، وَ تَوَعَّدْتَ عَلَى تَرْكِهِ دُخُولَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ.
(16) فَذَكَرُوكَ بِمَنِّكَ، وَ شَكَرُوكَ بِفَضْلِكَ، وَ دَعَوْكَ بِأَمْرِكَ، وَ تَصَدَّقُوا لَكَ طَلَبا لِمَزِيدِكَ، وَ فِيهَا كَانَتْ نَجَاتُهُمْ مِنْ غَضَبِكَ، وَ فَوْزُهُمْ بِرِضَاكَ.
(17) وَ لَوْ دَلَّ مَخْلُوقٌ مَخْلُوقا مِنْ نَفْسِهِ عَلَى مِثْلِ الَّذِى دَلَلْتَ عَلَيْهِ عِبَادَكَ مِنْكَ كَانَ مَوْصُوفا بِالْإِحْسَانِ، وَ مَنْعُوتا بِالامْتِنَانِ، وَ مَحْمُودا بِكُلِّ لِسَانٍ، فَلَكَ الْحَمْدُ مَا وُجِدَ فِى حَمْدِكَ مَذْهَبٌ، وَ مَا بَقِىَ لِلْحَمْدِ لَفْظٌ تُحْمَدُ بِهِ، وَ مَعْنًى يَنْصَرِفُ إِلَيْهِ.
(18) يَا مَنْ تَحَمَّدَ إِلَى عِبَادِهِ بِالْإِحْسَانِ وَ الْفَضْلِ، وَ غَمَرَهُمْ بِالْمَنِّ وَ الطَّوْلِ، مَا أَفْشَى فِينَا نِعْمَتَكَ، وَ أَسْبَغَ عَلَيْنَا مِنَّتَكَ، وَ أَخَصَّنَا بِبِرِّكَ
(19) هَدَيْتَنَا لِدِينِكَ الَّذِى اصْطَفَيْتَ، وَ مِلَّتِكَ الَّتِى ارْتَضَيْتَ، وَ سَبِيلِكَ الَّذِى سَهَّلْتَ، وَ بَصَّرْتَنَا الزُّلْفَةَ لَدَيْكَ، وَ الْوُصُولَ إِلَى كَرَامَتِكَ
(20) اللَّهُمَّ وَ أَنْتَ جَعَلْتَ مِنْ صَفَايَا تِلْكَ الْوَظَائِفِ، وَ خَصَائِصِ تِلْكَ الْفُرُوضِ شَهْرَ رَمَضَانَ الَّذِى اخْتَصَصْتَهُ مِنْ سَائِرِ الشُّهُورِ، وَ تَخَيَّرْتَهُ مِنْ جَمِيعِ الْأَزْمِنَةِ وَ الدُّهُورِ، وَ آثَرْتَهُ عَلَى كُلِّ أَوْقَاتِ السَّنَةِ بِمَا أَنْزَلْتَ فِيهِ مِنَ الْقُرْآنِ وَ النُّورِ، وَ ضَاعَفْتَ فِيهِ مِنَ الْإِيمَانِ، وَ فَرَضْتَ فِيهِ مِنَ الصِّيَامِ، وَ رَغَّبْتَ فِيهِ مِنَ الْقِيَامِ، وَ أَجْلَلْتَ فِيهِ مِنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ الَّتِى هِىَ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ.
(21) ثُمَّ آثَرْتَنَا بِهِ عَلَى سَائِرِ الْأُمَمِ، وَ اصْطَفَيْتَنَا بِفَضْلِهِ دُونَ أَهْلِ الْمِلَلِ، فَصُمْنَا بِأَمْرِكَ نَهَارَهُ، وَ قُمْنَا بِعَوْنِكَ لَيْلَهُ، مُتَعَرِّضِينَ بِصِيَامِهِ وَ قِيَامِهِ لِمَا عَرَّضْتَنَا لَهُ مِنْ رَحْمَتِكَ، وَ تَسَبَّبْنَا إِلَيْهِ مِنْ مَثُوبَتِكَ، وَ أَنْتَ الْمَلِى ءُ بِمَا رُغِبَ فِيهِ إِلَيْكَ، الْجَوَادُ بِمَا سُئِلْتَ مِنْ فَضْلِكَ، الْقَرِيبُ إِلَى مَنْ حَاوَلَ قُرْبَكَ.
(22) وَ قَدْ أَقَامَ فِينَا هَذَا الشَّهْرُ مُقَامَ حَمْدٍ، وَ صَحِبَنَا صُحْبَةَ مَبْرُورٍ، وَ أَرْبَحَنَا أَفْضَلَ أَرْبَاحِ الْعَالَمِينَ، ثُمَّ قَدْ فَارَقَنَا عِنْدَ تَمَامِ وَقْتِهِ، وَ انْقِطَاعِ مُدَّتِهِ، وَ وَفَاءِ عَدَدِهِ.
(23) فَنَحْنُ مُوَدِّعُوهُ وِدَاعَ مَنْ عَزَّ فِرَاقُهُ عَلَيْنَا، وَ غَمَّنَا وَ أَوْحَشَنَا انْصِرَافُهُ عَنَّا، وَ لَزِمَنَا لَهُ الذِّمَامُ الْمَحْفُوظُ، وَ الْحُرْمَةُ الْمَرْعِيَّةُ، وَ الْحَقُّ الْمَقْضِيُّ، فَنَحْنُ قَائِلُونَ: السَّلامُ عَلَيْكَ يَا شَهْرَ اللَّهِ الْأَكْبَرَ، وَ يَا عِيدَ أَوْلِيَائِهِ.
(24) السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَكْرَمَ مَصْحُوبٍ مِنَ الْأَوْقَاتِ، وَ يَا خَيْرَ شَهْرٍ فِى الْأَيَّامِ وَ السَّاعَاتِ.
(25) السَّلامُ عَلَيْكَ مِنْ شَهْرٍ قَرُبَتْ فِيهِ الاْمَالُ، وَ نُشِرَتْ فِيهِ الْأَعْمَالُ.
(26) السَّلامُ عَلَيْكَ مِنْ قَرِينٍ جَلَّ قَدْرُهُ مَوْجُودا، وَ أَفْجَعَ فَقْدُهُ مَفْقُودا، وَ مَرْجُوٍّ آلَمَ فِرَاقُهُ.
(27) السَّلامُ عَلَيْكَ مِنْ أَلِيفٍ آنَسَ مُقْبِلا فَسَرَّ، وَ أَوْحَشَ مُنْقَضِيا فَمَضَّ
(28) السَّلامُ عَلَيْكَ مِنْ مُجَاوِرٍ رَقَّتْ فِيهِ الْقُلُوبُ، وَ قَلَّتْ فِيهِ الذُّنُوبُ.
(29) السَّلامُ عَلَيْكَ مِنْ نَاصِرٍ أَعَانَ عَلَى الشَّيْطَانِ، وَ صَاحِبٍ سَهَّلَ سُبُلَ الْإِحْسَانِ
(30) السَّلامُ عَلَيْكَ مَا أَكْثَرَ عُتَقَاءَ اللَّهِ فِيكَ، وَ مَا أَسْعَدَ مَنْ رَعَى حُرْمَتَكَ بِكَ
(31) السَّلامُ عَلَيْكَ مَا كَانَ أَمْحَاكَ لِلذُّنُوبِ، وَ أَسْتَرَكَ لِأَنْوَاعِ الْعُيُوبِ
(32) السَّلامُ عَلَيْكَ مَا كَانَ أَطْوَلَكَ عَلَى الْمُجْرِمِينَ، وَ أَهْيَبَكَ فِى صُدُورِ الْمُؤْمِنِينَ
(33) السَّلامُ عَلَيْكَ مِنْ شَهْرٍ لا تُنَافِسُهُ الْأَيَّامُ.
(34) السَّلامُ عَلَيْكَ مِنْ شَهْرٍ هُوَ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلامٌ
(35) السَّلامُ عَلَيْكَ غَيْرَ كَرِيهِ الْمُصَاحَبَةِ، وَ لا ذَمِيمِ الْمُلابَسَةِ
(36) السَّلامُ عَلَيْكَ كَمَا وَفَدْتَ عَلَيْنَا بِالْبَرَكَاتِ، وَ غَسَلْتَ عَنَّا دَنَسَ الْخَطِيئَاتِ
(37) السَّلامُ عَلَيْكَ غَيْرَ مُوَدَّعٍ بَرَما وَ لا مَتْرُوكٍ صِيَامُهُ سَأَما.
(38) السَّلامُ عَلَيْكَ مِنْ مَطْلُوبٍ قَبْلَ وَقْتِهِ، وَ مَحْزُونٍ عَلَيْهِ قَبْلَ فَوْتِهِ.
(39) السَّلامُ عَلَيْكَ كَمْ مِنْ سُوءٍ صُرِفَ بِكَ عَنَّا، وَ كَمْ مِنْ خَيْرٍ أُفِيضَ بِكَ عَلَيْنَا
(40) السَّلامُ عَلَيْكَ وَ عَلَى لَيْلَةِ الْقَدْرِ الَّتِى هِىَ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ
(41) السَّلامُ عَلَيْكَ مَا كَانَ أَحْرَصَنَا بِالْأَمْسِ عَلَيْكَ، وَ أَشَدَّ شَوْقَنَا غَدا إِلَيْكَ.
(42) السَّلامُ عَلَيْكَ وَ عَلَى فَضْلِكَ الَّذِى حُرِمْنَاهُ، وَ عَلَى مَاضٍ مِنْ بَرَكَاتِكَ سُلِبْنَاهُ.
(43) اللَّهُمَّ إِنَّا أَهْلُ هَذَا الشَّهْرِ الَّذِى شَرَّفْتَنَا بِهِ، وَ وَفَّقْتَنَا بِمَنِّكَ لَهُ حِينَ جَهِلَ الْأَشْقِيَاءُ وَقْتَهُ، وَ حُرِمُوا لِشَقَائِهِمْ فَضْلَهُ.
(44) أَنْتَ وَلِيُّ مَا آثَرْتَنَا بِهِ مِنْ مَعْرِفَتِهِ، وَ هَدَيْتَنَا لَهُ مِنْ سُنَّتِهِ، وَ قَدْ تَوَلَّيْنَا بِتَوْفِيقِكَ صِيَامَهُ وَ قِيَامَهُ عَلَى تَقْصِيرٍ، وَ أَدَّيْنَا فِيهِ قَلِيلا مِنْ كَثِيرٍ.
(45) اللَّهُمَّ فَلَكَ الْحَمْدُ إِقْرَارا بِالْإِسَاءَةِ، وَ اعْتِرَافا بِالْإِضَاعَةِ، وَ لَكَ مِنْ قُلُوبِنَا عَقْدُ النَّدَمِ، وَ مِنْ أَلْسِنَتِنَا صِدْقُ الاعْتِذَارِ، فَأْجُرْنَا عَلَى مَا أَصَابَنَا فِيهِ مِنَ التَّفْرِيطِ أَجْرا نَسْتَدْرِكُ بِهِ الْفَضْلَ الْمَرْغُوبَ فِيهِ، وَ نَعْتَاضُ بِهِ مِنْ أَنْوَاعِ الذُّخْرِ الْمَحْرُوصِ عَلَيْهِ.
(46) وَ أَوْجِبْ لَنَا عُذْرَكَ عَلَى مَا قَصَّرْنَا فِيهِ مِنْ حَقِّكَ، وَ ابْلُغْ بِأَعْمَارِنَا مَا بَيْنَ أَيْدِينَا مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ الْمُقْبِلِ، فَإِذَا بَلَّغْتَنَاهُ فَأَعِنِّا عَلَى تَنَاوُلِ مَا أَنْتَ أَهْلُهُ مِنَ الْعِبَادَةِ، وَ أَدِّنَا إِلَى الْقِيَامِ بِمَا يَسْتَحِقُّهُ مِنَ الطَّاعَةِ، وَ أَجْرِ لَنَا مِنْ صَالِحِ الْعَمَلِ مَا يَكُونُ دَرَكا لِحَقِّكَ فِى الشَّهْرَيْنِ مِنْ شُهُورِ الدَّهْرِ.
(47) اللَّهُمَّ وَ مَا أَلْمَمْنَا بِهِ فِى شَهْرِنَا هَذَا مِنْ لَمَمٍ أَوْ إِثْمٍ، أَوْ وَاقَعْنَا فِيهِ مِنْ ذَنْبٍ، وَ اكْتَسَبْنَا فِيهِ مِنْ خَطِيئَةٍ عَلَى تَعَمُّدٍ مِنَّا، أَوْ عَلَى نِسْيَانٍ ظَلَمْنَا فِيهِ أَنْفُسَنَا، أَوِ انْتَهَكْنَا بِهِ حُرْمَةً مِنْ غَيْرِنَا، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ، وَ اسْتُرْنَا بِسِتْرِكَ، وَ اعْفُ عَنَّا بِعَفْوِكَ، وَ لا تَنْصِبْنَا فِيهِ لِأَعْيُنِ الشَّامِتِينَ، وَ لا تَبْسُطْ عَلَيْنَا فِيهِ أَلْسُنَ الطَّاعِنِينَ، وَ اسْتَعْمِلْنَا بِمَا يَكُونُ حِطَّةً وَ كَفَّارَةً لِمَا أَنْكَرْتَ مِنَّا فِيهِ بِرَأْفَتِكَ الَّتِى لا تَنْفَدُ، وَ فَضْلِكَ الَّذِى لا يَنْقُصُ.
(48) اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ، وَ اجْبُرْ مُصِيبَتَنَا بِشَهْرِنَا، وَ بَارِكْ لَنَا فِى يَوْمِ عِيدِنَا وَ فِطْرِنَا، وَ اجْعَلْهُ مِنْ خَيْرِ يَوْمٍ مَرَّ عَلَيْنَا أَجْلَبِهِ لِعَفْوٍ، وَ أَمْحَاهُ لِذَنْبٍ، وَ اغْفِرْ لَنَا مَا خَفِىَ مِنْ ذُنُوبِنَا وَ مَا عَلَنَ.
(49) اللَّهُمَّ اسْلَخْنَا بِانْسِلاخِ هَذَا الشَّهْرِ مِنْ خَطَايَانَا، وَ أَخْرِجْنَا بِخُرُوجِهِ مِنْ سَيِّئَاتِنَا، وَ اجْعَلْنَا مِنْ أَسْعَدِ أَهْلِهِ بِهِ، وَ أَجْزَلِهِمْ قِسْما فِيهِ، وَ أَوْفَرِهِمْ حَظّا مِنْهُ.
(50) اللَّهُمَّ وَ مَنْ رَعَى هَذَا الشَّهْرَ حَقَّ رِعَايَتِهِ، وَ حَفِظَ حُرْمَتَهُ حَقَّ حِفْظِهَا، وَ قَامَ بِحُدُودِهِ حَقَّ قِيَامِهَا، وَ اتَّقَى ذُنُوبَهُ حَقَّ تُقَاتِهَا، أَوْ تَقَرَّبَ إِلَيْكَ بِقُرْبَةٍ أَوْجَبَتْ رِضَاكَ لَهُ، وَ عَطَفَتْ رَحْمَتَكَ عَلَيْهِ، فَهَبْ لَنَا مِثْلَهُ مِنْ وُجْدِكَ، وَ أَعْطِنَا أَضْعَافَهُ مِنْ فَضْلِكَ، فَإِنَّ فَضْلَكَ لا يَغِيضُ، وَ إِنَّ خَزَائِنَكَ لا تَنْقُصُ بَلْ تَفِيضُ، وَ إِنَّ مَعَادِنَ إِحْسَانِكَ لا تَفْنَى، وَ إِنَّ عَطَاءَكَ لَلْعَطَاءُ الْمُهَنَّا.
(51) اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ، وَ اكْتُبْ لَنَا مِثْلَ أُجُورِ مَنْ صَامَهُ، أَوْ تَعَبَّدَ لَكَ فِيهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
(52) اللَّهُمَّ إِنَّا نَتُوبُ إِلَيْكَ فِى يَوْمِ فِطْرِنَا الَّذِى جَعَلْتَهُ لِلْمُؤْمِنِينَ عِيدا وَ سُرُورا، وَ لِأَهْلِ مِلَّتِكَ مَجْمَعا وَ مُحْتَشَدا مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ أَذْنَبْنَاهُ، أَوْ سُوءٍ أَسْلَفْنَاهُ، أَوْ خَاطِرِ شَرٍّ أَضْمَرْنَاهُ، تَوْبَةَ مَنْ
لا يَنْطَوِى عَلَى رُجُوعٍ إِلَى ذَنْبٍ، وَ لا يَعُودُ بَعْدَهَا فِى خَطِيئَةٍ، تَوْبَةً نَصُوحا خَلَصَتْ مِنَ الشَّكِّ وَ الارْتِيَابِ، فَتَقَبَّلْهَا مِنَّا، وَ ارْضَ عَنَّا، وَ ثَبِّتْنَا عَلَيْهَا.
(53) اللَّهُمَّ ارْزُقْنَا خَوْفَ عِقَابِ الْوَعِيدِ، وَ شَوْقَ ثَوَابِ الْمَوْعُودِ حَتَّى نَجِدَ لَذَّةَ مَا نَدْعُوكَ بِهِ، وَ كَأْبَةَ مَا نَسْتَجِيرُكَ مِنْهُ.
(54) وَ اجْعَلْنَا عِنْدَكَ مِنَ التَّوَّابِينَ الَّذِينَ أَوْجَبْتَ لَهُمْ مَحَبَّتَكَ، وَ قَبِلْتَ مِنْهُمْ مُرَاجَعَةَ طَاعَتِكَ، يَا أَعْدَلَ الْعَادِلِينَ.
(55) اللَّهُمَّ تَجَاوَزْ عَنْ آبَائِنَا وَ أُمَّهَاتِنَا وَ أَهْلِ دِينِنَا جَمِيعا مَنْ سَلَفَ مِنْهُمْ وَ مَنْ غَبَرَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
(56) اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ نَبِيِّنَا وَ آلِهِ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى مَلائِكَتِكَ الْمُقَرَّبِينَ، وَ صَلِّ عَلَيْهِ وَ آلِهِ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى أَنْبِيَائِكَ الْمُرْسَلِينَ، وَ صَلِّ عَلَيْهِ وَ آلِهِ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ، وَ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ، صَلاةً تَبْلُغُنَا بَرَكَتُهَا، وَ يَنَالُنَا نَفْعُهَا، وَ يُسْتَجَابُ لَهَا دُعَاؤُنَا، إِنَّكَ أَكْرَمُ مَنْ رُغِبَ إِلَيْهِ، وَ أَكْفَى مَنْ تُوُكِّلَ عَلَيْهِ، وَ أَعْطَى مَنْ سُئِلَ مِنْ فَضْلِهِ، وَ أَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.