آيةاللهالعظمى اراكى زمينه چاپ تفسير القرآن والعقل را فراهم و مقدمهاى هم
براى آن مرقوم فرمودند
باسمه تعالى شانه
خدمت جناب مستطاب عمدةلاخيار آقاى حاج عباس آقا كوشانپور مديربنياد فرهنگ
اسلامى.
چون آن مؤسسه محترم براى نشر معارف اسلامى مهيا شده است، لذابدينوسيله يك اثر
ارزنده علمى (تفسير مرحوم آيتالله آقا سيدنورالدين حسينىعراقى را) به آن مؤسسه
معرفى مىنمايد. اين تفسير شريف كه سالها در گوشهاى ازيك كتابخانه شخصى به عهده
فراموشى سپرده شده بود در نوع خود كمنظير و كمسابقه مىباشد. چون در تفسير قرآن
متكى به تدبر در متن آيات شريفه بودهاشكالات عقليهاى را كه توهم مىشده با بيانى
واضح دفع كرده است.
اميد است، طبع و نشر اين كتاب خدمتبزرگى نسبتبه احياء آثار علمىاسلامى بشود
توفيق باز هم بيشتر آن جناب را در خدمتبه شرع انور خواستارم.خداوند به جناب عالى
جزاى خير عنايت فرموده مرحوم والد معظم را كه بنيانگزاراين مؤسسه بودهاند غريق
رحمت فرموده با ائمه اطهار محشورشانفرمايد.
الاحقر محمدعلىالعراقى
تقدير حضرت آيةاللهالعظمى اراكى از بانى چاپ تفسير القرآن والعقل
بسماللهالرحمنالرحيم
در زمينه تفسير قرآن كريم و استنباط معارف اسلامى از منبع وحى سالهاى متمادىاست
كه دانشمندان بزرگ باسبكهاى مختلف سعى وافى مبذول داشته، چه بسياركتابها كه
نگاشتهاند. و هر يك با تدبر در كلام خدا به بعدى از ابعاد گوناگون آنرسيدهاند.
در ميان آنها تفسير عالم عارف و مجاهد بزرگوار مرحوم آيتاللهسيدنورالدين حسينى
عراقى -طاب ثراه- با سبكى نوين مىدرخشد. اين تفسيرگرچه با مقايسه با تفاسير متداول
بواسطه اختصار براى مبتدى چندان نافع نيستولى حاوى نكات دقيق علمى و اشارات و
تنبيهاتى است كه براى اهل خبره و فنو كسانى كه به اشارهاى بسنده مىكنند و در
علوم عقليه و نقليه احاطه دارند بسيارمفيد است.
تاليف چنين تفسيرى با در نظر گرفتن شرايط خاص زمانى آن مرحوم كه درسفر جهادى
براى دفاع از اسلام با اوضاع بسيار نامساعد در مدت دو سال نگاشتهشده حقا از كرامات
بىشمار نامبرده شمرده مىشود. و از احاطه كامل او به مبانىتفسير و مقام شامخ او
در علم و عمل و علو روح و قداست نفس آن يگانه حكايتمىكند. و طبيعى است كه با عدم
دسترسى به كتاب در سفر به هنگام تاليفو اعتماد به حافظه نمىتواند جامع جميع جهات
مطلوبه در تفسير باشد. و به گفتهخودش تنها با تدبر در ملازمات عقليه موجود در قرآن
بسير عقلى در قرآن پرداخته.
اينك جاى بسى خوشوقتى است كه جلد دوم اين اثر بزرگ هم توسطمؤسسه محترم بنياد
فرهنگ اسلامى كوشانپور به طبع رسيده خداوند تعالى مؤسسو بنيانگزار اصلى اين مؤسسه
و همچنين مرحوم حاج عباس آقا كوشانپور رحمةاللهعليه را كه در چاپ جلد اول اين
كتاب سعى وافر مبذول داشتهاند قرين رحمتفرموده و به ايشان جزاى خير عنايت فرمايد
و به بازماندگان و فرزندان برومندايشان كه در طبع اين جلد اقدام نمودهاند توفيق
ادامه راه آنان را در خدمتبه نشرمعارف اسلامى كرامت فرمايد.
به تاريخ 24 محرم 1403 قمرى والسلام على اخوتى و رحمته و بركاته
الاحقر محمدعلى العراقى
كلمة حول تفسير القرآن والعقل و مؤلفه(ره) (14)
بسماللهالرحمنالرحيم الحمدلله الذى انزل الينا نورا مبينا، يهدى به من اتبع
رضوانه سبلالسلام ينزل علىعبده آيات بينات ليخرجهم منالظلمات الىالنور باذنه و
يهديهم الى صراط مستقيمو جعل لنا القرآن مرجعا و ملجا اذاالتبس علينا الفتن
كقطعالليل المظلم، فانه شافعمشفع و ماحل مصدق، من جعله امامه قاده الىالجنة، و
منجعله خلفه ساقهالىالنار.
وحثنا علىالتدبر فى آياته بقوله تعالى: «كتاب انزلناه اليك مبارك ليد برواآياته
و ليتذ كر اولو الالباب (15) » و ذمالناس على عدمالتدبر فيه بقوله عز
شانه:افلايتد برون القرآن ام على قلوب اقفالها (16)
والصلاة والسلام على من جعله داعيا اليه و سراجا منيرا يزكيهم و يعلمهمالكتاب و
الحكمة، و على آلهالذين اذهبالله عنهم الرجس و طهر هم تطهيرا.
و بعد، منالبين الذى لاريب فيه انالكتاب الكريم احد الثقلين اللذين
امرنابالتمسك بهما و يقوم عليهما اساسالدين القويم، و قد وفقالله رجالا من اولى
النهىو البصيرة للتد برفى آياته و للاهتداء بهداه، و لحل مشكلاته و غوامضه. و
ممنو فقهالله تعالى لذلك، العلامةالفهامة وحيد عصره و اويس زمنه آيةالله فى
العالمينالسيد نورالدين الحسينى العراقى طابثراه و هو ابنالسيد
شفيعابنالسيدالامجدالسيداحمد اخالسيد الاوحدالسيد محمد و لهما مقبرة و مزارمعروف
(به تختسادات) فى قرية كرهرود (اراك).
ولد قدسسره فى بلدة اراك سنة (1278) منالهجرةالنبوية و ارتحل فىرجب 1341 بعد
ان مضى من سنين عمرهالشريف ثلث و ستين سنة.
و لعمه السيدمحمدالمذكور قصة معروفة مذكورة فى دارالسلام (17)
للعلامةالنورى(ره) و نقلها ايضا المحدثالقمى(ره) فى مفاتيحالجنان فى بابتعقيبات
صلاةالصبح من اراد فليراجع.
و كيف اثنى على صاحب هذاالتفسيرالعظيم (المسمى ب القرآن والعقل)و السفرالقويم و
لعمرى ينبغى ان يعد ثناء مثلى لمثله عيبا له و ذما لافخرا و كرماو لكنى اقول: ما
شاهدته بعيانى و تيقنته بامارات قوية بجنانى، والمرء عما يقولغدا مسؤول.
كان هوالبكاء فىالليالى فى اسحارها و صاحبالعويل الطويل فىالايام فىعشرات
عاشورائها و كان رحمهالله ذاحافظة قوية لم ير مثله فانا شاهدنا نسختين
منمجمحالمسائل حشاهما مرتين كل مرة فى ثلاث ليال و قابلنا النسختين
فرايناالحاشيتين متحدتين فىالمؤدى مختلفتين فىالعبارة.
و قد سافر قده بعد تكميل تحصيلاته ببلدة اراك عند علمائها الىالنجفالاشرف و قد
حضر هناك مجلس بحثالايتين الجليلين (الحاج ميرزا حسينالطهرانى (قده) نجلالحاج
ميرزاخليل الطهرانى (قده) (و العلامة الآخوندملامحمدكاظم الخراسانى(ره).
و له منهما اجازة مفصلة و وصفهالاول فى اجازته على ما نقله صاحب (كتابنور
مبين) (18) بما هذا لفظه: و كان ممن انتدب الى هذا الغرض و نال الى
مقصوده منجمع بينالمعقول و المنقول و برع فىالفروع و الاصول و فاز بسعادتى العلم
و العملو حازمنهما الحظ الاوفر الاجزل، العالم العامل الفاضل و المحققالمدقق
الكامل،البحرالمواج و السراج الوهاج و خاتمة الفضلاء المتبحرين البالغ منالتحقيق
غايتهو منالتدقيق منتهاهالسيد السند- الخ ما ذكره-.
و وصفهالثانى على ما نقله فيه ايضا (19) بما هذالفظه: و ممن منالله
عليه و وفقهلتصدي هذا الخطب العظيم و الثواب الجسيم جنابالعالم العامل و الفاضل
الكاملالعلامةالمحقق و الفهامة المدقق عمدة ارباب التحقيق و زبدة اصحاب
التدقيقذىالنفس الزكية و الاخلاق المرضية عينالانسان، بل انسان عينالانسان
السيدالسند -الخ ما ذكره-.
و كان قده فقيها متتبعا، اصوليا دقيقاو متكلما و حكيما و عارفا و مرجعاو حيدا
للفتوى ذارياسة شرعية دينية فى بلدة اراك و حواليها طيلة عشرين سنة اواكثر ولشدة
تبحره فىالفقه و كثرة تتبعه و تسلطه عليه انه (قدسسره) لم يكن محتاجافى
جوابالاستفتاءات مع كثرتها (لكونه مرجعا و حيدا فى بلده) الىالمراجعة و
كانيكتبالجواب بلامهلة.
ثمانه قد تحقق له فى مكاشفة اتفقت له ملاقاة مولينا حجةبن الحسنالعسكرى
-عجلالله فرجه- مخاطباعليه السلام له قده بانك اويس الزمن معالتلطفو التبسم فى
وجهه قده و اظهار الملاطفة الخاصة به و اخبر عن مكاشفته هذه فىضمن اشعار (20)
نظمها و كتبها بخطهالشريف فانه قده و ان لم يكن ماهرا فى فنالنظم،لكن لم
يخل بعضها عن محاسن لطيفة.
و كان ايضا متصلبا فىالدين متنمرا فى ذاتالله لايخاف فىالله لومة لائمو
حافظا للشريعة بما استحفظ من كتابالله مجتهدا فى اقامةالحدود و حفظها حتىانه صلب
بامره رجل منالفرقةالضالة المضلة البهائية خذلهمالله مسمى ب «عربجارچى» الذى
كان احرقالقرآنالعظيم بغضا و عداوة و عنادا و ذبح بامره قدهاهلبيت من
هذهالفرقةالضالة لكونهم اظهروالعناد و اللجاج و الارتداد و لم يمكنذلك
الابالاستظهار من سطوته و شوكته فىالبلدة حتى قال بعض الافاضل فى موته:
اليوم نامت اعين بك لم تنم و تسهدت اخرى و عزمنامها
و كان آيةالله علىالاطلاق «بعدالميرزا الكبير ميرزامحمدحسن الشيرازى»
الحاجميرزاحسين نجلالحاج ميرزا خليلالطهرانى قد هما «على ما حكاه
لىبعضالثقات»يقول لمن يرجع اليه من اهلالبلدة فىالامور الراجعة الى المجتهدو
الحاكم: لاينبغى لكم المراجعة الى علماءالنجف مع كونالسيد نورالدين ببلدكم.
و كفاك شاهد صدق فى قوة حافظته هذا التفسير (القرآن والعقل) فانه الفه فىسفر
خرج فيه الىالجهاد مع اعداءالاسلام والمسلمين و حين مهاجرته الىاللهو رسوله فى
معركةالحرب العالمى و كان اختلالالنظم هناك بمثابة ينسى كل ذيفريحة قويمة
معلوماته باجمعها و مع هذا قد الف قده هناك هذا التفسير الذىيتعجب منهالناظرون.
و لعمرى ينبغى ان يعدهذا من كراماته، و خوارق عاداته، و كم ينقل اهلبلدةالاراك
من كرامات عديدة له في امور شتى.
و كان احدالموجبات لايقاد نارالحربالعالمى كما قيل انالغربيين منالكفارو قعوا
فى وحشة من عظمةالوحدة الحكومةالاسلامية و توسعة نطاقها و كثرةفتوحاتها فاتفق
اعداءالله و اعداءالامة الاسلامية «المسمون بالمتفقين» علي تفرقههذهالامة و
تجزئة حكومتها و تقطيعها قطعة قطعة.
و كم من قارعة و مصيبة تصيبالمسلمين او تحل قريبا من دارهم من طرفالاعداء
بغضا; قد بدت البغضاء من افواههم و ما تخفى صدور هم اكبر و كانوا يرونسيادتهم و
تفوقهم فىالتفرقة بينالدول الاسلامية، فمكروا و او قدوا نارالحربالعالمى حتى
كادان يبلغ لهيبها الاراضي الاسلامية لاسيما العراقية منها التى
هىمحلالمشاهدالمشرفة للائمةالمعصومينعليهم السلام.
فبلغ المؤلف قده اخبار موحشة فى تهاجمهم على بلاد المسلمين فافتىقدسالله نفسه
بوجوب الدفاع و لم يكتف بهذهالفتوي بل خرج بنفسهالشريفةلالقوة بدنية، بل حفظا
للنوع و تعليما لغيره فى سنة (1334) منالهجرةالنبويةالقمرية (21) من
سلطانآبادالعراق (الاراك) و كان مدة مهاجرته زائدا على ثمانية عشرشهرا كماصرح به
فى ص180 منالتفسير لانالدفاع عن فتنةالكفارو عن اراضىالاسلام و المسلمين و حفظ
الاعتابالمقدسة و بقاء استقلال الدول الاسلاميةمنالوظائف الحتمية
لعمومالمسلمين.
فخرج بنفسهالشريفة الى تلك المعارك و هاجر مع جم غفير منالمسلمين فىصفر
(1334) و فى هذهالسنة خرج الى الدفاع ايضا جم غفير منالفطاحل و الاعلاممنالنجف
الاشرف.
منهم: (السيدالسند آيةالله الحاج السيدمحمدتقى الخوانسارى) طاب ثراه.و
السيدالسند (السيد ابوالقاسم الكاشانى) و شيخ الشريعة الاصبهانى طيباللهرمسهما.
فاصابهم فى هذهالسفرة القيمة ما اصابهم فى سبيلالله من المكروه و النصبو
العناء فكتبالله لهم بها عمل صالح انالله لايضيع اجرالمصلحينو ثوابالمجاهدين
حشر همالله معالنبيين و الشهداء و الصالحين من عباده و حسناولئك رفيقا.
و اصاب المؤلف قده منالمشقة و النصب ما لايعلمه الاالله كما كتب هوقدسسره نبذة
من احواله فى هذهالسفرة فى رسالة مسماة ب (رسالة بعضالحالات)عربية بخطهالشريف، و
ترجمه بالفارسيه الفاضل الخبير «ابراهيم دهگان» سماهاب (نور مبين) فى حالات
صاحبالترجمة من اراده فليراجع.
فصار من اعظم مكر اعداءالله فى ذلكالحربالعالمى الاول (بعدانو ضعتالحرب
اوزارها) و (بعد معاهدةالصلح) تجزئةالدول الاسلاميه و جعلهاقطعا صغارا و كذلك
كانوا و يكونون فلا يزال يوقدون نارا للحرب و كلما او قدوا ناراللحرب اطفاهاالله و
يلقون بينالمسلمين العداوة و البغضاء مخافة ان يجتمعوا علىحكومه يلم بها شعثهم و
يشعب بها صدعهم ويرتق بها فتقهم و يبلغوا بها آمالهمو يفك بها اسر هم.
اللهم الف بين قلوبالمسلمين فيصبحوا بنعمتك اخوانا و سلط علىاعدائهم الفقر و
الذل و المسكنة (ضربت عليهم الذلة و المسكنة و باؤابغضب منالله).
اللهم اجعلالمسلمين مستيقظين كى لايتخذوا الفكار اولياءا من دوناللهو قدنها
ناالله عن ذلك با بلغ كلام، و من يفعل ذلك فليس منالله فى شيئى، و يحذركمالله
نفسه و اليالله المصير فاعتبرو ايا اولي الابصار.
اللهم شتتشمل اعداءالاسلام و المسلمين و فرق جمعهم، و قلبتدابيرهم، و خذهم اخذ
عزيز مقتدر اللهم اشغلالظالمين بالظالمين و اجعلنا بينهمسالمين غانمين بحق محمد و
آلهالطاهرين آمين يا ربالعالمين.
و كيف كان فصاحب هذا التفسير (مع هذهالمشاق و مع عدم حضور كتابعنده - لامن
الحديث، و لامنالفقه، و لا منالتفسيرو لامن غيرها كما صرح فى غيرموضع من مواضع
تفسيره) قد جاء بهذا التفسيرالعظيم البديع فى اسلوبه مع تشتتباله و ابتلائه به
انواع الابتلاءات فورب السماء و الارض انه لكبير الاعلى من كانصاحب نفس مطمئنة و
قوة قدسية ملكوتية و مؤيدا بتاييدات ربانية، فلله درهو عليه اجره.
و كان غرضه قده فى هذا التفسير كما اشار اليه في مواضع من كلماته دفعالاوهام و
الاشكالات الموردة منالملاحدة حولالقرآن و بيان انه موافق للعقل اوغير مخالف له و
لذا كان معتمدا فيه على التدبر فى نفس الآيات.
و هو و ان كان فىاكثر مواضع هذا التفسير متكلما و باحثا على مذاقاهلالمعقول و
العرفان و لكنه كما سمعنا منه شفاها و يلاحظه المراجع له عيانالايعول فى جميع
تلكالمواضع الاعلى علوم اهلبيت العصمة و الطهارةعليهم السلامو اخبارهمعليه
السلام كما صرح هو قده فى كثير من مواضعه نعم لو كان آراء اهلالمعقولو العرفان
موافقالاخبار اهلالبيتعليهم السلام فهو و الافيرده ببيان شاف و برهان
كاف.فجزاهالله خيرالجزاء.
و له قده تاليفات اخر قدذ كرهافى (كتاب نور مبين) كلها مخزونة فمن شاءفليراجع. و
قد دفن قدسسرهالشريف فى بلدة اراك و له مقبرة لها قبة رفيعة مشتملةعلى ضريح
يجتمع المسلمون لدى قبرهالشريف خصوصا ليالي الجمعات ويرثونهناك مراثى مولانا
ابىعبداللهالحسين صلواتالله عليه و على اصحابه و يتوجهون بهالىالله و يطلبون
منالله تعالى قضاء حوائهم. و بالجملة مقبرته مزار معروف، و لهاصحنان و سيعان ولكل
واحد منها بقاع فى اطراف الصحنين. اللهم احشره و ايانا معاجداده المعصومين
المطهرين آمين.
ثم ان هذا التفسير كان برهة منالزمن مخرونة فى زاوية مكتبة عظيمة للفاضلالخبير
حاج احمد خان حاجباشى(ره) فى بلدة اراك و طالما كنت مولعا فى انتشارهو تبريزه الى
الملاء الثقافى الدينى ليكون نفعه اعم و اتم... الى ان وفقالله تعالى لهذاالمشروع
المؤسسة الثقافية المسماة ب (بنياد فرهنگ اسلامى حاج محمدحسينكوشانپور -رحمهالله-
حيث ان مؤسسها قدشمرالذيل و صرف الهمة فى احياءالاثارالعلمى و التراثالدينى
جزاهالله خيرا و غفر لوالديه انه غفور شكور.
ثم انه لايسعنى دون ان اقدم ثنايى الى كل من ساعد فى نشر هذا السفرالعظيم من
الاستنساخ بمعاونة ثقةالاسلام الفاضل المحترم السيد عليالصالحىالاراكى زيد
توفيقه من خط مؤلفه، و من المقابلة و التصحيح و التهذيب و التعليقو التكميل بجهد
حجةالاسلام و المسلمين الحاج سيدحسين الموسوى الكرمانىو حجةالاسلام والمسلمين
الحاج الشيخ على پناهالاشتهاردى و فقهماالله لمرضاتهو الحمدللهاولا و آخرا و
ظاهرا و باطنا.
محرم 1396 هجرى
الاحقر محمدعلىالعراقى
رسالة فى اثبات ولاية مولانا اميرالمؤمنين (22)
بسماللهالرحمنالرحيم
اعلم ان مناقب مولينا علىبن ابىطالب -صلواتالله عليه- غير ممكنة الضبطحقيقة،
و (لنعم ما قال ابن ابىالحديد المعتزلى:) انهعليه السلام مع بلوغه فىالفصاحة
حداقيل فيه: ان كلامه دون كلام الخالق و فوق كلام المخلوق لواراد بيان مناقب نفسهو
اعانه جميع فصحاء العالم لما امكن الضبط. ولكن نذكر نبذة يسيرة مما يدل علىولايته
المطلقة و خلافته بلافصل.
(منها) قوله تعالى: انما و ليكمالله و رسوله و الذين آمنوا الذين يقيمون
الصلوةو يؤتونالزكوة و هم راكعون. (23)
تقريبالدلالة بوجه هو اخصر وابين ما فىالباب ان يقال: انه لاشبهة فى عدمكون
الوصف العنوانى دخيلا فىالحكم، و انما قصد به مجرد المعرفية; نظير ان يقال;وليك
شخص يصلى كل يوم فىالمكان الفلانى، و يظهر ذلك بملاحظة ان ايتاءالزكاةفى حالالر
كوع لايكونله مزية على ايتائه فى حال آخر من احوال الصلاة او غيرها،و لايتفاوت
الحال بوجوده و عدمه، لامن حيث الصحة، و لا من حيثالكمال، و لامن حيثالوجوب
اوالاستحباب، فيتعين ان يكون لاجلالمعرفية.
و بعد هذا نقول: لانحتاج الى تجشم اثبات ارادة الاولى بالتصرف من لفظالولى، بل
نوكله الى ميلالخصم، فنقول: لهذهاللفظة معان ثلاثة:
الاول الاولى بالتصرف و المختار كما يقال: فلان و لي علىالطفل يعنىصاحب
اختياره، فان فهمت على وفقالسليقة المستقيمة هذا المعنى هنا فهو نصفىالمطلوب،
فيدل على ان صاحبالاختيار المطلق على جميعالعباد فىجميعالامور بعدالله والرسول،
هوالمتصف بالوصف العنوانى.
الثانى: الناصر فنقول: على هذا تكون الاية ادل علىالمطلوب، بحيثيكاد انيرضى
الخصم من بابالالجاء بالاول، و تقريبه انالاية علىهذا تفيد حصرالناصرفى الثلاثة،
مع ان منالواضح عدمالانحصار فالاقرباء كل ناصر للاخر فى امورهو حوائجه و كذلك
الرفقاء و غير ذلك، فلابد من توجيه الاية بان يقال: انهؤلاءالذين نزعمهم الناصرين
يصح سلب هذاالعنوان عنهم بالحقيقة، فانالاموركلها مربوطة بمشيةالله و ارادته و لا
تصدر الاعن ارادته و لا يوجدشىءمنالتكوينيات الابقضائه، ثم فىالمرتبة النازلة
يتوقف تحققها على ارادةالنبىباذنالله تعالى، و كك فىالمرتبة النازلة بعده تكون
مربوطة باذنالله تعالىبارادةالولى، فاذا كانتالامور كلها بارادات هؤلاء
الثلاثة، غاية الامر فىالمراتبالطولية، ينحصر الناصر و المعين فيهم.
و على هذا يصير مدلول الاية ارفع منالاول اذمفادها علىالاولمجردالتشريع
الغيرالمنافي لانعزال صاحبه و غصبالغير منصبهالمجعول له و علىهذا راجع الى مرحلة
التكوين الغير المتصور فيه ذلك فحينئذ نقول: من كانفىالمرتبةالثالثة منالله و
الرسول فى اناطةالامور بارادته يتعين ان يكون هوالوالىعلىالعباد فى دينهم و
دنياهم.
الثالث المحب، و يظهر الكلام فيه مما تقدم فىالناصر اذالمراد انالمحب الذى
يترتب على محبيته اثر منحصر فى هذه الثلاثه فيجئ فيه جميعما تقدم.
و بعد ذلك فيبقىالكلام فى تعيين الشخص الذى عرف بهذا التعريف و انهمن هو
فنقول: نرجع فى ذلك الى رواياتالعامة، فقد روى بطر قهمالمعتبرة لديهماربع و
عشرون رواية (24) فى كونالمراد عليا عليه الصلاة و السلام.
فممنروىذلكالثعلبىفىتفسيره بعدةطرق ومنهمالفخرالرازى والزمخشرى.
قال الزمخشرى: وجيىء به على لفظةالجمع و ان كان السبب فيه رجلا واحداهو على
ابن ابىطالب، لترغيبالناس فىمثل فعله. انتهى و قد حكى ان اربعمائة خاتم اعطى
السائل فىحال الركوع; اربعون منهاجرتبيد عمر بامنية ان ينزل فى شانه مثل
هذهالاية.
و منهم سعدالدين التفتازانى و الملاعلى القوشچى، و الثانى هوالذى من غايةتعصبه
و عناده و عدم انصافه، انكر تواتر روايةالغدير و ضعف سندها و مع ذلكذكرهيهنا ان
الاية نزلت فى علىعليه السلام باتفاق المفسرين.
ومنهمابنالمغازلىالشافعى والكلبى،والواحدى، والبيهقى و ابونعيم،
وابوبكرالرازى و المغربى و الطبرى و الرجائى و غيرهم و اكثر هم ذكروا ذلك بطرق
متعددة.
فالاية بحمدالله تعالي لها اوضح دلالة على الولايةالمطلقة ليعسوبالدينعلى
عليهالصلاة و السلام.
و روايةالثعلبى فى هذا الباب هو ما رواه بسنده المتصل الى عبائة الربعى
قالبينا عبدالله ابن عباس جالس على شفير زمزم يقول: قال رسولاللهعليه السلام كذا
جاء رجلشد على وجههاللثام، فجلس بين يدى فكلما قلت: قال رسولاللهصلى الله عليه
وآله يقول: قالرسولصلى الله عليه وآله فسالته من انت، فرفعاللثام عن وجهه و توجه
الىالقوم و قال; الامنعرفنى فقد عرفنى و من لم يعرفنى فانا جندب بن جنادةالبدرى
ابوذرالغفارى،سمعت رسولاللهصلى الله عليه وآله بهاتين، والافصمتا، و رايته
بهاتين، والافعميتا يقول: علىقائدالبررة و قاتلالكفرة; منصور من نصره; مخذول من
خذله، و ساقالحديث الىآخر ما نقله فىتفسيرالمنهج (25) من اراده
فليراجعه، و جده شاهدا علىالمدعى.
و بعد ذلك فلا يصغى الى مناقشات ذكرها ابن حجر فى صواعقه علىالاستدلال بالاية،
و اللايق بالذكر منها مناقشتان لهما صورة يمكن اغترارالعوام بها:
الاول انالشيعة رووا ان عليا عليهالصلاة و السلام كان فى صلاته متوغلامستغر قا
فىالتوجه الىالله غير ملتفت الى ما سواه حتى انالسهام الواقعة علىبدنهالشريف
كانوا يخر جونها فى حالالصلاة و لم يحس بالمها مع عدم امكاناخراجها فى غير
حالالصلاة لشدة الالم، و هذا مناف معالتفاته الىالسائل و اعطائهالخاتم اياه.
و الثانى ان عليا كان فقيرا عديم المال، و الخاتم على مارووه كان قيمتهخراج
الشامات و هو ستماة حمل من فضة، و اربعة احمال من ذهب فاولا كيفيمكن بلوغ مثل هذا
الىالفقير، و ثانيا وجود مثل هذا الخاتم فىالخارج قريبمنالامتناع.
والجواب عنالاول، ان مقتضى ماذكروه انهعليه السلام كان غافلا فى حال صلاته
عنجميعالجهاتالراجعة الى وجودهالشريف و لا ينافى هذا ان يكون ملتفتا
الىسايرالجهات الراجعة الى طاعةالخالق، و لايكون الاشتغال بطاعة خاصة
هىالصلاةمانعا عن اقدامه بساير وجوهالطاعة التى من اعظمها خدمةالخلق
بعنوانرضاءالخالق و طاعته.
و الحاصل انهعليه السلام كان فى حال الصلاة مشغولا بتمام حواسه نحو المبدء
تعالىو الامورالراجعةاليه، و غافلاعن كل شئ ليس رجوعه و انتهاؤه الى طاعته
سبحانهو عبادته، فلا منافاة فىالبين اصلا.
و عنالثانى اولا بانا معاشرالامامية والحمدالله تعالى و نساله التثبت على
ذلكنعتقد في علىعليه السلام انه مالك خزائن السموات و الارض، فعلى هذا
لاوقعللاستبعادالمذكور و ليس هذا الاعتقاد من خواصنا بل يشر كنا فيه بعضالعامة،
كمايظهر من نقل بعضهم حكايةالشخص الذى جاء بعد موت رسولاللهصلى الله عليه وآله
يطلب ماضمنه له الرسولصلى الله عليه وآله لودعا قومه الى الاسلام و كان قد دعاهم و
كان ما ضمنه لهصلى الله عليه وآلهمآت منالنوقالاسود العين الاحمرالشعر فاتى به
علىعليه السلام بعد عجز ابىبكر فىاسفل جبل فصلى ركعتين فخرج منالحجر الصلب
النوق الموصوفة بهذه الصفةالبالغة ذلك العدد كل مع فصيلها فسلم زمامها الى الشخص
المدعى. (26)
و ثانيا انه صلواتالله عليه و ان كان فقيرا عديم المال لكنه لم يكن بحيثلايصل
اليه المال اصلابل كانت الاموال الكثيرة تصل الى يده و هو يقسمهاعلىالفقراء و ربما
يرفع يده عنالشئالذى كان حقهالشرعى كما فى قضية سلبعمروبن عبدود حيث رفعاليد
عنه مع ان منالمقرر ان من قتل قتيلا فله سلبه حتىان اخت عمر و لما رات جسد اخيها
بتلك الحالة منالعزة انشدت.
لو كان قاتل عمرو غير قاتله لكنت ابكى عليه آخر الابد
مع انه قد روى انالخاتم المذكور كان حلقته اربعة مثاقيل فضة، و فصه خمسة
مثاقيلمنالياقوت الحمراء و كان لطوقبن حران من ملوك العرب، و قد بارز عليا فى
غزوة،فقتله علىعليه السلام فملك خاتمه الرسولصلى الله عليه وآله علياعليه السلام
من بابالغنائم.
و ثالثا - ليس فيما ادعاه ابن حجر شئ ينفعه الا تضعيف هذهالروايةمنالشيعة و
اين له بالاستدلال بالاية على خلافته صلواتالله عليه اذهو تلائم معكون قيمة
الخاتم اعلى القيم، و مع كونها ادنيها كما هو واضح.
ثم من جملةالروايات التى رواها الخاصة فى نزول الايةالشريفة فى شان
على-عليهالصلوة و السلام-. مارواه ثقةالاسلام الكلينى (27) رضىالله
عنه فىالكافىعنالصادق صلواتالله عليه فى تفسير هذهالاية، وفيه بعدان ذكرعليه
السلام انالمراد بالذينيقيمونالصلاة الاية هو على و اولاده الائمة الاحد عشر
قالعليه السلام فكل من بلغ مناولاده مبلغ الامامة يكون بهذه النعمة مثله فيتصدقون
و هم راكعون، و السائلالذى سال اميرالمؤمنينعليه السلام منالملائكة، و الذين
يسالون الائمة من اولاده يكونونمن الملائكة.
ثم لم يعلم منالاخبار سر لهذه الملازمة، اعنى الملازمة بينالبلوغ
مبلغالامامةو بينالتصدق فى حال الصلاة حال الركوع و يقرب من الاعتبار ان يكون
هذا ابتلاءلائقا بمرتبة الاولياء فان لكل ابتلاءا بحسب حده، و حدهمعليه السلام
هوالوساطةو اخذالفيوضات منالمبدء الفياض و الافاضة على من دونهم، فيناسب
ابتلاؤهمبهذا الامر لالان يصير المجهول علىالله معلوما بل لان يتضحالحال علي
المخلوقينو انهم القابلون لنيل منصبالخلافة و الولاية و التوسط، لما فى هذالامر
منالكشفعن انالفاعل مع كمال تو غله فىالتوجه نحوالمبدء الفياض، لايمنعه
ذلكعنالتوجه نحو الخلق و تربيتهم و اعانتهم و رعاية حالهم والله هو
العالمبحقيقةالحال.
آية المباهلة
«فمن حاجك فيه من بعد ما جائك منالعلم فقل تعالوا ندع ابنائنا و ابنائكمو
نسائنا و نسائكم و انفسنا و انفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنةالله على الكاذبين.»
(28) الاستدلال بهذهالآية الشريفة علىالولايةالمطلقة لمولينا اميرالمؤمنين
يبتنىعلى مقدمتين مسلمتين.
الاولى انالنبىصلى الله عليه وآله لم يخرج للمباهلة من اصحابه و اهل بيته
سوىالذواتالمقدسة الاربعة، الحسنين، و فاطمةالزهراء و اميرالمؤمنين -صلواتالله
عليهماجمعين-، و هذا ممالم ينكره احد منالخاصة و العامة.
الثانية ان كلا من هذهالاربعة صلواتالله عليهم لابدوان يدخل تحت
عنوانمنالعناوين الثلثة المذكورة فىالاية، فالحسنان لاشك فى دخولهما تحت
ابنائناو فاطمة صلواتالله عليها داخلة فى نسائنا بقى ان يكون علىعليه السلام
داخلا فى انفسناو بهذا قد صرحالمؤالف و المخالف; و المحب و المبغض.
فان قلت لم لايجوز ان يكون علىعليه السلام داخلا فى ابنائنا غايةالامر ليس
ابناحقيقيا فيحمل على الابن التنزيلى، و هذ اليس باولى من دخوله تحت انفسنا،
فانهعليه ايضا لابد منالحمل علىالتنزيلى لامتناع ارادة الحقيقى قلت الوجه
لزومالمغايرة بينالداعى و المدعو اذ منالمعلوم ركاكة ان يدعو الشخص نفسه و
حينئذفينحصر النفس التى تكون مغايرة معالداعى فى علىعليه السلام.
فاذا علم انه قد عبر عن علىعليه السلام بنفس الرسولصلى الله عليه وآله فلابد
ان يعلم اناقتضاءالتعبير عن شخص بهذا العنوان و لازمه ماذا؟ فنقول: لازمه الافضلية
منجميعالبشر ممن عدى خاتمالنبيينصلى الله عليه وآله، و من المعلوم ملازمة ذلك
للرياسة العامة.
و بيان ذلك بوجهين: الاول انه منالمعلوم امتناع اتحادالنفسين و صير و رتهمانفسا
واحدا حقيقة فاذا تعذرالحقيقة انصرف الى الصفات، و المراد انه واجد لصفاتالنبىصلى
الله عليه وآله باجمعها، كالحلم، و العلم و الشجاعة، و التقوى، و منها الافضلية
منكلالبشر حتىالانبياءعليهم السلام; فيلزم اشتراك المعنون فى جميع تلك الصفات،و
مساواته معالنبىصلى الله عليه وآله فى جميعها، غايةالامر خرج وصف النبوة
بالاجماع،و منالمعلوم ان هذا اعنى الافضلية منالكل تلازمالرياسة العامة.
و الثانى انه فىالعرف يطلق هذهاللفظة: اعنى فلان بمنزلة نفسى وير ادمنيقوم
مقامالمتكلم فىالاقدام و القيام بالامور التى تكون مطلوبة منه، و من وظيفتهو على
عهدته فى فرض غيبته او مرضه او موته، مثلالو ربى تاجر ولدا له ور آه
بالغاغايةالعقل و الفطانة و الكفاية، و عالما بجميع امور الاب، فهذا الاب يثق بهذا
الابن،و يراه فى ايام غيبته و مرضه قائما مقامه فىامور البيت و العيال و السوق و
المعاملةو المراودة بينالناس و جميع لوازم المعاشرة، بحيثيرى ان ما يكون لنفسه
منالجدو الاجتهاد و السعى فى انجاز هذهالامور بعينه يكون ثابتا لهذا الابن ايضا
فيطلق عليهان ابنى هذا بمنزلة نفسى فى غيبتى و مرضى، فيكون النظر اليه فى جميع
اموركانالنظر فيها الى بل يرى حياته منوطة بحياة هذا الابن فاذا مات يرى
جميعالامورالموجبة لبقائه حاصلا و بالجملة يكون لهذينالنفسين جميع آثار النفس
الواحدةالمستمرة.
و حينئذ نقول: ان لنبيناصلى الله عليه وآله علاوة على اموربيته و عياله و
مراوداتهو معاشراته و معاملاته امورا اخر روحانية هي العمدة منالامور التى تكون
علىعهدة هذا الشخص المعظم، و هى اقامةالدين، و نشرالاحكام، و تربيةالامة،و
تكميلهم و اقامة الحدود، فمن كان نفسا للنبىصلى الله عليه وآله فلابد و ان يكون
جميعهذهالامور مطلوبة منه كما كانت مطلوبة منالنبىصلى الله عليه وآله فى زمان
غيبةالنبىصلى الله عليه وآله اومرضه او موته، و من المعلوم ملازمة هذا
للرياسةالعظمى و الامارةالكبرى.
ثم انالمطلوب فى مقام المباهلة ان ياتى النبىصلى الله عليه وآله بابنيهالحسن
و الحسينصلواتالله عليهما، الذين هما قرتا عينه و ثمرتا فؤاده، و
بفاطمةالزهراعليها السلامالتى هى بضعة منه، و بمن هو اعزالانفس عنده و يكون نفسه
نفسالنبىصلى الله عليه وآله و بقاؤهبقاءالنبىصلى الله عليه وآله و حياته حياته
و قيامالامور المطلوبة منالنبىصلى الله عليه وآله فى اوقات مماتهبوجوده.
و بعبارة اخرى من يكون جميع رجاءالنبىصلى الله عليه وآله و وثوقه و اعتماده و
استظهارهبوجوده. ففيه دلالة على كمال اظهار حقانيته لدلالة ذلك على انى لو كنت
كاذبافالهلاكة كانت واردة على و على اهلبيتى الاقربين و على من هو بمنزلتي
حتىلايبقى منى اثر و لاعين والله الموفق للصواب.
اعلم انالغرض اتمامالحجة لاحصرالايات الدالة و عدجميعها فانه ليس منشاننا
لعدم وفاءالعمر بذلك، فالمناسبالاشارة الى بعضالاحاديث ايضا فنقولو بالله
الاستعانة و عليهالتكلان:
(منها) ماروى من طريق الخاصة بسبعين طريقا و من طريقالعامة بماة طريقعلى ما
حكى عنالسيد هاشمالبحرانى (29) و بثلثمائة طريق على ما حكى
عنالسيداسمعيل النورى (30) بالفاظ مختلفة ففى بعضها على نحو الخطاب
لعلىعليه السلام انت منىبمنزلة هرون من موسى و فى بعضها على منى الخ و فى بعضها
اما ترضى ان تكونمنى الخ.
وجهالاستدلال انهصلى الله عليه وآله اثبت جميع منازل و مراتب كان لهرون
بالنسبة الىموسى لعلى بالنسبة الى نفسه صلىالله عليهما و آلهما، و الدليل على هذا
العموم،الاستثناء، فانه لو نزل شخص منزلة آخر من دون ذكر صفة خاصة من صفاته،كان
يقال فىالسخاوة او فيالشجاعة بل على نحو الاطلاق، ثم عقب باستثناءصفة مخصوصة، كان
يقال زيد بمنزلة عمرو الافى الكتابة، فهذا ظاهر عرفافى انالمتكلم ارادتمام الصفات
الكائنة لعمرو والالتعرض لاخراجه فى مقامالاستثناء، فحيث اقتصر علي الكتابة علم
ارادة المنزلة بالنسبة الى الباقي،فكذلك اذا قيل: نسبة على الى كنسبة هرون الى موسى
و منزلته منى منزلة هرونمن موسىالافى صفةالنبوة، يكون ظاهرافى جميع ماعدا النبوة
مما كان لهرونمن موسى.
ثم من جملة منازل هرون ما استدعاه موسى حيثحكىاللهتعالى عنه بقولهرب اشرح لى
صدرى و يسرلى امرى و احلل عقدة من لساني يفقهوا قولى و اجعللى وزيرا من اهلى هارون
اخى اشدد به ازرى و اشركه فى امرى. (31)
فمقتضى العموم ان عليا كان وزيرا للرسولصلى الله عليه وآله كما كان هرون و زيرا
لموسىو ظهره مشدودا بعلى كما كان ظهر موسى مشدودا بهرون، و كان على شريكاللنبىصلى
الله عليه وآله فى امره، كما كان هرون شريكا لموسى فى امره.
ثم المراد بالشركة فى هرون مع عدم تعقلالشركة فىامرالنبوة بحيثيكونانمعانبيا
واحدا لكن يتعقل فىالمرتبة النازلة بان يكون بحيث لومات موسىعليه السلام
كانهرونعليه السلام هو الخليفة له و النبى بعده و ان لم يعش هرونعليه السلام بعد
موسىعليه السلام و هذاالمعنى لاينا فى مع فرضالطاعة و الولاية التى هى المدعي
فيمكن ان يكون النبىو الوصى كليهما مفترض الطاعة فى زمان واحد.
و يدل عليه قوله تعالى: و اطيعواالله و اطيعوا الرسول و اولى الامر منكم
(32) و عن هذا المعنى عبرالنبيصلى الله عليه وآله بالفاظ مختلفة; كقولهصلى
الله عليه وآله انا مدينة العلم و على بابها (33) و قولهصلى الله عليه
وآله انا و على ابوا هذهالامة (34) و الحاصل ان النبوة معالنبوة و ان
كان لم يمكناجتماعهما (35) لكن النبوة معالمرتبةالملازمة معالنبوة
فيما بعد. و ان شئت عبر عنهابالامامة و الولاية، و فرضالطاعةالفعلية فاجتماعهما
بمكان منالامكان فالكلامبعمومه يثبت هذهالمرتبة لعلىعليه السلام و هوالمطلوب.
و توهم بعض الجاهلين حيث قال: ان هذاالكلام كان بعض موارد عز صدورهمنالحضرة
النبويةصلى الله عليه وآله عند خروجه الى غزوة تبوك، و استخلافهصلى الله عليه
وآله علياعليه السلام فىالمدينة، و اظهار علىعليه السلام اشتياق الكون
فىخدمتهصلى الله عليه وآله فقال فى جوابه: اما ترضى انتكون منى بمنزلة هرون من
موسى فهذا الاستخلاف كان مخصوصا بزمان غيبةالنبىصلى الله عليه وآله فى تلك الايام
التى سافر الى تبوك و بعد مراجعته حصلالانعزال، و لولميحصلالعزل بالقول.
و مافهم هذا الجاهل ان صدور هذاالكلام لم يكن فى واقعة واحدة بل فىوقائع عديدة،
فورودالاشكال على فرض تسليمه فى بعض الوقايع، لايوجب قدحافىالوقايع الاخر التى صدر
هذاالكلام فيها، مع انالمناقشة المذكورة فى كمالالبرودة مع ملاحظة سوقالكلام و
استثناءالنبوة من بعدهصلى الله عليه وآله.
ثم ان هنا مناقشة اخرى و هى انالاستثناء انما يفيدالعموم اذا كان متصلا،و كان
المستثنى من افرادالمستثنى منه، و الافالاستثناء المنقطع، اعنى ما كان خارجاعن
افراده، يكون بمنزلة قضية مستقلة مصدرة باداة الاستدراك، فكانه دفع توهمنشامن
الكلام، كما يقال جاء زيد و لكن لم يجئ عمرو، فكذلك اذا قيل جاءالقومو لكن لم يجئ
افراسهم، و الاستثناء فى حديث المنزلة ايضا منقطع، لان النبوة بعدموسىعليه السلام
ليست من منازل هرونعليه السلام من موسىعليه السلام، فان منزلة شخص من شخص ماكان
له نحو ارتباط بذاك الشخص الثانى، كان يكون الاول خليفته او وزيره او ابنه اوكاتبه
او شاعره او خادمه او صاحب سره او شريكه فى امره الى غير ذلكمنالارتباطات و
الاضافات بينالشخصين.
و اما النبوة فهى منصب الهى و لايصح ان تعد منالمنازل بينالمخلوق بمجردكون
زمانها بعد زمان شخص فانه لايصير بذلك نبى هذا الشخص، بل هو نبىالله،غايةالامر
يكون بعده، فعلم ان الاستثناء منقطع، اذالمستثنى منه منازل هرون منموسى، و النبوة
بعد موسى ليست منها.
والجواب انالصغرى و ان كانت مسلمة و ان كان بعض علما ئنا حاول منعهاايضا و لكن
الانصاف انها متينة. و لكنا نمنع الكبرى و هوان الاستثناءالمنقطع لايفيدالعموم، بل
نقول انه فى افادةالعموم ان لم يكن اقوى منالمتصل، فهو مثله قطعا، الاترى لو قيل
خرج اهلالبلد الاخواجه حافظالشيرازى، فهذا الكلام مسوق لافادةغايةالتاكيد و
المبالغة، لعدم بقاء احد من اهلالبلدفيه; حتى كان الباقى هو خواجهحافظ; و كذلك لو
قيل خرج اهلالبلد الا افراسهم، يفيدان المتكلم الذى تعرضو صار بصدد اخراج الافراس
كان متوجها الى عدم بقاء احد فىالبلد. فلو كان واحدمن اهل البلد با قيالتعرض له
بطريق اولى; و حينئذ فنقول فىالحديث الشريفانهصلى الله عليه وآله نزل عليا من
نفسهصلى الله عليه وآله منزلة هرون من موسىعليه السلام منالوزارة، و شدالظهر،و
الاشتراك فىالامر علىالمعنى الذى سبق ثم تاكيدا و مبالغة لجميع تلك المنازلو
المراتب تعرض لما ليس منها، و هىالمرتبةالعالية التى كان هرون واجدالها،و كانت
مقتضيه لنبوته بعد موسى لوعاش، فاثبتصلى الله عليه وآله هذهالمرتبة ايضا
لعلىعليه السلامو تعرض ان عدمالنبوة انما هو من جهة انه لانبى بعدى. لاانه ليس
فى علىمقتضىالنبوة، فهو علاوة على وجدانه درجات هرون بالنسبة الى موسى بالنسبة
الىواجد لمرتبة اخرى ايضا بحيث لو امكن النبى بعدى لكان هو علياعليه السلام،
فالكلامعلى هذا فى افادةالعموم لو لم يكن با بلغ منه على فرض اتصال الاستثناء
فليسباقصر محققا.
ثم ان للعامةالعميا ايراد اعلى عامة ما نرويه و نستدل به، منالتنصيصات
علىخلافة علىعليه السلام له صورة تغتر بها العوام، و هو ان ما ادعيتم من
هذهالتنصيصاتالكثيرة و التاكيدات، و التشديدات البليغة فى امر خلافة على ينبغى ان
يقطع بخلافهاالعاقل اذالاحظ حال الصحابة، و كيفية اهتمامهم فى امرالدين و تحملهم
الصدماتو المشاق، و الحروب لاعلاء كلمةالاسلام، حتى انهم فىبعضالغزوات
انحصرقوتهم بان يمص احدهم التمر، ثم يدفعه الى صاحبه; فيمصه، و ما كان
غرضهمالاتشييدالحق. و تخريب الباطل، و اذا كان الامر كما وصفتم بهذا الوضوح و
الظهور،كيف يمكن لهولاء الصحابة ان يسكتوا باجمعهم.و يبايعوا ابابكر مع وضوح
بطلانه،و كيف يمكن ان يصير هذا الامر الباطل متحققا فى مرآهم و مسمعهم؟ بل
كانوايتصدون لدفعه مع كمال الجد و السعى، و يوجبون على انفسهم ترك المساهلة،لاداء
ذلك الى خراب ما تحملوا تلك المشاقالعظيمة، و المساعى الجسيمةفىاظهاره و ترويجه،
منالدين.
و الجواب: ان منالممكن بمكان منالامكان ان رجلين كافيين (36) ربما
ينزلانجماعة كثيرة على امر، و يحققان اجماعهم على ذلك الامر.
فمن الممكن ان يكون اول زمان تصدوالبنيان مقاصدهم الخفية زمانا امرهمالنبىصلى
الله عليه وآله بالتسليم على علىعليه السلام بامرةالمؤمنين.
و قد حكى عن ابى بردةالاسلمى انا كنا جماعة حضرنا فى محضرالنبىصلى الله عليه
وآلهفى هذه القضية (37) فلما خرجنا قال عمر فىالطريق اصبروا ان يموت
هذا الرجل نضعهذه الكلمات تحت اقدامنا.
ثم ترقى الامر قليلا قليلا حتى اجتمع جماعة و وقع فيما بينهم التعاهدو وضعوا
الصحيفة الملعونة و ادخلوا فىاذهانالناس انه لابد منالممانعة عن انيجلس على
مجلس النبى بعد وفاتهصلى الله عليه وآله والادارالسلطنة و الملك فى بنى علي،و تصير
رقاب اولادنا ذليلا لهم و رعية لهم فنصير نحن الى الانحطاط و الانعدام،و هم الي
العظمة و علوالامر كالا كاسرة و اشباههم من ملوك الدنيا حيثيخلف كلابن محل ابيه
فىالسلطنة و الدولة فلابد من عدم تخليةالسبيل لهم من اول الامرحتى لا
تستقرالخلافة فىاولاد على فيصعب ازالتها.
و منالمعلوم انه بعد سبق هذهالمقدمات و تشييد مادةالفساد كان اضلالالناس
فىغايةالسهولة و يحصل اجتماعالنفوس بالتطميعات و التخويفات و بعدذلك لايبقى
استبعاد اصلا.
و من ذلك اجتماع الناس على معاوية عليهالهاوية مع وضوح بطلانه فلا حظكيف اوجد
اسباب تفرفة الناس عن اميرالمؤمنينعليه السلام . و هذا عمروبن عاص كتب اليهمعاوية
بهذهالالفاظ:
من معاويةبن ابى سفيان خليفة عثمانبن عفان امامالمسلمين و خليفةرسول
ربالعالمين ذىالنورين ختنالمصطفى على ابنتيه (الى ان قال) المحصورفى منزله
المقتول عطشا و ظلما فى محرابهالمعذب باسياف الفسقة الىعمروبنالعاص صاحب
رسولاللهصلى الله عليه وآله، و ثقته و امير عسكره بذات السلاسل
المعظمرايهالمفخم تدبيره.
ثم ذكر حكاية قتل عثمان و ان مولينا عليا امتنع من نصرته و لم يكتف
بذلكفحركالناس ايضا على قتله، ثم دعا عمروا الى المحاربه و القتال مع علىعليه
السلام.
فاجا به عمرو بهذا الالفاظ:
من عمروبن العاص صاحب رسولاللهصلى الله عليه وآله الى معاويةبن ابىسفيان اما
بعدفقد وصل كتابك فقراته و فهمته، اما ما دعوتنى اليه من خلع ربقةالاسلام من
عنقى،و التهور فىالضلالة معك و اعانتى اياك على الباطل و اختراط السيف في وجه
علىرضىالله عنه، و هو اخو رسولاللهصلى الله عليه وآله، و وصيه، و وارثه، و قاضى
دينه، و منجزو عده و زوج ابنته سيدة نساء اهلالجنة و ابوالسبطين الحسن و الحسين
سيدىشباب اهل الجنة.
ثم قل بعد كلام له: و يحك يا معاوية اما علمت ان ابا حسن بذل نفسه بينيدى
رسولاللهصلى الله عليه وآله، و بات على فراشه، و هو صاحب السبق الى الاسلام و
الهجرة.
و قد قال فيه رسولاللهصلى الله عليه وآله: هو منى و انا منه و هو منى بمنزلة
هرون منموسىالاانه لانبى بعدي.
و قد قال فيه يوم غدير خم الا من كنت مولاه فعلى مولاه، اللهم و ال من والاهو
عاد من عاداه، و انصر من نصره، و اخذل من خذله.
و هو الذى قال فيهعليه السلام يوم خبير: لاعطين الراية غدا رجلا يحبالله و
رسولهو يحبهالله و رسوله.
و هوالذى قال فيه يومالطير: اللهم ائتنى باحب خلقك اليك فلما دخل عليهقال
اللهم والى.
و قد قال فيه يومالنضير: على امامالبررة و قاتل الفجرة منصور من نصرهمخذول من
خذله.
و قد قال فيه: على و ليكم بعدى، و اكد القول على و عليك و على جميعالمسلمين.
و قال: انى مخلف فيكم الثقلين كتابالله و عترتى.
و قد قال انا مدينة العلم و على بابها.
و قد علمتيا معاوية ما انزلالله تعالى فى كتابه من الايات المتلوات منفضائله
التى لايشر كه فيها احد.
كقوله تعالى: يوفون بالنذر و يخافون يوما كان شره مستطيرا (38) .
انما وليكمالله و رسوله و الذين آمنوا الذين يقيمون الصلوة و يؤتون الزكوةو هم
راكعون (39) .
افمن كان على بينة من ربه و يتلوه شاهد منه (40) رجال صدقوا ما
عاهدواالله عليه من المؤمنين (41) و قد قالالله تعالى لرسولهعليه
السلام قل لا اسئلكم عليه اجرا الاالمودة فىالقربى. (42)
و قد قال رسولاللهصلى الله عليه وآله: اما ترضى ان يكون سلمك سلمى و حربك
حربى;و تكون اخى و وليى فىالدنيا و الاخرة، يا ابا الحسن من احبك فقد احبنىو من
ابغضك فقد ابغضني; و من احبك فقد ادخلهالله الجنة، و من ابغضكادخلهالله النار.
و كتابك يا معاوية الذى هذا جوابه، ليس مما يخدع به من له عقل او دينو السلام.
هذا جواب عمرو، و اشعاره المصدرة بقوله:
بآل محمدصلى الله عليه وآله عرف الصواب (43) الخ ايضا معروفة.
ثم ان هذا الشخص مع وصول هذهالمطالب اليه و وضوح الحق لديه، قد لحقفى آخرالامر
بمعاوية، و ذهب الى ما ذهب اليه ابوه، فليتا مل المتامل كيف تصنعبالانسان الاهوية
الباطلة و الخيالات الفاسدة و حب الجاه و الرئاسة و السلطنة بحيثلا يستبعد منه
صدور شئ منالا فعال، و ان بلغ فىالفضاحة و الشناعة ما بلغ و فىالقباحة الى ما
يتعجب منهالمتعجبون.
فاي استعجاب فى صدور ذلك من بعض الشياطين فى قضية ابى بكرو اضلالهم الناس و
اخراجهم عن دينهم بالتطميعات و التخويفات، و المقدمات التىمهدوها عند انفسهم.
و ايضا من اوضح الدلائل على سهولة تحصيل اجماع الخلق على امر و لو
كانفىالبطلان كالشمس فى وسطالسماء، وقعةالطف، و قضية شهادة مولينا
ابىعبداللهالحسين صلواتالله عليه، و الحال انه لم يخل الزمان من الطبقة الاولى
منالصحابة، و لم يمح عنالاذهان ما فعله رسولاللهصلى الله عليه وآله
بالحسنينعليه السلام من حملهما علىكتفه (44) و غير ذلك، مما هو
فىالوضوح يستغنى عنالذكر و قولهصلى الله عليه وآله فى حقهما: انهماسيد اشباب
اهلالجنة (45) و انهما امامان سيد ان قاما او قعدا (46) و
لا اقل من ان عدم جوازاراقة دمه كان منالواضحات، التى لا ينكر وضوحه الا المعاند،
العارى عنالحياء.
و قد اتم الحجة صلواتالله عليه على تلك الجماعة، التى حضرت لسفكدمه، و اقام
عليهم البراهين الواضحة و احالهم فى تصديق ما رواه من فضائله، التىجرت على لسان
رسولاللهصلى الله عليه وآله الى الموجودين منالصحابة مثل جابرو سهلالساعدى و
زيدبن ارقم الى غير ذلك منالاحتجاجات المذكورة فى محالها،و مع ذلك لم يزد هم الا
اصرارا و الحادا حتى قال بعضهم و هو اشعثبن قيسالملعون على ما نقل - بعد تلك
الاحتجاجات: ما ندرى ما تقول انزل على حكمابن عمك.
فلينظر العاقل الى اى مرتبة تصل عمى القلب و الانحراف عنالحق الصريححيث
لايكتفى لرفعه آلاف الوف شاهد و بينة، و آية و معجزة، نعوذ بالله منشرورالنفس
الامارة بالسوء.
و ممايدل على المطلوب ايضا الخبر المتواتر المقطوع، من قولهصلى الله عليه وآله
عندرجوعه من حجةالوداع، فى غدير خم فى جملة خطبة له، المتواتر منها ذلك: منكنت
مولاه فهذا على مولاه، اللهم و ال من والاه، و عاد من عاداه و انصر مننصره;و اخذل
من خذله.
اما تواتره فقد روى من طريق العامة على ماحكى من ابن عقدة، بمائةو خمس طرق و
السيد اسماعيل النورى (47) من طرقالخاصة، بنيف و ثمانين طريقا.
و الخدشه فى كون مثله من المتواترات، بان المتواتر ما افادالعلم، و يمكنالخلف
بانه لايفيد العلم فاسدة منشاها اما عدم الوقوف و عدم التتبع و اما العنادبالعناد،
فان شرط حصول العلم منالتواتر عدم حبالجانب الاخر بواسطة كونه علىدينالاباء و
الاجداد.
و حينئذ فيق: لو قال لك ايها المنكر للتواتر في خبر الغدير قائل مناليهود
اوالنصارى: ان ما استدللتبه على نبوة خاتمالانبياءصلى الله عليه وآله، من تواتر
المعجزة، لايفيد لناعلما، بل ولا تزلزلا و ترديدا، فباى شئتجيبهم؟ فنحن نجيبك به
هيهنا فنقول: اذاحصل لك اقطع بعدد اقل كالعشرين، فدعويك عدم حصول القطع بما يبلغ
قريبامنالماتين تكون منالهذيان، و يضحك عليك النساء و الصبيان، و من
المعلومازيدية عدد التواتر فى هذا الخبر حصل لك القطع منه فى باب المعجزات كيفولو
اخبراحد من بلدة كاشان مثلا بان سعر. المتاع الفلانى كان كذا يحصل القطع،لانه
لايتصور له داعالكذب فكذا ما ينقله علماءالعامة فى كتبهم من طرق هذاالخبر لايتصور
لهم داعالكذب اذلا يتصور فى جعله لهم كذبا منفعة، بل فيهالضرربحالهم.
و اما سببيةالتواتر لحصول القطع فليستسببية عقلية فلا يمتنع عدمحصولالقطع
عقيبه عقلا و لكن يمتنع عادة مثل ساير الاسباب العادية كما يحصلالقطع بعدم
سقوطالسقف لامتناعه عادة مع انه لاامتناع فيه عقلا.
و اما دلالة الخبر فنقول: ان للمولى معان: الرب، و الربيب، و الشريك، و
ابنالاخت، و ابن العم، و الابن، و العم، و المالك، و العبد، و المعتق، و المعتق،و
المنعم; و المنعم عليه; و الجار، و ضامنالجريرة، و الوارد بالضيافة: و التابع،و
الصهر، و زوج الاخت; و ابوا كل من الزوجين -و مرادفه فى هذا المعنى بالفارسيةخسرا
(48) - و المحب; و الناصر; و صاحبالاختيار; و الاولى بالتصرف; و
يمكنارجاعالاخيرين الى واحد.
و كيف كان فلا يخفى عدم مناسبة ماعدىالاربعة الاخيرة فىالمقام، و لاادعاها
احد: و انما ادعى انالمراد هوالمحب او الناصر.
و ليعلم اولا ان ما يستدل به علىالامر الاعتقادى، لابد ان يصل منحيثالسند الى
القطع بالصدور و قد فرغنا من هذهالجهة بحمدالله، و ان يصل منحيثالدلالة ايضا الى
القطع و النصوصية، و الافمجرد ارجحية احد الاحتمالات معاحتمال ما ينافى المطلب غير
كاف فى هذا الباب، و ان كان يكفى فىالاحكامالفرعيةالعملية.
فنقول: الامر هكذا فى دلالة الخبر، يعنى تصل الى حد القطع لانه لو كانالمراد هو
المحب او الناصر و ان فرضنا ان التوصية بهذا الامر ايضا منالمهمات، التىيصح
لاجلها التوقف و النزول فى حرالهواء قريب الزوال، فى ذلك المكان الغيرالمعد لنزول
القافلة لما هو المعلوم من عداوة جلالناس لعليعليه السلام و لكن كان حقالعبارة
حينئذ ان يقال: من كان مولاى فليكن مولى على، اى من كان ناصرى او محبىفليكن ناصر
على او محبه و العبارة المنقولة بخلاف ذلك، فيكون على هذا المعنىتوصية لعلى بحبه
للناس و نصرته لهم كما هو واضح،فلم يكن معنى لسبق قولهالست اولى بكم بل كان
المناسب ان يقول: الست اولى بك يا على من نفسك و لميكن وجه لجمع النفوس فى ذلك
الموضع و هل يخاف النبىصلى الله عليه وآله من مخالفةعلىعليه السلام لو قال له
ذلك فىالخلوة، او في محضر جمع قليل، و ما كان وجه لتهنيةعمربنالخطاب بقوله: بخ
بخ الخ و ما كان وجه انشادالشعرا للمديح فى حقعلىعليه السلام، و ما كان وجه لقوله
حسان.
فقال له قم يا على فاننى رضيتك من بعدي اماما و هاديا
و ما كان وجه للبيعة المصرح بها فى اشعار ابن ابىالعاص التى قالها فى هذا
الموقفحيث قال:
و ضربته كبيعتة بخم معاقدها منالقوم الرقاب
و ايضا ماصح قضيةالحارث الفهرى (49) ، المذكورة فى محلها.
و ربما يخدش فى كلية ادلة هذا الباب، بانا نسلم جميع ذلك، و انالخلافةخاصة
لعلى ليس فيها لغيره حظ و لا نصيب و لكن كان قيامالثلاثة بالامر برضاهو امضائه
فكانوا نائبين منابه، و قائمين مقامه، و منصوبين من قبله صادرين عن امرهو نهيه
متابعين له متابعةالعبد لسيده و الرعية لسلطانه، و الاكان علىعليه السلام و ليا
علىجميع الخلق، حتى على ابىبكر و عمر و عثمان.
و فيه ان هذه الدعوى كاذبة و ينادى بكذبها ما حكى من كلمات الاميرعليه
السلامفانها مشحونة من التصريحات بعدم رضاه و غصبهم لميراثه و حقه عن ظلم و
عدوانو ان عدم تصديهعليه السلام للمحاربة معهم بنفسه و عشيرته كان من باب ملاحظة
الاهمو ترك المهم لوقوعالمزاحمة بين حفظالاسلام و غصبالولاية فانهعليه السلام
لوتصدىللحرب كانالاسلام فى معرضالزوال، و لو صبر كان محفوظا، لانهم كانوا
لحفظصورة الاسلام فى غاية الجد، غاية الامر كانت الولاية مغصوبة، فمن
بابترجيحالاهم و حفظالاسلام اختار الصبرعلىالحرب كما ان لعين هذهالجهة اختارو
لدهالحسينعليه السلام الحرب علىالصبر، حيث كانت القضية فى حقهعليه السلام
بالعكس،و بالجملة التشكيات فى كلام الاميرعليه السلام عن الثلاثة لاتقبل الانكار.
و منجملة الاخبارالتى تواترها مقبول لدى المؤالف و المخالف، خبرالثقلينحيث
انهصلى الله عليه وآله جعلالعترة صلواتالله عليهم تاليا للقرآن الكريم و
جعلالاخذو التمسك بذيلها موجبا لعدم ضلالة صاحبه ابدا و المراد بالعترة
اهلالبيتعليهمالسلام و المراد باهلالبيت من قد عينه رسولاللهصلى الله عليه
وآله فى حديث الكساء،فانهصلى الله عليه وآله بعد اجتماع على و فاطمة و الحسن و
الحسين معه صلواتالله عليهماجمعين تحتالكساء، قال: اللهم هؤلاء اهل بيتى حقا،
فقالت ام سلمة رضىاللهعنها: الست من اهلك؟ فقال: انك على خير و لكن هؤلاء
اهلبيتى و ثقلى.
و قد اكتفينا فى بحث امامة مولينا علىعليه السلام بهذا المقدار، لانه يكفى
للمنصفانشاءالله تعالى، مع انالاستقصاء يستوعب العمر، فالان نشرع بعونالله
الصمدفىادلة امامة سايرالائمهعليهم السلام.
فنقول: من جملة الادلة على ذلك الشامل لامامة مولينا علىعليه السلام ايضا.
قوله تعالى: «اطيعوالله و اطيعوا الرسول و اولى الامر منكم (50)
»بيانه: ان العاقل يحكم بان من يجعلهالله مفترض الطاعة بقول مطلق لابد و انيكون
خاليا عنالعصيان و معصوما و طاهرا ذيله من مخالفة الرحمن و كذلك منالخطا فانه من
لايبالى عنالمعصية و يعمل بهواه و يترك امر مولاه فقد يجره ذلك الىاراقة دم مسلم
من دون حق اوالى نهب ماله او هتك عرضه الى غير ذلك ممانهىالله عنه فيتعلق شهوته
بوجوده، او مما امرالله فيتعلق ميله بتركه و حينئذ لواوجبالله على عباده طاعة هذا
الشخص بقول مطلق يلزم ان يوجب الله معصيتهو مخالفة امره و نهيه (51)
على عباده، و هو منالقبح بمكان، و كذلك يلزم التكليفبمالا يطاق فانه يامر باراقة
دمالمسلم لكونها مما امر به هذا الشخص و ينهىعنها ايضا.
و بعد وضوح هذا المطلب نقول: لم يدع احد مرتبة العصمة فى حق احد منالامة الافى
حقالائمة الاثنى عشر صلواتالله عليهم اجمعين; و غير هم لم يدع احدلو جدانه
هذهالمرتبة، فتعين ان يكونوا هم المراد باولى الامر فىالاية.
مضافا الى امكان التمسك لطهارة ذيلهمعليه السلام، باية: انما يريدالله ليذهب
عنكمالرجس اهلالبيت و يطهر كم تطهيرا (52) فانه قد ورد من طريق العامة
احد و اربعونخبرا على تعيين اهلالبيت فيهم، و من طرقالخاصة اربعة و ثلاثون
(53) و الفرق انهفىالاولى لم يذكر غير الاربعة المباركة: على، و فاطمة،
والحسن والحسينعليه السلام، و فيبعضالثانية ذكر جميعالائمة الاثنى عشر
صلواتالله عليهم اجمعين.
و قد اعترف من علماء العامة ابن ابىالحديد المعتزلى، بدلالة هذهالاية
علىالعصمة حيث قال ما حاصله انالنبيصلى الله عليه وآله قد افهمنا المراد باهل
البيت فى حديثالكساء، حيث انهصلى الله عليه وآله بعد اجتماعالاربعة الطيبة قال:
اللهم ان هؤلاء اهل بيتى حقافعلمنا انالمراد باهلالبيت فى هذهالاية من هو، ثم
ذكر ما حاصله: فان قلت: فيدلالاية علىالعصمة فى علىعليه السلام فاجاب نعم، نحن
قد علمنا من حالاتهالباطنيةبوجدانهعليه السلام هذهالمرتبة; و ان كان فرق بين
هذا و بين وجوب العصمة، ففرق بينقولنا زيد معصوم، و بين قولنا زيد واجبالعصمة;
لاشتراط ذلك فىامامته،و الاعتبار الاول يقول به المعتزلة، و الاعتبار الثانى يقول
به الامامية. انتهى ما اردتنقله بالمعنى، مما حكاهالاستاد (54) دام
بقاؤه فىالمنبر.
و من جملة الادلة العامة ايضا; هو النصوص الواردة فىالنص علىالائمةالاثنى
عشر، و هى بين ما اجمل فيه، و بين ما ذكرواعليهم السلام فيه باسماءهم علىالتفصيلو
نحن نقول: لولم يكن فىالبين سوىالطائفة الواردة فىالاجمال، لكفى بحمداللهعلى
صحة مذهب الاثنى عشرية، و بطلان غيره منالمذاهب طرا، منالعامة و سايرفرقالشيعة.
و توضيح هذا الاجمال، انه قد روى عنالنبىصلى الله عليه وآله من طريقالخاصة و
العامةبطرق متعددة يقرب منالماتين (55) بحيث لايقبل المضمون انكارا
بينالمخالفو المؤالف و المضمون فىالجميع انهصلى الله عليه وآله قال: انالخلفاء
من بعدى على ما فىبعضها و الامير بعدى على ما فى آخر و ولى الامر بعدي على ما
فىالثالث اثنا عشر،و هم لاينقرضون بانقضاءالدهر، و يبقون مادامت الدنيا، و لا يزال
الاسلام يكونعزيزا منيعا بوجودهم، حتي اذا انقرضوا ماجت الارض، و ساختباهلها، و
آنقيامالقيامة.
فهذهالاخبار التى تكون دلالتها صريحة فى هذهالكلية و الاجمال و سندهاغير قابل
للخدشة حتى لدي كل عارعنالانصاف، لاينطبق مضمونها على شئ منمذاهبالاسلام
الموجودة فىالعالم، سوى مذهبالشيعةالامامية الاثنا عشرية، لانسائر المذاهب بين
ما لا يبلغ العدد فيه الىالاثنى عشر، بل يزيد او ينقص و (بين) مالا يمكنه تطبيق
هذا الوصف اعنى عدمالانقراض الى آخر العالم، و البقاء الى قيامالقيامة علي هذا
العدد، و اما مذهب الاثنى عشرية ففى فسحة من ذلك لانهميعدونائمتهم الى الاثنى
عشر، اولهم علىبن ابىطالب، و آخرهم: الامام الثانى عشرصلواتالله عليهم اجمعين و
يعتقدون انالتاسع من اولاد الحسينعليه السلام حى موجودباق من يوم ولدالى زماننا
هذا، والى ما قدرالله تعالى له منالحياة فعلم عدم تطبيقهذا المعنى و هذالكلية;
الاعلى مذهبهم، و هو كاف في حقيته و بطلان غيره لو لميكن الا اياه والله الهادى و
الموفق للصواب و له الحمد.
فان قلت نعم و لكن هنا سؤال و ارد على هذهالاخبار. و هو انالنبىصلى الله عليه
وآله و عدانالاسلام لايزال منيعا عزيزا بوجودالخلفاء الاثنى عشر فكيف نرى الحال
علىخلاف ما وعد، فان حال الاسلام فى العزة و الذلة كانت مختلفة فيما اطلعنا عليه
منازمانه ففى اول طلوعه كان غريبا و فى بعض الازمان صار عزيز اغالبا على سائرالملل
و الاديان و سلاطين الزمان، و فى زماننا هذا صار علي حالته الاولى منالغربة;حتى
صار اهله ادون من اهل جميع الاديان الموجودة من غيرالاسلام فىالعالم.
قلت: ليسالمراد بالعزة ما توهم منالغلبة الظاهرية و الشوكة و السطوةالصورية
على ممالك الارض بلالمراد المناعة و العزة من حيث البرهان و الحجةيعنى ان حجة هذا
الدين و هذا المذهب و برهانهما لايزال غالبا و عاليا و فائقا علىحجة سايرالاديان و
المذاهب و انالله تعالي لم يخلالارض من وجود الحججصلواتالله عليهم لنصرةالدين
الحق و ايضاح منهجه و ابطال شبهات الملحدينو مناقشات الجاحدين فلا يزال
يكونالاسلام عزيزا منيعا محفوظ الثغور مادامواعليهمالسلام مستحفظين لهم فهم
اعلامالهدى و مصابيحالدجى و الحجة علىاهلالدنيا:
و الحمدلله فنحن معتقدون بانه لا يمكن ان يعلو حجة خصمنا على حجتنا بلحجته ابدا
سافلة منكوسة كما هو المشاهد مما وقع منهم منالصدر الاول الى الان،فىمقام
الاحتجاج على ابطال هذا المذهب حيث لم يورث الاحتجاج للمحتجسوى الافتضاح و سواد
الوجه و لم يتفق الىالحال شبهة من ملحد على هذاالمذهب عجزالشيعة عن دفعها.
و لو فرض انه اتفق ذلك احيانا بحيث لم يقدر احد منالعلماء الموجودينعلى
دفعالشبهة فحينئذ يجب علىالامام الغائب عنالانظار ان يدفع هذهالشبهة باينحو
كان لانه المدخر لحفظ الاسلام و لو لم يدفع مثل هذهالشبهة التى عجزت عنهعقول
الفحول، لما كانلله علىالناس حجة، لو رجعوا عن دينهم و تمايلوا الى دينآخر; بل
يكون عذرهم موجها و حجتهم تامة; و ابىالله الاان يتم نوره و لو كرهالكافرون.
و لايوقفنا ما اودع فىالكتب على وقوع ذلك فىالاعصار الماضية، سوىواقعتين فى
كلتيهما رفع حجاب الباطل عن وجهالحق، الحجةالموجودةفىذلك العصر.
احديهما اتفقت فىزمانالعسكرىعليها السلام،و هىواقعةاستسقاءالراهب
النصرانى،و نزول المطر بمجرد دعائه، بعد عدم نزوله بدعاء اهلالاسلام و تضرعاتهم فى
ثلاثةايام متعاقبة، و هى مذكورة فى كتاب مدينة المعاجز (فىالمعجزة الثالثة و
الثمانين)من معاجز ابى محمدالحسن العسكرى -سلامالله عليه-.
و ثانيتهما اتفقت فىزمانالغيبة، و هى واقعةالرمانةالتى اصطنعها الوزيرالناصب
و ابتلى بذلك اهلالبحرين، و قد ذكرهالفاضل المجلسىقدس سرهفىالمجلدالثالث عشر
منالبحار فى عداد من راىالحجة صلواتالله عليه قريبامنزمانه، و كذا فى دارالسلام
لاخوند ملامحمود السلطانآبادى، عند ذكر الثامنممن راىالحجةعليها السلام
فىالغيبة الكبرى، فىحال اليقظة و عرفهعليه السلام (56) .