تفسير نور
(سوره قصص )

حجة الاسلام و المسلمين حاج شيخ محسن قرائتى

- فهرست -


فهرست مطالب
مقدمه ناشر
مقدّمه ى مؤلّف
سيماى سوره ى قصص
بِسْمِ اللّه الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(1) طسَّمَّ
(2) تِلْكَ ءَايَتُ الْكِتَبِ الْمُبِينِ
(3) نَتْلُواْ عَلَيْكَ مِن نَّبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ
(4) إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلاَ فِى الاَْرْضِ وَجَعَلَ اءَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَآئِفَةًمِّنْهُمْ يُذَبِّحُ اءَبْنَآءَهُمْ وَيَسْتَحْىِنِسَآءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ
(5) وَنُرِيدُ اءَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُواْ فِى الاَْرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ اءَئِمَّةًوَ نَجْعَلَهُمُ الْوَرِثِينَ
(6) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِى الاَْرْضِ وَنُرِىَ فِرْعَونَ وَهَمَنَ وَ جُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّاكَانُواْ يَحْذَرُونَ
(7) وَاءَوْحَيْنَآ إِلَىَّ اءُمِّ مُوسَىَّ اءَنْ اءَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَاءَلْقِيهِ فِى الْيَمِّ وَلاَتَخَافِى وَلاَ تَحْزَنِىَّ إِنَّ ارَآدُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ
(8) فَالْتَقَطَهُ ءَالُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوّاً وَحَزَناً إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَمَنَ وَجُنُودَهُمَا كَانُواْخَطِئِينَ
(9) وَقَالَتِ امْرَاءَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّى وَلَكَ لاَتَقْتُلُوهُ عَسَىَّ اءَن يَنفَعَنَآ اءَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَهُمْ لاَيَشْعُرُونَ
(10) وَاءَصْبَحَ فُؤَادُ اءُمِّ مُوسَى فَرِغاً إِن كَادَتْ لَتُبْدِى بِهِ لَوْلاََّ اءَن رَّبَطْنَاعَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ
(11) وَقَالَتْ لاُِخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ وَ هُمْ لاَيَشْعُرُونَ
(12) وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِن قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ اءَدُلُّكُمْ عَلَىَّ اءَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَصِحُونَ
(13) فَرَدَدْنَهُ إِلَىَّ اءُمِّهِ كَىْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلاَ تَحْزَنَ وَ لِتَعْلَمَ اءَنَّ وَعْدَ اللّهِ حَقُّ وَلَكِنَّ اءَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ
(14) وَلَمَّا بَلَغَ اءَشُدَّهُ وَاسْتَوَىَّ ءَاتَيْنَهُ حُكْماً وَ عِلْماً وَ كَذَلِكَ نَجْزِى الْمُحْسِنِينَ
(15) ودَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ اءَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلاَنِ هَذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَثَهُ الَّذِى مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِى مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَىفَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَنِ إِنَّهُ عَدُوُّ مُّضِلُّ مُّبِينٌ
(16) قَالَ رَبِّ إِنِّى ظَلَمْتُ نَفْسِى فَاغْفِرْ لِى فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
(17) قَالَ رَبِّ بِمَآ اءَنْعَمْتَ عَلَىَّ فَلَنْ اءَكُونَ ظَهِيراً لِّلْمُجْرِمِينَ
(18) فَاءَصْبَحَ فِى الْمَدِينَةِ خَآئِفاً يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِى اسْتَنصَرَهُ بِالاَْمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ قَالَ لَهُ مُوسَىَّ إِنَّكَ لَغَوِىُّ مُّبِينٌ
(19) فَلَمَّآ اءَنْ اءَرَادَ اءَن يَبْطِشَ بِالَّذِى هُوَ عَدُوُّ لَّهُمَا قَالَ يَمُوسَىَّ اءَتُرِيدُاءَن تَقْتُلَنِىكَمَا قَتَلْتَ نَفْساً بِالاَْمْسِ إِن تُرِيدُ إِلاَّ اءَن تَكُونَ جَبَّاراً فِى الاَْرْضِ وَ مَاتُرِيدُ اءَن تَكُونَمِنَ الْمُصْلِحِينَ
(20) وَجَآءَ رَجُلٌ مِّنْ اءَقْصَا الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَىَّ إِنَّ الْمَلاََيَاءْتَمِرُونَ بِكَلِ يَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّى لَكَ مِنَ النَّصِحِينَ
(21) فَخَرَجَ مِنْهَا خَآئِفاً يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِى مِنَ الْقَوْمِ الظَّلِمِينَ
(22) وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَآءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّىَّ اءَن يَهْدِيَنِى سَوَآءَ السَّبِيلِ
(23) وَلَمَّا وَرَدَ مَآءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ اءُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَاءَتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لاَ نَسْقِى حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَآءُ وَ اءَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ
(24) فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّىَّ إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّى لِمَآ اءَنزَلْتَ إِلَىَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ
(25) فَجَآءَتْهُ إِحْدَيهُمَا تَمْشِى عَلَى اسْتِحْيَآءٍ قَالَتْ إِنَّ اءَبِى يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ اءَجْرَ مَاسَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَآءَهُ وَ قَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لاَتَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّلِمِينَ
(26) قَالَتْ إِحْدَيهُمَا يََّاءَبَتِ اسْتَئْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَئْجَرْتَ الْقَوِىُّ الاَْمِينُ
(27) قَالَ إِنِّىَّ اءُرِيدُ اءَنْ اءُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَىَّ هَتَيْنِ عَلَىَّ اءَن تَاءْجُرَنِى ثَمَنِىَ حِجَجٍ فَإِنْ اءَتْمَمْتَ عَشْراً فَمِنْ عِندِكَ وَ مَآ اءُرِيدُ اءَنْ اءَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِىَّ إِن شَآءَ اللّهُ مِنَ الصَّلِحِينَ
(28) قَالَ ذَلِكَ بَيْنِى وَبَيْنَكَ اءَيَّمَا الاَْجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلاَ عُدْوَنَ عَلَىَّ وَاللّهُ عَلَى مَانَقُولُ وَكِيلٌ
(29) فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الاَْجَلَ وَسَارَ بِاءَهْلِهِ ءَانَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَاراً قَالَ لاَِهْلِهِ امْكُثُوَّاْ إِنِّىَّ ءَانَسْتُ نَاراً لَّعَلِّىَّ ءَاتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍاءَوْ جَذْوَةٍ مِّنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ
(30) فَلَمَّآ اءَتَهَا نُودِىَ مِن شَطِئِ الْوَادِ الاَْيْمَنِ فِى الْبُقْعَةِ الْمُبَرَكَةِمِنَ الشَّجَرَةِ اءَنيَ مُوسَىَّ إِنِّىَّ اءَنَا اللّهُ رَبُّ الْعَلَمِينَ
(31) وَاءَنْ اءَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَءَاهَا تَهْتَزُّ كَاءَنَّهَا جَآنُّ وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْيُعَقِّبْ يَمُوسَىَّ اءَقْبِلْ وَلاَ تَخَفْ إِنَّكَمِنَ الاَْمِنِينَ
(32) اُسْلُكْ يَدَكَ فِى جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَآءَ مِنْ غَيْرِ سُوَّءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذَنِكَ بُرْهَنَانِ مِن رَّبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلاَِيْهِ إِنَّهمْ كَانُواْ قَوْماً فَسِقِينَ
(33) قَالَ رَبِّ إِنِّى قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْساً فَاءَخَافُ اءَن يَقْتُلُونِ
(34) وَ اءَخِى هَرُونُ هُوَ اءَفْصَحُ مِنِّى لِسَاناً فَاءَرْسِلْهُ مَعِىَ رِدْءاً يُصَدِّقُنِىَّ إِنِّىَّ اءَخَافُ اءَن يُكَذِّبُونِ
(35) قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِاءَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَناً فَلاَ يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بَِايَتِنَآ اءَنتُمَا وَمَنِا تَّبَعَكُمَا الْغَلِبُونَ
(36) فَلَمَّا جَآءَهُم مُّوسَى بَِايَتِنَا بَيِّنَتٍ قَالُواْ مَا هَذَآ إِلا سِحْرٌ مُّفْتَرىً وَ مَا سَمِعْنَا بِهَذَافِىَّءَابَآئِنَا الاَْوَّلِينَ
(37) وَ قَالَ مُوسَى رَبِّىَّ اءَعْلَمُ بِمَن جَآءَ بِالْهُدَى مِنْ عِندِهِ وَمَن تَكُونُ لَهُ عَقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لاَيُفْلِحُ الظَّلِمُونَ
(38) وَقَالَ فِرْعَوْنُ يََّاءَيُّهَا الْمَلاَُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِى فَاءَوْقِدْ لِى يَهَمَنُ عَلَىالطِّينِ فَاجْعَل لِّى صَرْحاً لَّعَلِّىَّ اءَطَّلِعُ إِلَىَّ إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّى لاََظُنُّهُ مِنَ الْكَذِبِينَ
(39) وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِى الاَْرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَ ظَنُّوَّاْ اءَنَّهُمْ إِلَيْنَالاَ يُرْجَعُونَ
(40) فَاءَخَذْنَهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَهُمْ فِى الْيَمِّ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَقِبَةُ الظَّلِمِينَ
(41) وَجَعَلْنَهُمْ اءَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَمَةِ لاَ يُنصَرُونَ
(42) وَاءَتْبَعْنَهُمْ فِى هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَمَةِ هُم مِّنَ الْمَقْبُوحِينَ
(43) وَ لَقَدْ ءَاتَيْنَا مُوسَى الْكِتَبَ مِن بَعْدِ مَآ اءَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الاُْولَى بَصَآئِرَ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَرَحْمَةً لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ
(44) وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِىِّ إِذْ قَضَيْنَآ إِلَى مُوسَى الاَْمْرَ وَمَا كُنتَمِنَ الشَّهِدِينَ
(45) وَلَكِنَّآ اءَنشَاءْنَا قُرُوناً فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ وَ مَا كُنتَ ثَاوِياً فِىَّ اءَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُواْ عَلَيْهِمْ ءَايَتِنَا وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ
(46) وَ مَا كُنتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِن رَّحْمَةً مِّن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْماً مَّآ اءَتَهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ
(47) وَ لَوْلاََّ اءَن تُصِيبَهُم مُّصِيبَةُ بِمَا قَدَّمَتْ اءَيْدِيِهمْ فَيَقُولُواْ رَبَّنَا لَوْلاََّ اءَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ ءَايَتِكَ وَ نَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ
(48) فَلَمَّا جَآءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِندِنَا قَالُواْ لَوْلاََّ اءُوتِىَ مِثْلَ مَآ اءُوتِىَ مُوسَىَّ اءَوَلَمْ يَكْفُرُواْبِمَآ اءُوتِىَ مُوسَى مِن قَبْلُ قَالُواْ سِحْرَانِ تَظَهَرَا وَقَالُوَّاْ إِنَّا بِكُلٍّ كَفِرُونَ
(49) قُلْ فَاءْتُواْ بِكِتَبٍ مِّنْ عِندِ اللّهِ هُوَ اءَهْدَى مِنْهُمَآ اءَتَّبِعْهُ إِن كُنتُمْ صَدِقِينَ
(50) فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكَ فَاعْلَمْ اءَنَّمَا يَتَّبِعُونَ اءَهْوَآءَهُمْ وَ مَنْ اءَضَلُّ مِمَّن اتَّبَعَ هَوَيَهُ بِغَيْرِ هُدىً مِّنَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِى الْقَوْمَ الظَّلِمِينَ
(51) وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ
(52) اءلَّذِينَ ءَاتَيْنَهُمُ الْكِتَبَ مِن قَبْلِهِ هُم بِهِ يُؤْمِنُونَ
(53) وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوَّاْ ءَامَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّنَآ إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ
(54) اءُوْلََّئِكَ يُؤْتَوْنَ اءَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُواْ وَ يَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِالسَّيِّئَةَ وَمِمَّارَزَقْنَهُمْ يُنفِقُونَ
(55) وَإِذَاسَمِعُواْ اللَّغْوَ اءَعْرَضُواْ عَنْهُ وَقَالُواْ لَنَآ اءَعْمَلُنَا وَ لَكُمْاءَعْمَلُكُمْ سَلَمٌ عَلَيْكُمْ لاَنَبْتَغِى الْجَهِلِينَ
(56) إِنَّكَ لاَ تَهْدِى مَنْ اءَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللّهَ يَهْدِى مَن يَشَآءُ وَهُوَ اءَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ
(57) وَقَالُوَّاْ إِن نَّتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ اءَرْضِنَآ اءَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَماً ءَامِناً يُجْبَىَّ إِلَيْهِ ثَمَرَتُ كُلِّ شَىْءٍ رِّزْقاً مِّن لَّدُنَّا وَلَكِنَّ اءَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ
(58) وَكَمْ اءَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَن مِّن بَعْدِهِمْ إِلاقَلِيلاً وَكُنَّا نَحْنُ الْوَرِثِينَ
(59) وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِىَّ اءُمِّهَا رَسُولاً يَتْلُواْعَلَيْهِمْ ءَايَتِنَا وَمَاكُنَّا مُهْلِكِى الْقُرَىَّإِلا وَ اءَهْلُهَا ظَلِمُونَ
(60)وَمَآ اءُوتِيتُم مِّن شَىْءٍ فَمَتَعُ الْحَيَوةِ الدُّنْيَا وَ زِينَتُهَا وَمَا عِندَ اللّهِ خَيْرٌ وَاءَبْقَىَّ اءَفَلاَ تَعْقِلُونَ
(61) اءَفَمَن وَعَدْنَهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لَقِيهِ كَمَن مَّتَّعْنَهُ مَتَعَ الْحَيَوةِالدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَمَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ
(62) وَ يَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ اءَيْنَ شَرَكَآءِىَ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ
(63) قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنَا هََّؤُلاََّءِ الَّذِينَ اءَغْوَيْنَآ اءَغْوَيْنَ هُمْ كَمَا غَوَيْنَا تَبَرَّاءْنَآ إِلَيْكَ مَاكَانُوَّاْ إِيَّانَا يَعْبُدُونَ
(64) وَقِيلَ ادْعُواْ شُرَكَآءَكُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُواْ لَهُمْ وَرَاءَوُاْ الْعَذَابَ لَوْ اءَنَّهُمْ كَانُواْيَهْتَدُونَ
(65) وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَآ اءَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ
(66) فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الاَْنبَآءُ يَوْمَئِذٍ فَهُمْ لاَيَتَسَآءَلُونَ
(67) فَاءَمَّا مَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ صَلِحاً فَعَسَىَّ اءَن يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ
(68) وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَنَ اللّهِ وَتَعَلَى عَمَّايُشْرِكُونَ
(69) وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ
(70) وَهُوَ اللّهُ لاََّ إِلَهَ إِلا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِى الاُْولَى وَ الاَْخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ
(71) قُلْ اءَرَءَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللّهُ عَلَيْكُمُ الَّيْلَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَمَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللّهِ يَاءْتِيكُم بِضِيَآءٍاءَفَلاَ تَسْمَعُونَ
(72) قُلْ اءَرَءَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَمَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللّهِ يَاءْتِيكُم بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ اءَفَلاَ تُبْصِرُونَ
(73) وَمِن رَّحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ الَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُواْ فِيهِ وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
(74) وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ اءَيْنَ شُرَكَآءِىَ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ
(75) وَنَزَعْنَا مِن كُلِّ اءُمَّةٍ شَهِيداً فَقُلْنَا هَاتُواْ بُرْهَنَكُمْ فَعَلِمُوَّاْ اءَنَّ الْحَقَّ لِلَّهِ وَضَلَّ عَنْهُم مَّاكَانُواْ يَفْتَرُونَ
(76) إِنَّ قَرُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَ ءَاتَيْنَهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَآ إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوَّاءُ بِالْعُصْبَةِ اءُوْلِى الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لاَتَفْرَحْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْفَرِحِينَ
(77) وَابْتَغِ فِيمَآ ءَاتَكَ اللّهُ الدَّارَ الاَْخِرَةَ وَلاَ تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَ اءَحْسِن كَمَآاءَحْسَنَ اللّهُ إِلَيْكَ وَلاَتَبْغِ الْفَسَادَ فِى الاَْرْضِ إِنَّ اللّهَ لاَيُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ
(78) قَالَ إِنَّمَآ اءُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِىَّ اءَوَلَمْ يَعْلَمْ اءَنَّ اللّهَ قَدْ اءَهْلَكَ مِن قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ اءَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَ اءَكْثَرُ جَمْعاً وَلاَ يُسْئَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ
(79) فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِى زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَوةَ الدُّنْيَا يَلَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَآاءُوتِىَقَرُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ
(80) وَقَالَ الَّذِينَ اءُوتُواْ الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ ءَامَنَ وَ عَمِلَ صَلِحاً وَلاَ يُلَقَّهَآإِلا الصَّبِرُونَ
(81) فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الاَْرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ
(82) وَاءَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْاْ مَكَانَهُ بِالاَْمْسِ يَقُولُونَ وَ يْكَاءَنَّ اللّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَ يَقْدِرُ لَوْلاََّ اءَن مَّنَّ اللّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَاءَنَّهُ لاَيُفْلِحُ الْكَفِرُونَ
(83) تِلْكَ الدَّارُ الاَْخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِى الاَْرْضِ وَلاَفَسَاداً وَالْعَقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ
(84) مَن جَآءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَمَن جَآءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُواْالسَّيِّئَاتِ إِلا مَاكَانُواْ يَعْمَلُونَ
(85) إِنَّ الَّذِى فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْءَانَ لَرََّادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُلْ رَّبِّىَّ اءَعْلَمُ مَن جَآءَ بِالْهُدَى وَ مَنْ هُوَ فِى ضَلَلٍ مُّبِينٍ
(86) وَمَا كُنتَ تَرْجُوَّاْ اءَن يُلْقَىَّ إِلَيْكَ الْكِتَبُ إِلا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ فَلاَتَكُونَنَّ ظَهِيراًلِّلْكَفِرِينَ
(87) وَ لاَ يَصُدُّنَّكَ عَنْ ءَايَتِ اللّهِ بَعْدَ إِذْ اءُنزِلَتْ إِلَيْكَ وَ ادْعُ إِلَى رَبِّكَ وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ
(88) وَلاَ تَدْعُ مَعَ اللّهِ إِلَهاً ءَاخَرَ لاََّ إِلَهَ إِلا هُوَ كُلُّ شَىْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ